26-أغسطس-2018

الروائي العراقيّ محسن الرملي

"أبناء وأحذية" هو عنوان الرواية الجديدة للكاتب والروائي العراقيّ محسن الرملي، والتي صدرت حديثًا عن "دار المدى"، لتُضاف إلى أربع روايات في حصيلة الروائي المقيم في إسبانيا منذ ما يزيد عن 20 عامًا.

جاءت "أبناء وأحذية" بحسب محسن الرملي انطلاقًا من حسرة يقول إنّها رافقته كلّ عمره، بعد أن وقفت عائلته ضدّ رغبته في دراسة المسرح

"ألترا صوت" التقى محسن الرملي، صاحب "حدائق الرئيس"، الذي عرّف لنا روايته قائلًا: "يصعب عليّ اختصار الرواية حتّى على صعيد الحكاية، وإلّا لكتبتها على صفحة الفيسبوك، أو على شكل قصّة قصيرة مثلًا. كما أنّ الحكاية ما هي إلا عنصر واحد من عناصر الرواية وليست الرواية كلها، وعادة ما يكمن الأهم في التفاصيل وفيما خلفها".

اقرأ/ي أيضًا: مناقشة وتوقيع كتاب "أولاد حارتنا: سيرة الرواية المحرّمة"

ويضيف: "لكنني أستطيع القول بأنّها تدور في العراق وإسبانيا وكولومبيا، يرويها بطلها وهو شاب مولع بالمسرح يمنعهُ والده الشرطي من دراسة المسرح فيخالف إرادة والده بعد أن يلتقي بشابّة تشبهه بحبها للمسرح وأجبرها والدها رجل الدين على دراسة الشريعة. يقوم بكسر ذراعه بإرادته كي يستطيع الانتقال من كلية الرياضة إلى المسرح حبًا به وحبًا بتلك الشابّة".

جاءت رواية "أبناء وأحذية" بحسب صاحبها انطلاقًا من حسرة يقول إنّها رافقته كلّ عمره، بعد أن وقفت عائلته ضدّ رغبته في دراسة المسرح. وبالتالي، يقول ضيفنا إنّه حاول عبر هذه الرواية أن يقوم بما لم يستطع القيام به آنذاك، مستندًا في ذلك إلى تجربته الشخصية التي قادتها الصدفة أو الظروف، كما يقول، إلى دراسة اللغة الاسبانية ومن بعدها معرفته ببلدان أخرى كإسبانيا وكولومبيا.

دائمًا ما تأتي أعمال محسن الرملي الروائية محمّلة بالأسئلة والرسائل؛ أسئلة يسند إلى القارئ مهمّة الإجابة عليها، ورسائل يسعى إلى إيصالها إليه من خلال تلك الأعمال. ولا تختلف "أبناء وأحذية" عن سابقاتها من هذه الناحية، إذ يقول صاحب "الفتيت المبعثر" إنّها ولدت بأكثر من رسالة أو تساؤل. ويضيف: "من بين هذه الأسئلة هو السؤال القديم العريق: هل نحن مسيرون أم مخيرون في حياتنا؟ ما الذي يمكننا اليوم اعتباره خيرًا أو شرًّا؟ أخلاقيًا أو ليس أخلاقيًا؟ هل علينا أن نعيد تعريف مفاهيمنا للأخلاق بين زمن وآخر؟ إلى أي حد يمكن لتفاصيل صغيرة في علاقاتنا العائلية أن تغير حياتنا كلها ومصائرنا؟ هل فكرنا بطبيعة علاقتنا بالطبيعة؟ علاقتنا بالآخر المختلف في ثقافته؟ وأسئلة أخرى كثيرة من هذا النوع أعرضها أمام القارئ عبر الوصف لاحتمال واقعي واحد من احتمالات كثيرة جدًا في حياتنا".

[[{"fid":"102333","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"أبناء وأحذية","field_file_image_title_text[und][0][value]":"أبناء وأحذية"},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"أبناء وأحذية","field_file_image_title_text[und][0][value]":"أبناء وأحذية"}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"أبناء وأحذية","title":"أبناء وأحذية","height":301,"width":200,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

تختلف "أبناء وأحذية" عن سابقاتها بأنّها ابتعدت قدر الإمكان عن الخوض في غمار السياسة والدخول في أجواء الحروب والدكتاتورية التي اتّسمت بها أعمال محسن الرملي السابقة. ويقول هنا إنّها تبتعد، لجهة الجغرافية، عن المكان العراقيّ فقط. وتجعل أيضًا من العلاقات العائلية والآثار النفسية والحياتية ميدانًا لها. إنّها رواية عواطف متنوّعة وتساؤلات بشأن المصير الفردي أكثر من الجماعي.

"أبناء وأحذية" لمحسن الرملي رواية عواطف متنوّعة وتساؤلات بشأن المصير الفردي أكثر من الجماعي

أمّا بالنسبة لعنوانها، يقول صاحب "تمر الأصابع" إن العنوان مأخوذ من عبارة وردت على لسان البطل يقول فيها "لم تكن حياتي سوى أبناء وأحذية... أبناء وأحذية، وكلاهما للآخرين وليس لي". ويقول مفسّرًا الأمر هنا بأنّ هذه العبارة كان سببها: "أنّ بطل الرواية بعد أنجب طفلته من تلك الشابة التي أحبها وتزوّج بها بعد انهائهما لدراسة المسرح، ماتت الطفلة بعد ساعات، ودفنها هو قبل أن تفيق الأم من التخدير، فغضبت بسبب فعلته وقررت تطليقه، وإثرها تغيّرت حياته، وأوجد لنفسه، لاحقًا، مبررات نفسية يقول فيها أنه يهدي طفلًا لأية امرأة تحلم بالأمومة".

اقرأ/ي أيضًا: الروائي أحمد سعداوي ناشرًا

في نهاية حديثه لـ"ألترا صوت"، يقول محسن الرملي: "بودي الحديث عن الرواية كثيرًا بالطبع لأنّني أردتُ من خلالها قول الكثير مما يشغلني، ولكن لندع القارئ يطلع عليها أولًا، وأن يقول العمل بنفسه عما فيه، لكي يكون النقاش بعدها أكثر وضوحًا وجدوى. آمل أن يعجب عملي هذا القراء، وإن كنت على يقين من أنه سيزعج كثيرين، ممن لا يزالون ينامون مستريحين في قوالب التابوهات التقليدية، بل وأن بعضهم قد انزعج حتى من مفردة (أحذية)، أحدهم أكاديمي، قال إن الحذاء شيء نجس، وهو نفسه كان قد أوصاني قبل عام كي أبحث له عن ماركة حذاء إسباني دفع فيه مئتي دولار ليتباهى به أمام الآخرين، وهذه واحدة من تناقضات وغرائب الذهنية عندنا، ففي كل العالم يعتبر الحذاء من بين أفضل الاختراعات الأولى للإنسان، من حيث فائدته أولًا ومن حيث اعتباره من أساسيات الزينة، حاله كحال الثياب الأخرى، ويحتل واجهات أرقى المحلات في مراكز أكبر المدن في العالم، والكل يعتني بحذائه جيدًا قبل أن يخرج لمقابلة الآخرين".

 

اقرأ/ي أيضًا:

هرمان ملفل في رواية تترجم لأول مرة.. صراع القديم والجديد

وجدي الأهدل.. في يمن "المؤامرات السعيدة"