10-يوليو-2020

وقفة تضامنية مع قطر ضد الحصار في جنيف السويسرية يوم 8 تموز/يوليو 2017 (بيرم ألتوغ/الأناضول /Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير  

كشفت شبكة فوكس نيوز الأمريكية عن لعب الإمارات العربية المتحدة دورًا في إجهاض مبادرة كانت تقودها واشنطن لإنهاء الأزمة الخليجية التي مضى عليها ثلاثة سنوات حتى الآن، رغم موافقة الرياض على المبادرة الأمريكية قبل أن تطلب أبوظبي من حليفتها  سحب دعمها للمبادرة، ما يبدو في أحد جوانبه حرمانًا لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نصر دبلوماسي يزيد من رصيد حملته الانتخابية لإعادة انتخابه مجددًا في البيت الأبيض في تشرين الثاني/نوفمبر القادم وفق ما أوردته فوكس نيوز.

أكد وزير خارجية دولة قطر في حوار مع صحيفة اللوموند الفرنسية على اهتمام بلاده بالتوصل إلى حل طويل الأمد يخص الأزمة الخليجية، طالما أن هذا الحل لا يمس القرار السيادي لبلاده ولا ينتهك القانون الدولي

فيما قالت الشبكة الأمريكية إن واشنطن زدات من ضغوطها على الدول المنخرطة بالأزمة الخليجية، أي حصار قطر، بعد انتهاء منتدى الدوحة الدولي مطلع العام الجاري، مشيرةً إلى أن الوساطة التي قادتها واشنطن كانت تسير بمنحى إيجابي، بعد موافقة الرياض على بعض النقاط التي جاءت ضمن سياق المبادرة الأمريكية، مما دفع بالرئيس الأمريكي لتكليف مسؤولين من وزارة الخارجية لصياغة اتفاق يرضي جميع الأطراف.

اقرأ/ي أيضًا: وثائقي "لعبة الحصار".. أسباب حصار قطر وتفاصيل مخطط الغزو العسكري

كما نقلت فوكس نيوز عن مصادر خاصة بها أنه بعد سلسلة من النقاشات بين كبار مسؤولي الدوحة وأبوظبي والرياض وواشنطن، كانت هناك دلائل على أن مسودة اتفاق قد تم التوصل إليها بين جميع الأطراف الأسبوع الماضي، قبل أن تقوم أبوظبي في اللحظات الأخيرة برفض الاتفاق، وتغيير مساره بطلبها من الرياض سحب دعمها للمبادرة الأمريكية. 

بينما أشارت الشبكة الإعلامية الأمريكية الداعمة لسياسة الرئيس الجمهوري في البيت الأبيض، بأن عرقلة أبوظبي للمبادرة الأمريكية حرم إدارة ترامب بشكل مؤقت من نصر دبلوماسي، كان من شأنه أن ينعكس إيجابًا على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ويعطي واشنطن مكسبًا مهمًا في إطار صراعها الدبلوماسي مع طهران في المنطقة.

عودة للأزمة الخليجية المتمثلة بالحصار المستمر على دولة قطر، الذي تخطت الدوحة الكثير من عقباته الاقتصادية والدبلوماسية مستمرة بمد يدها للحوار غير المشروط والذي لا ينتقص من قرارها السيادي، يذكر أن كل من مصر والبحرين والسعودية بقيادة الإمارات قد بدأت حصارًا اقتصاديًا وسياسيًا على قطر في حزيران/يونيو من العام 2017، واشترطت دول الحصار في وقت لاحق من إعلانها قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، على أن تقوم الأخيرة بتنفيذ 13 شرطًا مقابل إنهاء الحصار المفروض عليها، كان من بينها إغلاق وسائل إعلام قطرية، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران. فيما رأت الدوحة أن مجمل هذه الاشتراطات إنما تمس قرارها السيادي وتعقد الأزمة عوض أن تفضي إلى حلول معقولة لها. 

على الرغم من محاولة دول الحصار إحكام الخناق على الدوحة اقتصاديًا ودبلوماسيًا، إلا أن قطر عملت علىى تنويع أوسع في علاقاتها التجارية واستمرت باتباع خطتها لاستضافة كأس العالم 2022، كما غني عن الذكر اتساع أطر عمل الدبلوماسية القطرية إقليميًا ودوليًا. فيما كانت التوقعات المبكرة تشير إلى انتهاء الأزمة الخليجية خلال الأشهر الأولى من بدايتها، إلا أنها دخلت الثالث دون أن يكون هناك بوادر إماراتية لإنهاء النزاع، والذي وصفه وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بأنه "صنع من الصفر".

تستمر أبوظبي في الوقوف خلف اختلاق عقبات أمام مسار حل الأزمة الخليجية، وفق ما تؤكده مصادر صحافية عدة، ما يشير إلى إصرارها على استمرار حصار قطر 

عودة لتقرير فوكس نيوز المعني، فوفقًا للشبكة الأمريكية كان من شأن المبادرة الأمريكية أن تسمح للخطوط الجوية القطرية باستخدام الأجواء السعودية والإماراتية، والذي ترى من خلاله الإدارة الأمريكية هدفًا مهمًا في سياق حملة الضغط القصوى التي تمارسها ضد طهران، ويحرم الأخيرة من دخل سنوي يقدر بـ133 مليون دولار سنويًا بسبب استخدام الطيران القطري لمجالها الجوي، ويساهم بشكل أكبر في إضعاف الاقتصاد الإيراني المتهالك أساسًا. وتضيف فوكس نيوز مشيرةً إلى أن الطائرة المدنية الأوكرانية التي أسقطت بصاروخ كروز إيراني بعد لحظات من إقلاعها من مطار طهران مطلع العام الجاري، تجعل من التحليق ضمن الأجواء الإيرانية أكثر خطورة.

اقرأ/ي أيضًا:  الإمارات مدانة في لاهاي.. العدالة الدولية تأخذ مجراها بحق حصار قطر

وكان وزير الخارجية القطري قد أشار في حوار مع صحيفة لوموند الفرنسية إلى فشل جميع الجهود المبذولة خلال الأشهر الماضية لإنهاء الأزمة الخليجية، مشددًا على موقف بلاده الثابت من استعدادها "للتوصل إلى حل طويل الأمد، طالما أنه لا ينتهك سيادتنا ولا ينتهك القانون الدولي" وفق وزير الدبلوماسية القطرية، قبل أن يضيف مستدركًا بأنه "يجب أن يُفهم أن هذه الأزمة صُنعت من الصفر، بدأت بحملة تشويه ودعاية ضد دولة قطر، والتي ليس هناك مبرر لها وتستمر حتى يومنا هذا".

بذلك تكون جولة أخرى من محاولات تجاوز الأزمة الخليجية قد أحبطت بجهود إماراتية واضحة، بينما تستمر أبو ظبي في افتعال إشكاليات وأزمات كثيرة مع جيرانها من أعضاء مجلس التعاون الخليجي، من غير المشاركين في حصار قطر، على مختلف المستويات، حتى تلك التي تمس حقوق المواطنين الفردية المباشرة بالتواصل والاتصال العائلي، هذا دون إغفال مسائل حرية الرأي والتعبير التي لا تتوانى أبوظبي عن إصدار أحكام تعسفية بالجملة بخصوصها، وفق العديد من التقارير الحقوقية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

واشنطن بوست: حصار قطر يبوء بالفشل!

بعد تقرير الخارجية الأمريكية عن الإرهاب.. الإحراج مستمر لدول حصار قطر