11-مايو-2022
قصة آيبود

قصة جهاز آيبود (Getty)

أعلنت شركة آبل الأمريكية عزمها التوقف عن إنتاج أجهزة "الآيبود" الشهيرة، وذلك بعد عشرين عامًا من ميلاد هذه القطعة الإلكترونية التي كانت واحدة من روافع النموّ الكبير الذي حققته شركة آبل في عالم التقنية، حتى أصبحت اليوم واحدة من أكبر الشركات العالمية على الإطلاق.

استمرّت شركة آبل حتى وقت قريب بإنتاج نسخة متطورة من جهاز "آيبود"، تطلق عليه اسم "آيبود تاتش"، وهو النسخة الوحيدة من الجهاز المتوفر في الأسواق

وقد استمرّت شركة آبل حتى وقت قريب بإنتاج نسخة متطورة من جهاز "آيبود"، تطلق عليه اسم "آيبود تاتش"، وهو النسخة الوحيدة من الجهاز المتوفر في الأسواق، ولاسيما الأمريكية. وسيستمر توفر الجهاز في الأسواق حتى نفاد الكميات المعروضة، وذلك بحسب ما أعلنت الشركة في بيان نشر يوم أمس الثلاثاء، 10 أيار/مايو.

كما كان جهاز الآيبود دافعًا مهمًا للمنافسة في مجال تصنيع مشغلات الموسيقى المحمولة، إلا أن مبيعاتها قد تراجعت بشكل كبير بعد صعود نجم الهواتف الذكية وسيطرتها الكاملة، إضافة إلى الانتقال للاعتماد بشكل شبه حصري على الاستماع إلى الموسيقى عبر الإنترنت. أما على مستوى الأرقام التي تحققها شركة آبل، فإن هيمنة الآيفون على المبيعات لتلبية هذه الأغراض التي كان يلبيها الآيبود قديمًا قد دفع الشركة إلى إعادة التفكير بالاستمرار بإنتاجه، رغم أهمّيته الرمزية لها على مدى سنوات عديدة.

وقد خضع جهاز آيبود من آبل إلى العديد من التغييرات منذ إطلاقه، حتى بات أخيرًا قادرًا على استيعاب أكثر من 1000 أغنية، وبطارية جيدة عمرها أكثر من 10 ساعات. وقد أطلقت النسخة الأخيرة من آيبود عام 2007، وهي النسخة التي ما تزال متوافرة في الأسواق حتى اليوم، وهو نفس العام الذي أطلق فيه جهاز الآيفون.

يذكر أن شركة آبل قد توقفت عن إدراج حجم مبيعاتها وأرباحها من أجهزة آيبود منذ العام 2015. لكن ماذا عن تاريخ هذا الجهاز الفريد المسكون بالموسيقى؟ 

تاريخ جهاز آيبود من آبل

في العام 2001، وتحديدًا في 23 تشرين الأول/أكتوبر، أعلن ستيف جوبز عن عزم شركته دخول إلى قطاع الموسيقى، وكشف عن تصوره الأول لنموذج جهاز الآيبود في غرفة صغيرة فيها عدد محدود من الحضور. لقي الخبر ردّة فعل إيجابية حينها، من دون أن يرافق ذلك أية هيصة إعلامية كتلك التي ترافق فعاليات آبل في السنوات الأخيرة. وعند سؤاله عن السبب الذي جعله يفكر بالدخول إلى هذا القطاع، قال جوبز بكل بساطة: "لأننا جميعًا نحب الموسيقى، ومن الجيد دومًا أن نقوم بشيء يدور حول ما نحبّ".

ستيف جوبز

كان الجهاز وظلّ على مدى السنوات الماضية، الجهاز المحمول الأشهر لأجيال عديدة من المستخدمين من عشاق الموسيقى. كان الجهاز بحجم 6.5 إنش، وبعرض 2.4 إنش، وبسماكة لا تتجاوز ثلاثة أرباع الإنش. أصرّ ستيف جوبز على أن لا يتجاوز حجم الآيبود حجم رزمة صغيرة من بطاقات اللعب، وأن يكون قادرًا على تخزين ألف أغنية على الأقل، مع إمكانية التنقل بينها وتصفحها بسهولة بالغة. كانت سعة التخزين الأولى 5 جيجابايت، قبل أن تصبح 10 جيجابايت في العام 2002، وهو العام الذي شهد كذلك صدور الجيل الثاني من الآيبود، وصار متوفرًا بحجم 20 جيجابايت، بسعر 500 دولار في الأسواق الأمريكية.

