04-نوفمبر-2015

قحطان الأمين/ العراق

يومًا ما
عندما يبهت العمر
سأصير شجرة كينا
لا يُنتفع إلا بظلها
الذي يبتلع الظلال
سأخلع الأمان عن شبابيك الحي
لينسدل ظلّي السميك عليها.
سأبتلع القمر
وسيخاف مني الأطفال
وسأبكي عندها كعجوز 
ترتجف لوحدتها
ولن تسمعوني وأنا أقول:
يوما ما كنت أحلم أن أكون وردة.
*

في المقبرة شجرة
لوحت لها.. تعالي إلى البيت
سرير دافيء في الشتاء.
*

رصاصة واحدة
ستقتلهم 
ستتوقف القلوب الصغيرة عن الخفقان
لذلك 
عندما تبدأ الحرب
سأهرب أنا وشجرتي وعصافيرها
بعيدًا.
*

سأخِزُ إبط الكون
بإبرةِ صنوبرةٍ
سيغضب
وأضحك.
*

خذوا الغابة كلها
واتركوا لي ظلالها
وجرح عصفور يتيم.
*

للمقبرة باب واحد
وأنا كل الشبابيك
*

الأموات الطيبون شجرة
ربما يكون سريري هو أمي
خزانتي خالي
*

أنا كل الفراغ في هذا الكون
في الجهة الأخرى مدينة
يطل عليها قلبي
يسّاقط منه الغضب
تشتعل نارًا
أبكي مثل كل مرة أقتل فيها
ها هي الجثث
تنظر إلي بوجه طفل نكد.
*

وأنا أقلّب في صور الحرب
رأيت لعبة نهشتها الشظايا
ياه.. كانت تبتسم للمصور!
*

القمر نفسه الذي يطل على البيت 
يطل على المقبرة 
الأول أرى فيه وجه أمي
وفي الثاني يطل وجهي فتضحك أمي.