30-يوليو-2017

مؤتمر انتخابي لأحمد شفيق 2012 (Getty)

أحمد شفيق مرشح موسمي للرئاسة في مصر، كلما مرَّت القاهرة بفراغ سياسيٍ، قفز اسمه على الساحة مرشحًا محتملًا مع عدَّة سيناريوهات. بانتظار شفيق شيء ما لا يعرفه، لكن خيوطه تنكشف شيئًا فشيئًا بالوقت، مع قرب الانتخابات الرئاسية، المقرَّر عقدها في حزيران/يونيو 2018.

يقيم شفيق بدولة الإمارات منذ 2012، عقب مغادرته لمصر بعد خسارته للانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الأسبق محمد مرسي

وفق موقع مصر العربية، الذي ينطلق من القاهرة، فإن مصادر مقربة من شفيق أكَّدت، قبل أيام، أنه استقر نهائيًا على خوض انتخابات الرئاسة، لكنه لم يحدد بعد موعد الإعلان الرسمي عن حملته الانتخابية.

حسب تأكيدات من المصادر المقربة، فإن الفريق فكر في إسناد حملته للناشط السياسي المعارض لحكم السيسي حازم عبد العظيم، إلا أنه رفض، وقرر اعتزال العمل السياسي، فاتجه شفيق إلى انتقاء أعضاء الحملة من بين أعضاء حزبه "الحركة الوطنية".

الملاحظة التي يمكن تسجيلها إنه رغم العطَب الذي أصيبت به الحياة السياسية المصرية، فإن حزب الحركة الوطنية لا يزال يفتتح مقرات جديدة، آخرها كان في نيسان/أبريل من العام الجاري، حين افتتح الحزب مقرًا رئيسيًا بالقاهرة، وفي الوقت نفسه، نشأت عدّة مقار جديدة بالمحافظات والصعيد بتمويل من رجال أعمال وعائلات تنتمي للحزب الوطني المنحلّ ولا يزال ولاءها لنظام مبارك.

اقرأ/ي أيضًا: عن جماعة إثارة القلق حول السيسي

إعلان الترشح من القاهرة أم لندن؟
يقيم شفيق بدولة الإمارات منذ 2012، عقب مغادرته لمصر بعد خسارته للانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الأسبق محمد مرسي، وعلى مدى 5 سنوات لم يعد إلى القاهرة رغم عدّة تنبؤات ووعود بعودته.

والسؤال الآن، لماذا اختار شفيق هذا التوقيت -تحديدًا- لتسريب خبر عن ترشحه للرئاسة وإعلانه الترشح من مصر؟

السؤال يعيدنا إلى ما قاله الإعلامي المصري محمد الباز، المذيع بقناة المحور، بشأن ترشح شفيق للرئاسة وإعلانه ذلك من لندن، قبل أيام.

أكّد الباز أن "شفيق لن يعلن الترشح من أبو ظبي، منفاه الاختياري، حتى لا يضع دولة الإمارات في حرج، ولكن سيعلن من لندن"، فكان لا بدّ أن يتحرك شفيق بردٍ مضاد يعلن به عودته وترشحه ولكن من مصر على لسان مقرّبين.

في تصريحات صحفية، قال الناشط السياسي المعارض حازم عبد العظيم، إن آخر حديث جمعه بالفريق شفيق كان الأسبوع الماضي، وأغلبه عن الانتخابات الرئاسية، وقد حسم أمر ترشحه لكنه لم يستقر على موعد الإعلان.

كان شفيق قد أعلن عبر موقع "برلماني"، التابع لليوم السابع، أن "قراره هو العودة بلا شك، لكن لم أحدد الموعد بعد"

على أرضية واحدة، التقت تصريحات شفيق بما يقوله اللواء رؤوف السيد، نائب رئيس حزب شفيق في القاهرة، الذي أكّد نية الفريق الترشح، لكنه نفى إعلانه الترشح من لندن: "من القاهرة وليس من أي دولة أخرى كما يزعم البعض".

ما بقى لدى شفيق، إنه أكد، وفقًا لتقرير بصحيفة "الدستور" المصرية، إنه "في حال الترشح للرئاسة، سوف يتمتع بدعم كبير من دولة عربية وبتمويل مفتوح". ولم يكشف اسمها.

سر اجتماع إبراهيم عيسى بالنشطاء والكتاب لدعم شفيق
حتى الآن، ومنذ وقتٍ بعيد، يرتب أحمد شفيق الأجواء لظهوره منافسًا للسيسي على الحكم، بدأ الأمر بالأزمة السياسية التي شابت علاقة الرئيس المصري بالسعودية والإمارات على هامش التنازل عن تيران وصنافير، فكانت الإمارات تصدره بديلًا للرئيس المصري، على أن تدعمهما، فهي تجد مشكلة في استمرار السيسي لأنه لم يعد مقبولًا دوليًا، وفقًا لتقارير صحفية سابقة، كما أن شفيق محسوبٌ عليها، ويحافظ على الاستقرار في القاهرة، من وجهة نظرها.

