31-يوليو-2021

موجات نزوح من أحياء درعا بسبب استمرار حصار النظام (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

نزح آلاف الأهالي في مدينة درعا جنوبي سوريا من أحيائهم بسبب تواصل الأعمال القتالية في المناطق المحاصرة من طرف قوات النظام والمليشيات الداعمة لها، وتركّزت موجات النزوح الحالية من أحياء طريق السد ومخيم اللاجئين الفلسطينيين ومخيم أبناء الجولان المحاصرة، ويتجه النازحون صوب الأحياء الأكثر أمنًا. ومع تواصل موجات النزوح بشكل مكثف لليوم الثالث على التوالي أعربت الأمم المتحدة، في بيان  لها صادر الجمعة، عن قلقها الشديد إزاء الأعمال القتالية في المنطقة التي تحاصرها قوات النظام والمليشيات الموالية لها، وتسعى إلى دخولها.

نزح آلاف الأهالي في مدينة درعا جنوبي سوريا من أحيائهم بسبب تواصل الأعمال القتالية في المناطق المحاصرة من طرف قوات النظام والمليشيات الداعمة لها

وكانت صحيفة العربي الجديد نقلت عن الناشط محمد الحوراني قوله: " إن قوات النظام ما زالت تحشد قواتها حول الأحياء المحاصرة بالرغم من الهدوء الذي شهدته اليوم، ما أدى بأكثر من 10 آلاف مدني إلى الخروج من هذه الأحياء إلى أحياء أكثر أمنًا، عبر حاجز السرايا". وأضاف الناشط أن معظم الخارجين والنازحين "هم من الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، الذين تأثروا كثيرًا بالحصار الذي فرضته قوات النظام، خاصة قوات الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رئيس النظام ماهر الأسد، والمليشيات الموالية لها، منذ أكثر من شهر".

اقرأ/ي أيضًا: هدوء في درعا بعد هجوم عنيف من قبل النظام وروسيا

وفي سياق متصل أفاد تجمع أحرار حوران  أن قوات النظام قصفت اليوم بالمدفعية الثقيلة محيط منطقة تل السمن، شمال مدينة طفس في ريف درعا، ولم يسفر القصف حسب ذات المصدر عن وقوع ضحايا. كما أفاد مراسل تجمع أحرار حوران اليوم السبت بمقتل شاب يبلغ من العمر 16 سنة من بلدة مليحة العطش، وإصابة رجل آخر (55 عامًا)، نتيجة استهدافهما برصاص عناصر حاجز المخابرات الجوية على طريق "نامر - خربة غزالة" شرقي درعا، أثناء محاولتهما الذهاب إلى الفرن الآلي في بلدة خربة غزالة لشراء الخبز.

وكان أمس الجمعة قد شهد مواجهات متقطعة بين "العناصر المحليين" وقوات الفرقة الرابعة على أطراف أحياء درعا البلد، وشنت قوات الفرقة الرابعة حملة دهم وتفتيش في بلدة "المجيدل" في منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي.

قلق أممي ودعوة للمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب

وتفاعلًا مع موجة النزوح الحالية والظروف الصعبة المحيطة بها أعرب كل من المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا عمران ريزا، والمنسق الإقليمي للأمم المتحدة مهند هادي، عن "قلقهما الشديد إزاء الأعمال القتالية في درعا البلد، التي أسفرت عن ثمانية ضحايا مدنيين على الأقل، ونزوح أكثر من 10 آلاف و500 شخص، وقصف مستشفى السلام بأربع قذائف هاون، وتدمير خزانات مياه، وتعطيل عمل وحدة غسيل الكلى".

وطالب المنسقان الأمميان في بيان للأمم المتحدة، كافة الأطراف "بتوخي العناية المستمرة لتجنيب المدنيين والأماكن المدنية التعرض للأذى، وبالسماح وتسهيل المرور العاجل بدون عراقيل للمساعدات الإنسانية للمنطقة". وفي نفس السياق دانت وزارة الخارجية الفرنسية تصعيد النظام في درعا، وأشارت إلى أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع الدائر في سوريا، ولن تنتهي المأساة السورية إلا عبر عملية سياسية شاملة تستند إلى قرارات مجلس الأمن"، مؤكدة من جديد "التزامها بمكافحة الإفلات من العقاب لأخطر انتهاكات القانون الإنساني الدولي".

طالب المنسقان الأمميان في بيان للأمم المتحدة، كافة الأطراف "بتوخي العناية المستمرة لتجنيب المدنيين والأماكن المدنية التعرض للأذى، وبالسماح وتسهيل المرور العاجل بدون عراقيل للمساعدات الإنسانية للمنطقة"

يشار إلى أن مساحة المنطقة  التي تحاصرها قوات النظام،تقدر  بنحو ثلاثة كيلومترات مربعة يقطنها نحو 50 ألف نسمة، يتوزّعون على نحو 11 ألف عائلة، ولا يوجد فيها إلا مخبز واحد ومركز صحي واحد أيضا.