في العام 2003، صدر الجيل الثالث من آيبود، بإعادة تصميم كاملة، وإضافة أربعة أزرار جديدة لتسهيل الاستخدام، إضافة إلى رفع سعة التخزين إلى 30 جيجابايت، بنفس سعر الموديل السابق، مع استمرار توفير خيارات تخزين بسعة 10 جيجابايت و15 جيجابايت. ثم صدرت نسخة جديدة مصغرة من آيبود عام 2004، أطلق عليها اسم "آيبود ميني"، وبألوان جديدة، هي الذهبي والوردي والأزرق والأخضر، مع الاستغناء عن الأزرار الأربعة في الموديل السابق، والاكتفاء بعجلة زرّية. آيبود ميني كان بحجم بطاقة أعمال وحسب، وكان بسماكة لا تتجاوز نصف إنش فقط.

إلا أن عشاق هذا الجهاز وجمهور الموسيقى الرقمية حول العالم كانوا على موعد في تموز/يوليو من العام ذاته مع إطلاق الجيل الرابع من الآيبود، بسعة 20 جيجابايت، مع موديل جديدة بسعة 40 جيجابايت، والذي يعتمد على العجلة الزرّية عالية الكفاءة والفعالية في الاستخدام للتنقل بين الأغاني.

وقد تواصل التطوير على جهاز آيبود من آبل، فظهرت تنويعات عديدة منه، حتى وصلنا إلى جهاز آيبود نانو في جيله الأول، وهو نسخة بالغة الصغر من آيبود، بسعة 2 جيجابايت، وهو بسمك سدس إنش وحجم 3.5 إنش. ورغم ذلك فإن عمر بطاريته تجاوز 14 ساعة من الاستخدام المستمر. ثم ظهرت نسخة أصغر منه عام 2006، بسعة 1 جيجابايت فقط، وبسعر 150 دولار، كما تم تطوير جهاز آيبود شافل، ليكون الجهاز الأرخص سعرًا من آبل، بواقع 69 دولارًا للجهاز بسعة 512 ميغابايت، وبسعر 100 دولار للسعة الأكبر، 1 جيجابايت.

الجيل الخامس من آيبود تاتش

في العام 2012 صدر جهاز آيبود من الجيل الخامس، وهو الموديل الأكثر تنوعًا على مستوى الألوان. أما جهاز آيبود نانو، فقد صدر في جيله السابع، بواجهة أقرب إلى واجهة iOS، وبشاشة أكبر من الموديلات السابقة لجميع الموديلات الحديثة من الآيبود في ذلك العام. ثم وبعد حوالين عامين، صدر الجيل السادس من آيبود، بسعة 16 جيجابايت، و32 جيجابايت، و64 جيجابايت، و128 جيجابايت، وبمعالج متطوّر من آبل (A8)، وبمعالج M8 في صيف العام 2015.

نقلة أخيرة في العام 2019 قبل إعلان "وفاة" آيبود 

في أيار/مايو 2019 تم إطلاق الجيل السابع من آيبود تاتش، وهو الأحدث في خط الآيبود حتى اليوم، وقد توفّر بمعالج متطوّر (A10)، وبخيار جديدة لسعة تخزينية أكبر لأول مرة، بواقع 256 جيجابايت، إضافة إلى السعات الأخرى.

توقفت آبل عن إدراج حجم مبيعاتها وأرباحها من أجهزة آيبود منذ العام 2015

كما طُرح الجهاز في جيله الجديد والأخير بعدة ألوان جديدة، منها الأحمر والرمادي الفضائي، قبل أن تعلن آبل قبل يومين عن أنها ستتوقف عن تصنيع المزيد من أجهزة آيبود، وإسدال الستار على هذا المنتج بعد مسيرة استمرّت زهاء عقدين من الزمن.