24-ديسمبر-2020

في بيروت يوم 21 كانون الأول/ديسمبر2020 (حسام شبارو/الأناضول/Getty)

ابتداء من شهر شباط/فبراير 2020، وتحديدًا مع الإعلان عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في لبنان، تحوّل الفيروس المستجد ليكون مادة الحديث الدائمة للبنانيين وشغلهم الشاغل. وتصدّرت الأخبار المتعلقة بفيروس كورونا عناوين الصحف ومقدمات نشرات الأخبار بطبيعة الحال. وبسبب طبيعة الفيروس الغامضة، وعدم فهم الناس للكثير من التفاصيل، خاصة في الأسابيع الأولى، وبالتالي لطريقة التعامل معه، فإن الأخبار المزيفة والإشاعات انتشرت بشكل كبير، وبات الكثير من المواقع الالكترونية والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، منصة لهذه الأخبار بدون التحقّق منها، فقط بهدف تحقيق أعلى عدد ممكن من المشاهدات والمشاركات.

عملت بعض الجهات على نشر الأخبار المزيفة حول كورونا، بهدف الترويج لمنتجات ومواد بعينها ودفع الناس لشرائها

في ذات الوقت عملت بعض الجهات على نشر الأخبار المزيفة حول كورونا، بهدف الترويج لمنتجات ومواد بعينها ودفع الناس لشرائها، من خلال الزعم أن هذه المواد تشفي من فيروس كورونا، أو تساهم في الحماية من الإصابة به. فما هي أبرز الأخبار المزيفة حول كورونا التي انتشرت في لبنان في عام 2020، وما هو حجم تأثيرها وكيف تمّ التعامل معها؟

اقرأ/ي أيضًا: الأخبار المزيفة سمة العام 2020

1.  احذروا من حيواناتكم المنزلية!

خلال الأسابيع الأولى من انتشار فيروس كورونا في لبنان، أعدت الإعلامية في قناة mtv التلفزيونية جويس عقيقي تقريرًا عُرض في النشرة المسائية، ذكرت فيه أن الحيوانات المنزلية تنقل فيروس كورونا أسرع إلى الإنسان. التقرير المتسرّع وغير المستند إلى أية أدلة ودراسات علمية، دفع بالكثير من العائلات إلى قتل حيواناتها الأليفة، أو رميها في الشارع. اعتذرت المحطة لاحقًا عن هذا التقرير، كذلك فعلت جويس عقيقي، ومع ذلك فإن رواد وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة الناشطين المناهضين للعنف ضد الحيوانات، شنّوا هجومًا عنيفًا على جويس عقيقي ومن خلفها محطة mtv، وحملّوهما المسؤولية التامة عن ردات فعل المواطنين بعد مشاهدتهم التقرير، والأذى الذي تعرّضت له الحيوانات الأليفة.

في فترة لاحقة حاولت المحطة استدراك موقفها، وأعدّت تقريرًا جديدًا يؤكّد أن الحيوانات المنزلية لا تشكّل أي خطر في ما يخص انتشار فيروس كورونا. ولم ينجح التقرير الجديد في دفع الشعور السيء الذي انتاب كثيرين بعد مشاهدتهم للتقرير الأول.

2. الكورونا يسبب العجز الجنسي عند الرجال!

بعد وصول أعداد الحالات الإيجابية اليومية المسجلة في لبنان إلى مستويات مخيفة، أعلنت الحكومة عن فرض الإقفال التام خلال شهر نيسان/أبريل 2020، وفرّضت على المواطنين الالتزام بمنازلهم وعدم مغادرتها. وفيما كان كثيرون يخرقون إجراءات الإقفال العام، وفي ظل عدم قدرة الدولة لوجستيًا على فرض هذه الإجراءات، أطلق الناشطون حملات على وسائل التواصل تطلب من المواطنين التزام منازلهم. أحد الناشطين، وبهدف تشجيع الناس على عدم الخروج من المنزل، أطلق عن طريق المزاح شائعة تقول بأن دراسات صينية أكّدت أن الإصابة بفيروس كورونا تسبب العجز الجنسي لدى الرجال. انتشرت الإشاعة  بشكل موسع، بل إن إعلاميين ومؤسسات صحفية، ومواقع إخبارية وقعت في الفخ وأعادت نشر الخبر وتداولته كما وأنه حقيقة دامغة.

3. اليانسون يشفي من فيروس كورونا

فيما كانت شركات الدواء العالمية تتسابق للوصول إلى علاج شافٍ للكورونا، من خلال محاولة فهم طبيعة هذا الفيروس خلال الفترة الأولى، وتمهد لإيجاد اللقاح المناسب له، كانت الصفحات الساخرة في لبنان تتدوال النكات حول تقاعس الفرق الطبية في لبنان والمنطقة في البحث عن دواء للفيروس، والاكتفاء بالوصفات التقليدية المعروفة كالتداوي بالأعشاب وبالوصفات الشعبية. وقد ظهرت عشبة اليانسون بشكل خاص ضمن هذه النكات، فبات اليانسون مرادفًا للحلول غير المجدية للفيروس والتي تدعو إلى الضحك والسخرية. لكن المفاجأة أتت بعد تأكيد تسجيل أول إصابة بالكورونا في لبنان، حيث تهافت المواطنون إلى محلات العطارة والمحامص، لشراء عشبة اليانسون على أمل أن تحميهم من الإصابة بكوفيد -19. بالتأكيد ليس هناك أية أدلة علمية على دور اليانسون في علاج فيروس كورونا أو الوقاية منه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بين التجاهل والاستعراض الإعلامي.. أمثلة على تعاطي قادة دول مع إصابتهم بكورونا

ما حقيقة خبر اختراق حساب دونالد ترامب في تويتر؟

2020 سنة "غير سعيدة" على الصحافة الورقية