16-ديسمبر-2022
أحمد الصافي النجفي وكتاب زهير مارديني عنه

أحمد الصافي النجفي وكتاب زهير المارديني عنه

كتب الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي (1897 – 1977) الشعر في سن مبكرة. قاد مع أخيه الأكبر محمد رضا عام 1918 انتفاضة شعبية ضد الاحتلال البريطاني للعراق. طاردته قوات الاحتلال وأتباعه، فهرب إلى إيران، حيث بقي فيها ثمانية أعوام، وهناك درس وأتقن اللغة الفارسية، بسبب تعلقه بشعر وفلسفة الشاعر عمر الخيّام. عاش متنقلًا بين إيران وسوريا ولبنان.

قضى حياته في التشرد من أجل الحرية. عرف السجن وذاق لوعة الاضطهاد والغربة، لكنه ظل أمينًا لفكرة الحرية التي تمحور حولها شعره وعيشه، كما ظل مجددًا في الشعر.

القصيدة المختارة مأخوذة من كتاب "أحمد الصافي النجفي" للكاتب زهير المارديني.


أرى غربة الانسان سجنًا

فكيف في سجن إنسان غريبِ

 

يزور رهين سجين أهل قربى

ولكني السجين بلا قريبِ

 

أبشر عند فتح الباب نفسي

بأن ستفوز بالفتح القريبِ

 

فمن لي أن أرى يأسًا مريحًا

يخلصني من الأمل الكذوب

 

سأقتل حي آمالي سريعًا

وأرجع منه ذا سيف خضيب

 

فإن لخادع الآمال عقبى

تزيد مرارة القلب الكئيب

 

كأن الليل جبار عظيم

أصيب بألف مكروب مهيب

 

تسامرني همومي في الدياجي

ويطربني فؤادي بالوجيب

 

سحائب بارقات بالأماني

ولكن باخلات بالسكوب

 

وتبسم لي البروق بها وكم لي

بسحب النفس من برق خلوب

 

تقّطب لي السما بالسحب وجهًا

كأن لم يكف دنياها قطوبي

 

فأدعو الله تعجيلًا بفكٍّ

سجني أو بسجن فتىً لبيب

 

تمنيت الزيارة من قريب

وإن تلك زورة الأجل القريبِ