01-مايو-2018

هناك شكوك بنية كوريا الشمالية التخلي عن المشروع النووي (Getty)

ألترا صوت- ذي وورلد وويكلي

شهد الأسبوع الفائت مجموعة من الأحداث المهمة، التي شغلت منصات الأخبار وتصدرت عناوين الصحف، وتوقع مراقبون أن يكون لبعضها تأثير على المشهد السياسي في العالم جميعه. في هذا التقرير المترجم بتصرف عن صحيفة "ذا وورلد ويكلي"، نقدم لكن ملخصًا لأهم هذه الأحداث.  


1. ملف كوريا الشمالية.. لقاء تاريخي

في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 27 نيسان/إبريل عام 2018، تقرر أن يعبر القائد الأعلى لكوريا الشمالية كيم جونغ أون خط تعيين الحدود العسكرية بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية لبدء قمة مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن. وبذلك، سيصبح أول زعيم لبلاده تطأ قدماه كوريا الجنوبية منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953.

مون جاي-إن  أول زعيم لبلاده تطأ قدماه كوريا الجنوبية منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953.

وخلال القمة، ناقش الزعيمان مجموعة من القضايا، مع التركيز بشكل خاص على البرنامج النووي لكوريا الشمالية. حتى أن كلا البلدين تطرقا إلى اتفاق سلام رسمي محتمل ليحل محل اتفاقية الهدنة التي أنهت الحرب الكورية. أعرب السيد مون عن تشجيعه لخطط كوريا الشمالية لإحضار مجموعة من المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين رفيعي المستوى، بمن فيهم شقيقة كيم، التي قادت الوفد الكوري الشمالي في الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2018 ، ما يشير إلى أنهم يؤمنون بأن "نزع السلاح النووي والسلام مهمان أيضًا".

ومن المرجح أن يسعى المسؤولون الكوريون الجنوبيون إلى مزيد من الوضوح حول موقف كوريا الشمالية. وقد اتضح خلال هذا الأسبوع أن بيونغ يانغ لن تطالب بعد الآن بسحب القوات الأمريكية مقابل مناقشة نزع الأسلحة النووية، وأنها ستعلق تجارب الصواريخ النووية والباليستية. ومع ذلك، حذر الخبراء من أن كوريا الشمالية من المستبعد أن تتخلى عن ترسانتها النووية هذا الأسبوع، أو في محادثات لاحقة مع الولايات المتحدة. وقد أخبر جوزيف ديتراني، المدير السابق للمركز الوطني لمنع الانتشار النووي، مجلس العلاقات الخارجية أن "كيم  يعتقد أن لديه ما يسمى بالردع النووي الهائل، وسيواصل الدفع من أجل القبول به كدولة نووية، على غرار الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع باكستان".

اقرأ/ي أيضًا: إنفوغراف: ما حقيقة الميزان العسكري بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية؟

 

2. أفغانستان.. الانتخابات لم تمنع القتل

قال أحد الشهود لصحيفة "نيويورك تايمز"، بعد هجوم مميت آخر وقع في مركز لتسجيل الناخبين في العاصمة الأفغانية كابول في 22 نيسان/أبريل: "لقد حملت الكثير من الجثث التي لا أستطيع حتى التحدث عنها". قُتل ما لا يقل عن 57 شخصًا إثر قيام انتحاري بتفجير حزام ناسف. بينما قتل ستة أشخاص آخرين في هجوم منفصل في مقاطعة باغلان في نفس اليوم.

ادعى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) انتماء الانتحاري الذي نفذ هجوم كابول إلى التنظيم، لكن لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم في إقليم بغلان. وفي الحالتين، كان الناس يصطفون للتسجيل للتصويت في الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في أكتوبر/تشرين الأول بعد تأخير دام ثلاث سنوات. وقال أحد الشهود، بشير أحمد ، لقناة الجزيرة: "كان العديد من الضحايا من النساء والأطفال هنا للحصول على بطاقات هويتهم والتسجيل للانتخابات".

رفعت هجمات يوم الأحد عدد الهجمات على هذه المراكز منذ فتح التسجيل، قبل أسبوعين، إلى أربعة هجمات. ويُعتقد أن الجماعات المناهضة للحكومة تستهدف هذه المراكز بسبب رغبتها  في منع المواطنين من التصويت. وقد نجحت اللامبالاة تجاه العملية الديمقراطية بعد عدة انتخابات احتيالية ومخاوف بشأن السلامة في مراكز التسجيل حتى الآن في إبعاد المواطنين. وسجل 190 ألف شخص فقط أسماءهم للتصويت، من بين ما يقدر بـ 14 مليون ناخب يحق لهم المشاركة. ويتخوف المراقبون من أنه في غياب عدد كاف من الناخبين، قد تفشل الانتخابات مرة أخرى.

