26-مارس-2017

رئيس الحكومة المغربية المعين سعد الدين العثماني خلال إعلان تشكيل التحالف الحكومي (جلال مرشدي/الأناضول/Getty)

أخيرًا، أعلن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين، من طرف العاهل المغربي محمد السادس، عن الأحزاب السياسية المشكلة للأغلبية الحكومية الجديدة، مساء السبت بالمقر المركزي لحزب العدالة والتنمية، في انتظار توزيع الحقائب الوزارية وتحديد أسماء الوزراء.

قبول حزب العدالة والتنمية دخول الاتحاد الاشتراكي الذي حل متأخرا في الانتخابات بعد حصوله على 20 مقعدًا أثار جدلًا في أوساط الحزب

ويتعلق الأمر بحسب ما أعلن عنه العثماني، بستة أحزاب وهي العدالة والتنمية، والتجمع الوطني للأحرار، والتقدم والاشتراكية، والحركة الشعبية، والاتحاد الدستوري، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الأخير الذي رفضه بشدة، عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قبل إعفائه من طرف الملك.

اقرأ/ي أيضًا: ماذا بعد إعفاء الملك لبن كيران من رئاسة الحكومة؟

وأكد سعد الدين العثماني، ضمن لقاء صحفي خلال إعلانه التحالف الحكومي، حرصه على إخراج الحكومة في أقرب الآجال، أن "هذا القرار أملته الإرادة الحازمة لتجاوز العقبات التي حالت دون تشكيل الحكومة خلال الشهور الماضية".

وشدد العثماني، على أنه سيتم العمل على "إرساء حكومة قائمة على هيكلة فاعلة وناجحة ومناسبة تعكس الأولويات الكبرى التي تفرضها المرحلة في مقدمتها إصلاح الإدارة، عازمًا على باقي أعضاء الأغلبية الحكومية، على أن تكون هاته الحكومة في مستوى تطلعات الشعب المغربي، وفق المعايير التي حددها الخطاب الملكي بدكار".

قبول حزب العدالة والتنمية، ذو التوجه الإسلامي، والذي حل في المرتبة الأولى من نتائج الانتخابات التشريعية خلال السنة الماضية، بحصوله على 125 مقعدًا، دخول حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ذو التوجه "اليساري، والذي حل في المراتب الأخيرة بعد حصوله على 20 مقعدًا، أثار الكثير من الجدل في أوساط الحزب.

وقالت وسائل الإعلام المحلية أن سعد الدين العثماني كشف أن قرار إدخال الاتحاد الاشتراكي للحكومة هو قرار سيادي، دون أن يوضح ما يقصده بـ "السيادي "، ومن هي الجهات السيادية التي فرضت عليه الأمر.

وفي هذا السياق، يرى رشيد لزرق، المختص في الشأن الدستوري، أن حزب العدالة والتنمية، هو حزب برغماتي يعمل ضمن سياق دولي وداخلي، وبالنسبة للبيئة الداخلية فإن المغرب في هذه المرحلة يستعد لولوج مرحلة التنمية من خلال تدبير عائدات المشاريع الكبرى والحزب، لا يتوفر على مشروع اقتصادي وكفاءات بمقدورها القيام بهذا الدور، وهذه من الأمور الأساسية التي جعلت العدالة والتنمية متمسك بأخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني لأحرار، على وجه الخصوص، والذي فرض شروطه بدخول كل من الاتحاد الدستوري، والاتحاد الاشتراكي".

اقرأ/ي أيضًا: المغرب.. بنكيران يخرج بصراع تشكيل الحكومة إلى العلن

ويبدو التحالف الحكومي، المشكل من ستة أحزاب، أنه تحالف "الأمر الواقع"، وقد جد محلًا من طرف الفرقاء السياسيين، لتدبير حالة الانحباس السياسي.

لكن وأمام التوجهات المختلفة لهذه الأحزاب، سيضع سؤال إن كان هذا التحالف الحكومي سيكون منسجما، ويعبر عن حكومة مؤسساتية ائتلافية وطنية أم أن المناكفات الحزبية ستعود لتطغى على المشهد!

اقرأ/ي أيضًا: 

المغرب.. أكثر من 100 يوم من تعطيل تشكيل الحكومة