في ذلك الوقت، التقى شفيق مجموعة سياسيين وخبراء مصريين في الإمارات للتفاوض معهم على الانضمام لحملته الانتخابية، التي يريد أن تبدأ مبكرًا، ويعلن تشكيل حكومة كاملة سيعلن أسماء أعضائها مع إعلانه الترشح للرئاسة.

اقرأ/ي أيضًا: من فجر الكنيسة البطرسية؟.. سؤال وثلاث إجابات

واستطلع شفيق آراء عدد من السياسيين في الترشح، وبعضهم كان مؤيدًا للسيسي، مثل إبراهيم عيسى، الكاتب الصحفي المصري، رئيس تحرير صحيفة المقال، والناشط السياسي جورج إسحق، فلم يجد معارضة منهم لفكرة التحالف مع شفيق من حيث المبدأ، لكنهم طلبوا تأجيل إعلان موقفهم لحين إعلانه الترشح للرئاسة ردًا على رجائه لهم أن تكون هناك حملة للمطالبة بترشحه، أو التبشير برئاسته مصر.

وكان شفيق قد طلب من وسطاء تكتلًا سياسيًا يدعمه بقوله: "أنا مبفهمش في السياسة، اعملوا تكتل سياسي وقودوني في المرحلة المقبلة"، فترجم عيسى ذلك إلى اجتماع بفيللته بمدينة السادس من أكتوبر دعا فيه عددًا من الكتاب وشباب الثورة، منهم الناشط ناصر عبد الحميد، واقترح عليهم دعم شفيق، لأنه "مثل الباجي السبسي في تونس".

لماذا يخشى شفيق العودة إلى القاهرة؟
شفيق، الذي غادر مصر إلى الإمارات عشية خسارته الانتخابات الرئاسية أمام محمد مرسي، حتى الآن، يواجه مشكلتين تمنعانه من حسم موقفه بشكل نهائي، الأولى إنه بلا ظهير شعبي واضح، وهو ما يسهّل فكرة اعتقاله في مطار القاهرة، أو احتجازه، خاصة أنه يعاني "فوبيا" الأماكن المغلقة.

استطلع شفيق آراء عدد من السياسيين في الترشح، وبعضهم كان مؤيدًا للسيسي، مثل إبراهيم عيسى، الكاتب الصحفي المصري

المشكلة الثانية، خوفه من القبض عليه في مطار القاهرة وتحريك قضيته بسرعة، وصدور حكم قضائي ضده يمنعه من الترشح في الانتخابات الرئاسية لمدة ست سنوات، طبقًا للمادة الثانية من قانون العزل السياسي.

أكد شفيق، الذي حصل على 48% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية لعام 2012، ما قاله عمرو أديب خلال أولى حلقات برنامجه "كل يوم"، الذي يذاع على فضائية "أون.تي.في" المصرية، حول أن "شفيق يشكل حكومته".

ويقول مراقبون إن هذا التصريح هو ما دعا سلطات دبي إلى استدعاء المرشح "الغامض" وسؤاله حول مدى صحة المعلومة، وطلبت منه ألّا يتحدث كثيرًا مع الإعلام، وهو ما دفعه مؤخرًا إلى نيته "إعلان ترشحه من لندن أو القاهرة"، وفقًا لقول الباز أو خبر "مصر العربية".

وكان شفيق قد أعلن عبر موقع "برلماني"، التابع لليوم السابع، أن "قراره هو العودة بلا شك، لكن لم أحدد الموعد بعد، والمؤكد أن كل شيء سيحدث في الوقت المناسب"، فاعتبر التصريح إعلانًا صريحًا عن عودته، لكن الأمر "لايزال قيد الدراسة والبحث عن ظهير سياسي".

البحث عن بديل.. لا السيسي ولا شفيق
وفقًا لمصادر صحفية، فإن خياري السيسي وشفيق غير مرضيين لقطاعات واسعة من النشطاء والكتاب والصحفيين المصريين، وفئات فاعلة في الأوساط السياسية، وهو ما بدا حين استطلع جورج إسحاق رأي عدد من قيادات "كفاية" و"الجمعية الوطنية للتغيير"، فلم يجد معارضة منهم لفكرة التحالف مع شفيق، لكنه لم يجد موافقة أو قبولًا أيضًا، لكنهم طلبوا تأجيل إعلان موقفهم لحين إعلان الترشح للرئاسة، رافضين إعلان أنفسهم "ظهيرًا سياسيًا" لشخص من فلول مبارك.

وطرح بعضهم بدلاء لدعمهم في الانتخابات المقبلة، باحثين عن مرشح يمثل قوى الثورة أولًا قبل إصدار قرار نهائي لدعم شفيق، جاء في مقدمتهم الدكتور مصطفى حجازي، الخبير السياسي، ولايزال البحث عن بديل جاريًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

خلفاء السيسي المحتملين.. 6 مرشحين لرئاسة جمهورية الجنرال

أحمد شفيق.. أحاديث العودة التي لا تنتهي