06-أبريل-2019

موازيس كين، آخر ضحايا العنصرية في الملاعب الأوروبية (Getty)

على وقع الهتافات العنصرية المسيئة التي أطلقتها ضده جماهير كالياري، سجّل مهاجم يوفنتوس موازيس كين، هدف فريقه الثاني في المرحلة الـ31 من الدوري الإيطالي لكرة القدم. واحتفل كين، ابن الـ19 سنة وذو الأصول الإيفوارية، بالهدف بطريقة معبرة، حيث وقف أمام جماهير كالياري، وفتح يديه، في إشارة إلى أنه لا يهتم بما يقولونه، فيما كانت الهتافات ضده تشتد.

في الآونة الأخيرة ازدادت في الملاعب الأوروبية بشكل ملحوظ، الهتافات والإشارات العنصرية من قبل الجماهير

هذه الحادثة والتبعات التي تلتها شغلت الأوساط الرياضية الكروية في أوروبا خلال الأيام الأخيرة، وخاصة بعد تصريح قائد اليوفي ليوناردو بونوتشي، الذي حمّل المسؤولية بشكل مساو لكل من كين وجماهير كالياري، منتقدًا احتفال كين بهذه الطريقة، قائلًا إنه "كان بالإمكان تجنّبه".

اقرأ/ي أيضًا: 5 طرق لمواجهة العنصرية في عالم كرة القدم

وأثار تعليق بونوتشي عاصفة من الردود الغاضبة التي رفضت مساواة الجلاد بالضحية، معتبرة أن كلامه فيه تبرير مبطن للهتافات التي تلت الهدف، على اعتبار أنه يرى فيه ردة فعل على احتفاله. وزاد الطين بلّة تصريح مدرب اليوفي ماسيميليانو أليغري، والذي قال فيه إنه "لم يكن على كين أن يحتفل بهذه الطريقة"!

دعم كين والتنديد ببونوتشي

عاد بونوتشي في اليوم التالي ليتراجع عن تصريحه، قائلًا إنه لم يكن يقصد ما فُهم منه، وأنه تكلم مع كين وأوضح له موقفه. لكن تبرير بونوتشي لم يشفع له، إذ إن نجوم كرة قدم سابقين وحاليين ومدربون وصحافيون كُثر، استنكروا كلام اللاعب، وحملوا عليه بشدة.

وجاءت أغلب هذه الانتقادات من إنجلترا التي تواجه هي الأخرى موجة من الكراهية في ملاعبها، وآخرها كان خلال مباراة المنتخب الإنجليزي الأخيرة في ويمبلي، في تصفيات يورو 2020.

وحملت الصحافة الإنجليزية بشدة على بونوتشي منتقدةً تصريحه، فيما رآه البعض حربًا باردة بين الملاعب الإنجليزية والإيطالية، وأنها محاولة إنجليزية للقول إن الملاعب الإيطالية تعرف عنصرية أكبر.

يذكر أن نجم مانشستر سيتي ومنتخب إنجلترا، رحيم ستيرلنغ، كان قد تعرض عدة مرات لهتافات عنصرية هذا الموسم، أبرزها خلال مباراة فريقه ضد تشيلسي، وعلى إثرها منع مشجعين اثنين من دخول الملعب مدة الحياة. بدوره عبر رحيم ستيرلنغ عن تضامنه مع موازيس كين، واصفًا تعليق بونوتشي بأنه "لا يستحق إلا الضحك والسخرية".

من جهته، وجّه الهولندي ممفيس ديباي مهاجم نادي ليون الفرنسي، رسالة إلى بونوتشي قال فيها إنه "متفاجئ ومحبط من كلامه". أما المهاجم الإيطالي من أصل غاني ماريو بالوتيلي، والذي عانى في السابق من العنصرية، فقد كتب تعليقًا على صورة لكين عبر إنستغرام: "بونوتشي محظوظ لأنني لم أكن في الملعب! بدل أن يدافع عن زميله، يقول شيئًا كهذا، إنها صدمة".

أما باتريس إيفرا، لاعب مانشستر يونايتيد السابق، فشدد على أن الهتافات العنصرية "غير مقبولة بتاتًا في كرة القدم، وفي أي مكان آخر"، مصرحًا بتأييده الشديد للطريقة التي احتفل بيها كين.

مطالبات واسعة بمكافحة العنصرية

في الآونة الأخيرة ازدادت في الملاعب الأوروبية بشكل ملحوظ، الهتافات والإشارات العنصرية من قبل الجماهير. ويعتبر أليغري مدرب يوفنتوس أن عدم قيام اتحادات كرة القدم، بإجراءات رادعة، يساهم في انتشار هذه الظاهرة، مؤكدًا أنه "لا توجد أي حجة لإفلات العنصريين من العقاب ومنعهم من دخول الملاعب، خاصة مع تقنيات الفيديو التي يمكنها أن تحدد بدقة من يقف وراء هذه الهتافات".

كما أعرب عدد من المدربين في الدوري الإنجليزي عن امتعاضهم الكبير من العبارات والتصرفات العنصرية التي تملأ الملاعب اليوم، فمدرب مانشستر سيتي، بيب غوارديولا، صرح بدعمه الكامل للاعب توتنهام، داني روز، الذي يواجَه اليوم بهتافات عنصرية.

 قال مدربو أندية أوروبية إنهم قد يلجؤون للانسحاب من المباريات في حال تعرض أحد لاعبيهم لمضايقات عنصرية

كما قال غوارديولا في معرض دفاعه عن لاعبه رحيم سترلنغ، إنه قد يسحب لاعبيه من الملعب في المستقبل في حال تعرضوا لمضايقات عنصرية، وأيّد الفكرة مدرب توتنهام، بوشيتينيو، الذي قال إنه مستعد لأن ينسحب من المباراة ويخسرها، على أن يسمع هتافات مهينة بحق لاعبيه، مؤكدًا أن "المعايير الإنسانية، وإظهار الاحترام للاعبين، أهم بكثير من معايير الربح والخسارة".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"ألماني حين أفوز ومهاجر حين أخسر".. أوزيل يعتزل دوليًا بسبب العنصرية

عنصرية الملاعب ومدرجاتها.. كولوبالي آخر الضحايا