08-مايو-2022
لوحة لـ عمر عبد الظاهر/ مصر

لوحة لـ عمر عبد الظاهر/ مصر

أظنّ أنّك وضعت يدًا على كتفي

قد تكون مستعارةً

وثقيلة كحجرة

أو منبسطة كجناحين

أحدهما جناح برونزيّ والآخر جناح يمامة ودودة بالطّبع.

ومن أجل ذلك أدعو أنْ ترفعي

الجناح الزائف عن كتفي

لأطيرْ!

*

 

لا يتّسع العالم لحبّي لك

أقف كالمسافر وبيدي عدسة،

حقيبةٌ، وخبزٌ وبخّورٌ لطرد الأشْباح.

قلت أنّني أقف كمسافر

وعنيْت أنّ العالم

سيكون صغيرًا كالقعْر

بقدر ما أنْقل خطواتي!

*

 

فجأةً أقول لك أنّني أحبُّكِ

فتتجمّدين كذراعْ

تنظرين نحْوي كما تنْظر

الأمّهات لأحذية أولادهنّ الموحلة،

تطلبين أنْ أساعدك على النّهوض

وأنت متشبّثةٌ بالعشب.

إلى هذا الحدّ

كانت الكلمة الصّغيرة محفّزةً

لأنْ نقع معًا!

*

 

أتململ في الظّلمة

لأنّك لمْ تجلسي معي منذ ما يقارب الأشهر،

لمْ تضعي لي

الشّاي كالعادة على الطّاولة،

لمْ ترسمي لي قلبًا بأصابعك

النّاعمة كبطون الأكْواب،

أخيرًا

صرت أحسب أنّك أطْبقْت يديْك

بالطّريقة

الّتي توجع قلبي!

*

 

أحببت نبعًا صافيًا لأحبّكِ

مرّة أخرى، أحببت معطفًا لأنال الدّفء الغابر،

أحببت قطيعًا مرسومًا من الذّئاب

لأقول لنفسي ذلك حبٌّ وحشيٌّ

وهذا أيضًا.

كانتْ للذئاب عيونٌ فاجرةٌ

وفاجعةٌ

كان حبّك كالرّوح الخفيّة

يمكن تلمسه بندرةٍ وكثافةٍ

في الأنياب النّاصعة

للحيواناتْ!

*

 

لماذا أحبُّكِ وكأنّ رجلًا قاسيًا

سينحني ذات مساءٍ

ليخدم امرأته؟

كأنّ حياةً وجيزةً

ستسْعد كلّ واحدٍ منّا بقدرٍ كافٍ؟

كأنّ العالم سيعود نظيفًا من الدّم

الجنود سيتخلّون عنْ أسْلحتهمْ

ومنْ يلطّخ نفسه بالوحْل لا يثير الرّعب.

لماذا يحبّ أحدنا الآخر بعنايةٍ لا مثيل لها

بلهاثٍ مزدحمٍ وآمنٍ

كأنّنا قطعْنا طريقًا طويلًا فاستلْقيْنا!

دلالات: