02-أبريل-2022
تطورات متسارعة في حرب أوكرانيا (Getty)

تطورات متسارعة في حرب أوكرانيا (Getty)

أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن الجيش الروسي خسر نحو 800 جندي من وحدات الفيلق الثاني خلال الأسبوع الماضي، ويقوم بإعادة  نشر قواته لتنفيذ مزيد من العمليات في سلوبوزانسكي ودونيتسك ولوغانسك. وأكدت  هيئة الأركان في بيان لها أن روسيا تشرك وحداتها في إقليم ترانسنيستريا الانفصالي بمولدوفا للقيام بعمليات على الحدود الأوكرانية.

أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية أن الجيش الروسي خسر نحو 800 جندي من وحدات الفيلق الثاني خلال الأسبوع الماضي

من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تصريحات لشبكة فوكس نيوز أن "القوات الروسية في شمال البلاد تتراجع ببطء ولكن بشكل ملحوظ"، لكنه أردف بأن الوضع العسكري في شرق البلاد لا يزال صعبًا، متهمًا روسيا بالاستعداد لشن هجمات جديدة في منطقة دونباس وعلى مدينة خاركيف والتي نقلت مصادر اعلامية داخلها عن وقوع إصابات جراء انفجارات قوية وحرائق اندلعت في منطقة سالتوفكا الواقعة شمال شرق المدينة.

التلفزيون العربي

وأكد زيلينسكي أن موسكو تتوفر على أسلحة أكثر، مطالبًا بمنحهم طائرات للدفاع عن النفس، مؤكدًا كذلك على ضرورة وضع حد لاحتلال القرم عن طريق الدبلوماسية التي تحتاج إلى ضمانات أمنية من الدول الكبرى، مشيرًا إلى أن روسيا تعي ذلك.

وفي التطورات الميدانية تحدث حاكم ميكولايف عن ارتفاع عدد ضحايا الهجوم على مبنى المجلس الإقليمي في المدينة إلى 32 شخصًا. كما تحدث عمدة كييف فيتالي كليتشكو عن معارك قوية تدور شمال وشرق العاصمة بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية، وحذر السكان الفارين من العاصمة من مغبة العودة إليها بشكل سريع.

كما أكد حاكم منطقة بولتافا الأوكرانية ديمتري لونين شن القوات الروسية هجمات صاروخية  على مدينتين في وسط البلاد في وقت مبكر اليوم السبت، وأدت إلى تدمير العديد من المباني السكنية بالإضافة لتضرر البنية التحتية. وكتب لونين في منشور على الإنترنت "بولتوفا: قصف صاروخ إحدى منشآت البنية التحتية خلال الليل، كريمنشوك: العديد من الهجمات على المدينة في الصباح".

وفي وقت لاحق، ذكر لونين أن ما لا يقل عن أربعة صواريخ أصابت منشأتين للبنية التحتية في بولتافا، في حين كشفت معلومات أولية أن "ثلاث طائرات للعدو هاجمت المنشآت الصناعية في كريمنشوك"، وأشار إلى أنه لم تتوفر معلومات عن سقوط ضحايا. وفي منطقة دنيبرو في جنوب غرب البلاد قال حاكم المنطقة فالنتين رسنيتشنكو إن 'الصواريخ قصفت منشأة للبنية التحتية، ما أدى إلى إصابة شخصين وأحدث دمارًا كبيرًا"، وأضاف أن "محطة وقود في مدينة كريفيي ريه تعرضت للقصف، ما تسبب في حريق".

من جهتها قدرت الاستخبارات البريطانية أن  القوات الأوكرانية تواصل التقدم مع استمرار انسحاب القوات الروسية من ضواحي كييف، كما تمكنت بعد قتال عنيف من تأمين طريق رئيسي في خاركيف شرقي البلاد. وأشارت إلى أن القوات الروسية انسحبت من مطار غوستوميل الذي كان مسرحًا لقتال عنيف منذ بدء الغزو الروسي.

هذا وأقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اثنين من كبار الجنرالات في أجهزة الأمن الأوكرانية ووصفهما بمناهضي الأبطال". وفي خطاب نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمس الجمعة قال زيلينسكي "اتخذنا اليوم قرارًا بشأن مناهضي الأبطال، ليس لدي وقت للتعامل مع كل الخونة، لكن تدريجيًا سيُعاقبون جميعًا"، وتابع زيلينسكي قائلًا "أولئك العسكريون من بين كبار الضباط الذين لم يقرروا مكان وطنهم بعد، والذين يخلون بقسم الولاء العسكري أمام الشعب الأوكراني في حماية دولته وحريتها واستقلالها، سيُحرمون من الرتب العسكرية دون ريب"، واصفًا بعض الضباط بأنهم "عشوائيون ولا ينتمون إلى هنا".

