15-يناير-2018

أسعد عرابي/ سوريا

كَرزٌ يُغنِي لفَيرُوز

مُقلتَان مِن نَارٍ كالبِلَورِ

يَتَفتقُ الحُبّ فِيهمَا كُلَ صَيف

يُفَجِرُ المسَاكِنَ الآهِلَة بالرَمَاد

يَنشُر أسرَارَ ليلَى

أسطُورَة تُغَازِل القَمَر بنَهد

شِفَاهٌ تَكَرَرت كالنَشِيد

وَنَومٌ أبدِي عَلى ثَغرِ الخُلُود.

 

يا حَبِيبَتِي

مَن سَيُقَطِعُ رُخَامَ بَيتٍ لَن تَسكُنِيه

ويَبكِي المَسَاء عَلى ظِلِك الرَاحِل

يُسَوِي القَلبَ بالطِينِ,يَدفنُه

يَغمُر طِفلًا عَلى يَديهِ

أثَرُ الرُمَان.

 

المِلحُ صُورتِي

آخِرُ مُدنِ الصُلح

التي سَلَمَت كَبِدَ المَجَاز

لامرَأة مِن رِيح

لا تَأتِي إلاّ عَاصِفَة

تَقضُم ما ادَخَرتُه مِنْ فَرَحٍ

لشِتَاءٍ كَئِيبْ.

 

قَلبٌ شَارِدٌ بِالغَمَامْ

صَقَلتْهُ السِبَاعُ

عَلَمَتْهُ الفِرَاسَة فَولّى مُنتَحِرًا

يَرتمِي مِنَ الشَّعرِ إلى الشِّعرِ

أسفَل نُهودِ الغَزَالْ

هَاربًا صَوْبَ الرَعْدِ

يُخَاصِمُه عَلى اختِرَاقِ السَمَاء

كصَدرِي قَتِيلًا بِشَهقَة

اجتَثتْ مِنَ الجَسَدِ طُفُولَتَهُ

التِي قَلَصَها الحَمَامُ العَرِيس

حِينَ التزاوج

مَطِلًا عَليّ رُكَامًا

أسفَلَ نَافِذَةٍ كُسِّرَ زُجَاجُها

بِدَوِي القَصَائِد والدُخَان

آنَ، آنَ لِقَهْوَةِ الصَبَاحِ

أن تُلَملِمَ دَاخِلِي

تَكنسُ ليلَى

مُنَمنَمَة فَارِسِيَة

بِمَخطُوطٍ مِنَ الهَبَاءْ

انمَحَت أصدَافُه

مَسَحَهَا بَحْرٌ مِنَ الأمنِيَات

لا مَدَّ لَهُ

الصَبَاحُ ريحُ جَسَدٍ

يَحسُدُ الحمَامَ عَلَى عَفْوِيَتِه

يُحبُ تَحَتَ السَمَاء

بلِا رَقِيب، يَطِيرُ الهَدِيل

لا تُخِيفُه أجهِزَةُ الأمْن!

حِينَ يُفَكِرُ في التَوَدُد إلى حَمَامَةٍ

لا تَحرُسُهَا المقَاهِي

لا يُؤذِنُ بِجَوفِها إمَامُ الحيّ

كلما فكّرت في قُبْلَة

أو شَربت نَبِيذا أبيَض

يُصَالِحُ بَينَ القَلبِ والدَم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هكذا فعلت الريح بالأشجار

تمائم الغضب