26-يناير-2022

الكاتب والمؤرخ الفلسطيني عبد الوهاب الكيالي (ألترا صوت)

ألترا صوت – فريق التحرير

هذه المساحة مخصصة، كل أربعاء، لأرشيف الثقافة والفن، لكل ما جرى في أزمنة سابقة من معارك أدبية وفنية وفكرية، ولكل ما دار من سجالات وأسئلة في مختلف المجالات، ولكل ما مثّل صدوره حدثًا سواء في الكتب أو المجلات أو الصحف، لكل ذلك كي نقول إن زمن الفن والفكر والأدب زمن واحد، مستمر دون انقطاع.


في صباح يوم الإثنين، السابع من كانون الأول/ ديسمبر عام 1981، اغتال مجهولون الكاتب والمؤرخ الفلسطيني عبد الوهاب الكيالي (1939 – 1981)، في مكتبه الواقع في حي ساقية الجنزير في العاصمة اللبنانية، التي وصلها قبل أيام قليلة من اغتياله للمشاركة في فعاليات "معرض بيروت العربي للكتاب".

تُعتبر "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" التي أسسها الكاتب والمؤرخ الفلسطيني الراحل عبد الوهاب الكيالي من أهم التجارب العربية في مجالها

يُعتبر عبد الوهاب الكيالي واحدًا من أعلام فلسطين الكبار على المستويين السياسي والفكري، حيث نشط في قيادة العمل الوطني الفلسطيني في لبنان خلال النصف الأول من سبعينيات القرن الفائت، وأسس عدة مشاريع ثقافية وفكرية وظفها في خدمة القضيتين العربية والفلسطينية.

اقرأ/ي أيضًا: أرشيفنا الثقافي: "قوارب جبلية".. رواية يمنية تدخّل غونتر غراس لإنقاذ مؤلفها

ولد الكاتب والمؤرخ الفلسطيني الراحل عام 1939 في مدينة يافا، التي هُجّر منها بعد نكبة 1948 مع عائلته إلى عمّان، ومنها باتجاه بيروت التي حصل فيها على ليسانس في العلوم السياسية من "الجامعة الأمريكية" عام 1961، قبل أن يسافر إلى المملكة المتحدة حيث نال شهادة الدكتوراه من "جامعة لندن" عام 1970، وذلك عن أطروحته التي تناولت تاريخ المقاومة الفلسطينية والعربية ضد الاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية.

أما على الصعيد السياسي، فقد انضم عبد الوهاب الكيالي إلى "حزب البعث" عام 1958، وأصبح عضوًا في مكتب فلسطين التابع للقيادة القومية في 1960، ثم تولى في العام التالي أمانة سر شعبة فلسطين في لبنان، وذلك خلال دراسته في "الجامعة الأمريكية في بيروت"، التي يروى أنه فُصل منها بسبب تنظيمه لمظاهرات داعمة لثورة التحرير الجزائرية، ولكن إدارة الجامعة سرعان ما تراجعت عن قرارها بعد إضراب بعض طلابها احتجاجًا على فصله.

وفي عام 1968، أسس الراحل "جبهة التحرير العربية" التي تولى أمانة سرها عام 1972، وذلك بعد نحو عامين على انتخابه عضوًا في القيادة القومية لـ "حزب البعث" بجناحه العراقي، وأربعة أعوام على اختياره عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني سنة 1968، الأمر الذي جعله مؤهلًا لدخول اللجنة التنفيذية لـ "منظمة التحرير الفلسطينية" بين عامي 1974 – 1977.

وبالإضافة إلى العمل السياسي التنظيمي، ساهم عبد الوهاب الكيالي في تنظيم العديد من الندوات والمحاضرات الثقافية والفكرية والتاريخية، في جامعات عربية مختلفة، بهدف الإضاءة على تاريخ فلسطين وتوضيح حقيقة ما جرى ويجري على أرضها منذ الانتداب البريطاني، وصولًا إلى الاحتلال الصهيوني ونكبة عام 1948، وليس انتهاءً بنكسة حزيران/ يونيو 1967.

نشط الراحل كذلك في مجالي الإعلام والنشر، حيث عمل مديرًا لتحرير مجلة "الرائد العربي" في الكويت، وأشرف على صفحة الرأي في جريدة "الأحرار" الناطقة باسم "حزب البعث" في لبنان، كما ترأس تحرير مجلة "فلسطين الحرة".

يُعتبر عبد الوهاب الكيالي الذي اغتيل في كانون الأول/ ديسمبر 1981، واحدًا من أعلام فلسطين الكبار على المستويين السياسي والفكري

وفي عام 1969، أسس الكيالي "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" التي تُعتبر أحد أهم التجارب العربية وأكثرها جرأةً في مجالها خلال سبعينيات القرن الفائت، إذ يحسب لها، ولمؤسسها، نشر "موسوعة تاريخ الفن" للمصري ثروت عكاشة التي كانت ممنوعة في معظم الدول العربية. وإلى جانب المؤسسة، أصدر في عام 1974 مجلة "قضايا عربية"، وذلك قبل عامين من تأسيسه "مركز العالم الثالث للدراسات والنشر" في لندن، وترأسه تحرير "النشرة الاستراتيجية" التي صدرت عنه.

اقرأ/ي أيضًا: أرشيفنا الثقافي: استقالة محمود درويش من "منظمة التحرير" احتجاجًا على "أوسلو"

أما على الصعيد الشخصي، فقد أصدر المؤرخ الفلسطيني عدة مؤلفات، أبرزها "تاريخ فلسطين الحديث" الذي صدر عام 1971، ووصل عدد طبعاته حتى هذه اللحظة إلى 12 طبعة. و"الموجز في تاريخ فلسطين الحديث"، و"وثائق المقاومة العربية الفلسطينية ضد الاحتلال البريطاني والصهيونية"، و"الكيبوتز أو المزارع الجماعية في إسرائيل"، و"المطامع الصهيونية التوسعية"، وغيرها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أرشيفنا الثقافي: رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان.. حكاية نص غرامي مثير للجدل

أرشيفنا الثقافي: رسائل محمود درويش وسميح القاسم