25-مايو-2016

البارحة وقعتْ في جيبي نجمة (Getty)

موسيقى صناعية في الخارج
مثل "البوب كورن" متفرقعًا من الأصابع بينما الأجساد تقترب من أضواءِ الصالة
ثم تنطفئُ النجوم
نجمةً تلو الأخرى.

البارحة وقعتْ في جيبي نجمة
صارت وسادةً قديمةً ارتخيتُ عليها في الصالة
مشى رجلٌ أمام عيني عاريًا
يتساقطُ الإجاص من أماكنِ دعساته
البارحة غفا بجانبي كهلٌ وامتدت روائحه في خياشيمي
كرزٌ شهيٌّ مرّت نسمةُ الطير
الآن أنا في صالات السينما
ستارةٌ بيضاء لامعة تخفق بتهافتٍ كلما اشتعلَ الفيلم
أختبئُ في عشبِ القبلة
في أراجيح الشغف وأحطُّ على أنوفكم
أختبئ في الخدعة القديمة للمقعد الوحيد
في اليدين تمسحان عطرَ عرقِهما وتتركان بذور الشهوات
في فيلم صامتٍ
مضاءٍ بالأبيض والأسود
أختبئُ في الانسحابات الموجعة وهي تورقُ
تصير شجرةَ توت مخضرّة ومخضرّة في آخر الشاشة
أختبئ عصفورًا بلا أجنحة يمرُّ كلما وقعت يدٌ على الأرض
عاد والتقطها وذهب
بلا أجنحةٍ أو ثيابٍ أو استعاراتٍ يعبّئ بها جُملَه
برقُ الانخطاف محتكًّا بالثياب
احتكاكُ الثياب منعتقًا من المرايا
احتكاكُ الثياب بإسفلت الطرقات
الوجهُ الأسود للرغبة، أحدُ أوجه الحياة..

أوقفتَني بين مقعدين وحشرتَني بين نبتتي زاويةٍ
قلتَ لي:
الوصولية رائحتُها كريهةٌ مثل فطرٍ متحمرٍّ بين الساقين
أبعدتُ الذباب عن أنفي وحاولتُ قراءة بعضِ الآياتِ عليكَ علّكَ تصير ماءً وتنسالُ من بين أصابعي
كما القصائد..
الوصوليةُ هزيمةٌ
كرّرتُها على مسمعك حتى أؤكدَ وجودكَ وأثبّتَه بين مقاعد السينما
ارتخيتُ في مقعدي لما تعبتْ مفاصلي من معارضة الندى والمراقبة من بين شقوق الخشب المستعدِّ للمهاجمة دومًا،
يكاد جلدي يصير بحيرةً مملوءة بالأسماك
لا شيء غير شِباك فمك يعاود إحياءَها بخيطٍ وسكّين
بصحن وبسكّين
بشوكة وبسكّين
بقبلة وسيفٍ يخرُّ الدمُ حول أنحائه
وأزرقُّ في أنحائك أبحثُ عنك قلْ لي لمّا قطعتني عن حوضك الكبير
هل جعلتَني تمثالاً أم حمامةً؟
تفيض السينما الآن بالأفلام
ذَرَقُ العيونِ على المقاعد
على الماء والعُملات تّخبئ تحت سطحها أمانٍ تنام مع بعضها
أيها العاقّ قلتُ لك أخجلُ من الحبّ تحت الماء
أخجلُ
أغرقْني
أنقذْني..

اقرأ/ي أيضًا:

أبوابٌ معدنيَّة

محزن أن يكون للمرء خمسة أصابع