05-أكتوبر-2016

تصوير حسن أبو نوح/ سوريا (المجلس البريطاني)

أخافُ عليكِ بألاّ تطيري
أقولُ لكلّ حمامةِ شعرٍ
تكسّرَ قلبي بيوضًا بها
أخافُ عليكِ بألا تطيري
أخافُ عليكِ إذا ما هدلتِ
بشعرِ فتاةٍ رمتـكِ كمشكلةٍ خلفها
سقيتكِ جرحًا وجرحًا
وربّيتُ فيكِ رضيعًا يمصُّ حليبَ 
الكنايةِ، جمّعتُ فيكِ بريدَ الحكايةِ
منْ كلّ شعبٍ يئنُّ كصوتِ الأسيرِ
أخافُ عليكِ بألا تطيري
أخافُ
لأنّي أودّعُ فيكِ وصايا البلادِ
وصوتُ خطى اللاجئينَ
على دربِ جيمٍ دمشقيةٍ
ودّعتْ لغةَ الهالِ والياسمينِ
أخافُ لأنكِ رضّاعةً رُبطتْ في المهادِ
ورغوةِ ثغرٍ يناغي 
وكفّ أبٍ بعدَ يومِ الحصادِ
أخاف عليكِ لأنكِ غيمة ْ
تروّي الحقولْ
أخافُ عليكِ لأنكِ نجمةْ
تغازلُ وحيَ الرسولْ
يتوّجني نقشكِ السومريّ
على درّةٍ فوقَ صدرِ الأبدْ
وأقتلُ فيكِ شهيدَ المعاني 
لأشعلَ حرفًا..
بتنّورِ خبزِ الجياعِ
ورأسِ الصواري
وخيطِ الشراعِ
أخافُ عليكِ بأنْ يقتلوكِ
ولمّا تضيئي سماءَ الجسدْ
أخافُ عليكِ من المقصلاتِ 
توضّأنَ في دمِ من سبقوكِ
لماذا يريدونَ أنْ يخنقوكِ
وفي رئتيكِ تنامُ البلادُ
عصرتكِ ليمونةً فوقَ أنفِ
الزمانِ الذي نسيَ القدسَ والناصرةْ
وطرّزتُ منكِ مناديلَ أمٍّ تضمّدُ جرحَ يدٍ ثائرةْ
وكحّلتُ من حبركِ العربيّ عيونًا إلى شامها ناظرةْ
أقولُ لكلّ حمامةِ شعرٍ:
أخافُ عليكِ لأنّ فضاءَ الكتابةِ ترصدهُ الطلقةُ الغادرةْ
فكيفَ سأحترمَ الشعرَ
والشعراءُ هم الأقوياءِ
وكيفَ سأسمعُ صوتَ القيامةِ
والأنبياءُ هم السجناءُ
أخافُ عليكِ 
فطيري 
برغمِ الفضاءِ العسيرِ
لعلَّ الترابَ يقبّلُ يومًا
شفاهَ الأثيرِ
فطيري

اقرأ/ي أيضًا:

ظلان لموتٍ واحد

كبئرٍ جفّ ماؤه باكرًا