3. مشاكل أرمينيا تتفكك

إن سجل أرمينيا في العنف السياسي يعني أن الكثيرين في البلد القوقازي غير الساحلي كانوا قلقين عندما سمعوا أخبارًا عن مظاهرات حاشدة ضد الحكومة. فحوادث إطلاق النار في البرلمان في عام 1999، وموت المتظاهرين المناهضين للحكومة في عام 2008، وأزمة الرهائن على أيدي مسلحين عام 2016، كلها تركت بصمتها في الضمير السياسي للبلاد.

اشتعلت الاحتجاجات بسبب ما اعتقد أنه محاولة لإبقاء ساركسيان رئيسًا للحكومة في البلاد لفترة ولاية ثالثة على التوالي

لكن الآلاف من المتظاهرين الشباب الذين خرجوا إلى شوارع يريفان سرعان ما أثبتوا أنهم لا يتمتعون بشهية للتدمير، حيث خرجوا بأعداد كبيرة لمدة عشرة أيام متتالية ضد سيرج ساركسيان، أقوى رجل في أرمينيا حتى تنحى في اليوم الحادي عشر.

اشتعلت الاحتجاجات بسبب ما اعتقد أنه محاولة لإبقاء ساركسيان رئيسًا للحكومة في البلاد لفترة ولاية ثالثة على التوالي، من خلال السماح له بالانتقال من الرئاسة إلى رئاسة الوزراء بعد أن تحول المنصب الأخير فعليًا إلى المنصب الأقوى.

بيد أن استقالته ليست نهاية القصة، حيث تستمر التوترات بين الحزب الحاكم ومعارضيه. إذ يقول لورانس برويرز، زميل مشارك في برنامج روسيا وأوراسيا ومركز أبحاث تشاتام هاوس في لندن: "لا يزال خطر زعزعة الاستقرار قائمًا". ويضيف "لم يكن سيرج ساركسيان ديكتاتورًا منفردًا بالحكم، ولكنه جزء من شبكة متداخلة من مصالح الأوليغارشية والأعمال التجارية، والتي من المحتمل أن تخسر الكثير من تكوين السلطة الجديد".

ومع ذلك ، قد يكون هناك سبب للاحتفال. قال برويرز لصحيفة وورلد ويكلي، "إن التعبئة الجماهيرية للشباب على مدى الأسبوعين الماضيين في حركة غير عنيفةـ، تظهر أن هناك شهية للتغيير السياسي دون عنف".

اقرأ/ي أيضًا: ثورة أرمينيا السلمية.. الانتفاض ضد وكلاء موسكو دون الحرب عليها!

4. زيارة ماكرون الفاشلة إلى واشنطن

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى واشنطن هذا الأسبوع في زيارة رسمية. تحدثت الصحافة العالمية عن صداقته الوثيقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث رحب الرجلين ببعضهما البعض بقبلات على الخد. في إحدى المواقف السريالية، بدا السيد ترامب وكأنه ينثر قشرة رأس عن كتف ماكرون، قائلًا: "علينا أن نجعله مثاليًا، إنه مثالي".

اختلافات الرئيسين حول قضايا مثل تغير المناخ والتجارة العالمية، اخترقت بسرعة الجو المرح. كانت إحدى أهم أولويات زيارة ماكرون هي إقناع ترامب بعدم الانسحاب من اتفاقية عام 2015 مع إيران، التي رفعت العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي.

وقد انتقد ترامب ذلك قائلًا إنها "صفقة سيئة"، حيث ركز في كثير من الأحيان على بنود "الغرب" التي ستبدأ في رفع العقوبات بعد 10 سنوات. لقد حدد مهلة حتى 12 مايو/أيار لتحديد ما إذا كانت أمريكا ستستمر في الالتزام بالاتفاقية. وحذرت إيران من أنها قد تتخلى عن الاتفاق إذا انسحبت أمريكا. وأعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، هذا الأسبوع، أمه "إذا انتهكت الولايات المتحدة خطة العمل الشاملة المشتركة، فسوف يدفعون الثمن الأغلى".

انتهت الزيارة دون أي مؤشر واضح على ما إذا كان ماكرون قد غير رأي ترامب. وتتواصل المفاوضات بين بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية من أجل حزمة إضافية من التدابير التي يمكن إضافتها إلى الصفقة النووية، والتي قد تشمل إجراء عمليات تفتيش دائمة على الأنشطة النووية الإيرانية، والقيود المفروضة على قدرة الصواريخ الباليستية الإيرانية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

زيارة ماكرون إلى المغرب.. دكتاتور فرنسا الهادئ بلا وزرائه

نوستالجيا الاتحاد السوفييتي.. غالبية الروس يخامرهم الحنين