26-أبريل-2016

حمود شنتوت/ سوريا

وَجهكِ صباحٌ لا يأتي.
**

في الصباحِ أيضًا
تحت مطرٍ طازج وخفيف
بانتظارِ ملاكٍ يسألني
ما الذي تنتظره؟
فأقول:
مائة وسبعة وخمسون سنتيمترًا
من القهوة والتفاح
في جسدِ امرأة.
**

أريدُ أن أبيع رأسي
لغيمةٍ فارغة
دون مقابل.

لسماءٍ تتمشّى وحيدة
أمام وجهكِ.

أريدُ أن أهب قلبي
لشجرةٍ
لم تُغادر.

وأن أُفرغني على خدّكِ
كما
لو
أنني
شامة!
**

بإمكان عينيكِ مثلًا
أن تنجب حياة أخرى
أقلّ انزلاقًا وألمًا وخسارات.

الضوء الذي يولد هناك
من عينيكِ الجميلتين
سيملأ طريق هذا العالم البائس.

أعرفُ أنّكِ ليلًا تشكلين كونًا آخر
بوجهكِ الذي لا يمكنني رؤيته سوى
سماء صغيرة
شفاهك تلتصقان
تشكّلانِ قمر ليلتكِ
عيناكِ تلكَ النجوم
التي ما تلبثُ أن تجعلنا تائهين.

إذًا
هذا الكون الذي تشكّلينه ليلًا
بعفويةِ خالق
كيف بإمكاني الانتماء إليه؟
**

في رأسي امرأة
تكتبُ الشّعر
ورجالٌ وحيدون يعرُجون
على كفّها
يُلقونَ الشّعر بسِهامهم.

في داخلي طفلةٌ خائفة
أنا الذئبُ الذي
حطّم أنيابه.
**

في الغربة
أعلق دمي على النافذة
منتظرا مجيئكِ.
**

الحب لا يدقّ البابَ ولا النافذة
يأتي على هيئةِ مسمارٍ في العُنق
على هيئة شتيمة كبيرة
أو أنف يحمرّ من شدة البرد.
الحب يأتي دفعةً واحدة
وعلى المتلقي أن يكونَ بحرًا
أمام كل تلكَ الأمواج.
**

لا أعرفُ الطريقَ إليكِ
كلّ الجهات تشهقُ باسمكِ.
**

بوسعي أن أكون نبيًا جيدًا، لديانة تتّبعُ وجهكِ. 
**

أُجفّف وجهكِ عن عيون الجميع
أفتحُ قلبي مثل تابوتٍ رطب
ليدفنَ داخله كل نظراتهم إليكِ.
**

لأنّكِ دافئة مثل يَدِ أمي
لأنّ وجهكِ محطتي الأخيرة
وفي رحمكِ أطفالٌ يركضونَ نحوي.
**

قلبي مسيحٌ صغير
كلّما هبط الليل
صُلب على باب بيتكِ.
**

وجهكِ مُعلّق بشامة وحيدة
وأنا لا أراها سوى مسمارًا
رماهُ أحدهم وهو يحاول التشبّث بكِ

اقرأ/ي أيضًا:

فلنتعانق كناجِيَيْنِ من مجزرة

كلاكيت