24-أكتوبر-2019

للمرة الثالثة تعلن الإمارات انسحابها من اليمن (الجزيرة)

للمرة الثالثة تعلن أبوظبي الانسحاب من اليمن، بعد مرتين سابقتين، أعقبت آخرهما محاولة انقلابية من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، على حكومة عبدربه منصور هادي.

أعلنت الإمارات انسحابها من اليمن مطالبة باسترجاع المساعدات الإنسانية التي قدمتها للشعب الذي أنهكته الحرب التي صنعتها بنفسها

لكن لم يجد الإعلان الإماراتي الانسحاب من الأراضي اليمنية، آذانًا مصغية بتصديق من قبل اليمنيين، الذين اعتبرو الأمر إحدى ألاعيب أبوظبي للتحايل على حكومة هادي للتوقيع على اتفاق جدة.

اقرأ/ي أيضًا: تسريبات حوار جدة.. هل نجحت الضغوط السعودية على حكومة هادي؟

"رعونة" أبوظبي.. المطالبة باسترجاع المساعدات!

وبالإضافة إلى سحب القوات والعتاد العسكري، وحتى إنهاء نشاط جمعية الهلال الأحمر التابعة لها، طالبت الإمارات من الحكومة اليمنية، استرجاع ما قدمته من معدات عسكرية ومساعدات إنسانية.

أثارت تلك المطالب سخرية ممزوجة بسخط في أوساط النشطاء اليمنيين، انعكست على مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين تصرف السلطات الإماراتية بـ"الطفولي".

"وصول 20 طنا من التنر من أبوظبي، لإزالة الرنج من جدران عدن، بالتزامن مع أنباء تتحدث عن انسحاب الإمارات من اليمن"، بهذه النكتة سخر الناشط اليمني محمد عبدالواسع من إعلان الإمارات انسحابها، كما يسخر من رغبة الإمارات استرجاع ما قدمته من مساعدات لشعب أهلكته حرب الإمارات نفسها.

أما المغردة اليمنية "أم الخير" فتساءلت ساخرة: "كيف ستفعل الإمارات بحقها الرنج على المدارس؟ وماذا بشأن العرس الجماعي هل ستطالب بانفصال الأزواج؟".

هذا وقد أغلق الهلال الأحمر الإماراتي مقره في عدن،  بعد أن سحبت كل المعدات فيه، كما أنها طالبت الحكومة بإرجاع توربينات كانت قد قدمتها لمحطة الحسوة بعدن. إضافة لتداول نشطاء صورًا لكراسي ذوي الاحتياجات الخاصة، استرجعها الهلال الأحمر!

وعلى ذلك، علق الصحفي اليمني غمدان اليوسفي في تغريدة قال فيها: "حتى الهلال الأحمر سحبوه. يعني حتى العمل الخيري مجرد دعاية ولا علاقة له بالخير".

وعلق حساب باسم "محمد" قائلًا: "في الوقت الذي ينتظر فيه الشعب اليمني محطة الـ100 ميغاوات التي تم التوقيع عليها في أبوظبي، قرر الهلال الأحمر الإماراتي سحب معداته التي قدمها لمحظة الحسوة".

كما شكك محمد في إعلان الإمارات انسحابها من الإمارات، قائلًا: "كيف نصدق أن الإمارات سترحل من عدن وتترك السعودية في اليمن وحيدة، وقد صرحت السعودية أن التحالف لا يستطيع الاستغناء عن الإمارات؟"، مضيفًا: "كيف نصدق الإمارات بعد كل ما فعلته من أجل السيطرة على عدن"، معتبرًا أن إعلان الإمارات ليس إلا خدعة".

من جانبه علق أستاذ العلوم السياسية بجامعة عدن، حسين اليافعي، على إعلان الإمارات انسحابها من اليمن، قائلًا: "سعادة اليمنيين بخروج الإمارات من أراضيهم أكثر بكثير من سعادة الإماراتيين بمرافقة المنصوري لرواد الفضاء في رحلتهم الأخيرة".

وتعليقًا على استرجاع الإمارات للمساعدات التي قدمتها لليمن، قال اليافعي: "الاحتلال البريطاني في الستينات غادر عدن وترك مصفاة النفط ومحطة حجيف بمدينة المعلا، وأخرى في التواهي، ولم يطالب بها"، في مقارنة مع ما فعلته الإمارات من سحب 50 توربين كانت قد قدمتهم لمحطة الحسوة.


هل انسحبت الإمارت من اليمن حقًا؟

تؤكد مصادر إعلامية سحب الإمارات قواتها في مدينة عدت، وتسلم القوات السعودية المواقع التي تركتها الإمارات. غير أن كثيرًا من اليمنيين مراقبين ونشطاء، يشككون في حقيقة الانسحاب. 

وشكك الصحفي اليمني أنيس منصور في حقيقة انسحاب الإمارات عسكريًا من اليمن، معتبرًا أنها "خدعة ومكر من أبوظبي، ومسرحية في الانسحاب وإعادة التموضع، غرضها الهروب من القانون الدولي"، في إشارة إلى الاتهامات المستمرة للإمارات بارتكاب جرائم حرب في اليمن.

الصحفي اليمني فهد سلطان، أيضًا يعتقد بأن انسحاب الإمارات مجرد خدعة، بالإشارة إلى الإعلان عن الانسحاب مرتين سابقًا، أحدهما أعقبه مباشرة محاولة انقلاب على حكومة هادي في عدن.

مطالب بالتعويض عن خسائر الحرب

وفي مقابل مطالبة الإمارات استرجاع ما قدمته من مساعدات لليمن، في خضم الحرب التي شاركت فيها، واتهمت قواتها والمليشيات التابعة لها بارتكاب جرائم حرب فيها؛ ثمة مطالب يمنية بأن تدفع الإمارات تعويضات عن الخسائر التي تسببت فيها.

وطالب اللواء ثابت جواس، قائد محور العند العسكري، بأن تدفع الإمارات تعويضات عن قصفها الجيش اليمني، ما أدى لمقتل المئات، على مدار سنوات الحرب، فضلًا عن الخسائر التي تسببت فيها الإمارات في صفوف المدنيين.

ودعا جواس، حكومة هادي، إلى ملاحقة الإمارات لدفع التعويضات اللازمة عن الثروات المنهوبة، وتوقيف نشاط عددٍ من موانئ البلاد، وكذا بخصوص ما لحق بجزيرة سقطرى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

وجه الإمارات المفضوح في اليمن.. حرب على الشرعية وحقوق الإنسان

حملة #طرد_الإمارات_مطلب_شعبي تفضح مساعي أبوظبي الاحتلالية في اليمن