وكان زيلينسكي قد أقال الرئيس السابق لإدارة الأمن الداخلي بجهاز الأمن نعوموف أندريه أوليهوفيتش والرئيس السابق لجهاز الأمن في منطقة خيرسون كريفوروتشكو سيرهي أولكساندروفيتش وجردهما من رتبتهما العسكرية. وتوعد بتجريد الرتب العسكرية من كل عسكري ولو كان ضابطًا ساميًا في حال أخل بولائه وقسمه.

من جهة أخرى نقلت صحيفة نيويورك تايمز أمس الجمعة عن مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة ستعمل مع الحلفاء لنقل دبابات سوفييتية الصنع إلى أوكرانيا، لتعزيز دفاعاتها في منطقة دونباس. وقال المسؤول الذي لم يذكر اسمه إن "عمليات النقل التي طلبها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ستبدأ قريبًا"، وأضافت الصحيفة أن المسؤول رفض الكشف عن عدد الدبابات التي سيتم إرسالها، ومن أي دول ستأتي.

وفي تطور لافت وجهت موسكو أمس الجمعة اتهامًا هو الأول من نوعه لأوكرانيا بعد قصف جوي لمستودع للوقود في مدينة بيلغورود الروسية. وقال إيغور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إنه حوالي الساعة الخامسة صباحا بتوقيت موسكو دخلت طائرتان هليكوبتر أوكرانيتان المجال الجوي الروسي وحلقتا على ارتفاع منخفض للغاية "وشنتا هجومًا صاروخيًا على منشأة تخزين نفط في ضواحي مدينة بيلغورود، ما أسفر عن تدمير بعض خزانات النفط وأشعل حريقا داخل المنشأة، وأضاف "منشأة تخزين النفط لا علاقة لها بالقوات المسلحة الروسية".

وأظهر مقطع فيديو قالت روسيا إنه للهجوم بصواريخ أطلقت من ارتفاع منخفض أعقبها انفجار ونيران. وأكد الكرملين أن الهجوم الأوكراني على مخازن الوقود في بيلغورود لا يخلق أجواء ملائمة لاستمرار محادثات السلام. هذا ويعتبر الاتهام الروسي هو الأول من نوعه منذ بدء هجوم القوات الروسية على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير الماضي.

بدوره أفاد حاكم المحافظة الروسية فياتشيسلاف جلادكوف بأن مروحيتين حربيتين أوكرانيتين قصفتا منشأة لتخزين الوقود في مدينة بيلغورود بعدما عبرتا الحدود على ارتفاع منخفض، وأضاف أن القصف أدى إلى حريق تسبب في إصابة اثنين من العمال في حين تم إجلاء سكان بعض المناطق في المدينة الواقعة بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.

أما شركة النفط الروسية المالكة لمخزن الوقود، فقد قالت في بيان منفصل إنه "لم يصب أحد بأذى" خلال الحرائق والانفجار، دون تقديم معلومات أو تفاصيل أكثر.

في الشق الإنساني أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك أنه من المقرر فتح سبع ممرات إنسانية لإجلاء السكان من مناطق محاصرة اليوم السبت، وأضافت أن هذه الممرات تشمل ممرًا واحدًا لإجلاء السكان بوسائل نقل خاصة من مدينة ماريوبول، وبالحافلات لسكان ماريوبول المغادرين إلى مدينة برديانسك.

كما تحدث وزير الدفاع التركي خلوصي آكار عن إمكانية إرسال سفن لإجلاء المدنيين والمصابين من ماريوبول الأوكرانية.

وبخصوص التطورات السياسية،  قدّمت الصين من خلال المدير العام للشؤون الأوروبية بوزارة خارجيتها، وانغ لوتونغ، اقتراحًا لحل النزاع في أوكرانيا، معتبرًا أنه ينبغي على الرئيس الأمريكي جو بايدن الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتعهد بأنه لن يكون هناك توسع إضافي لحلف شمال الأطلسي، بالاضافة للامتناع عن نشر أسلحة استراتيجية في أوكرانيا التي ستظل محايدة.

تحدث وزير الدفاع التركي خلوصي آكار عن إمكانية إرسال سفن لإجلاء المدنيين والمصابين من ماريوبول الأوكرانية

حديث لوتونغ جاء في أعقاب محادثات جرت في بيكين بين قادة من الصين والاتحاد الأوروبي. وقال لوتونغ للصحافيين "بعد ذلك ربما يتم حل المشكلة"، متسائلاً "ما هو هدف الأمريكيين؟ هل سيرون وقفًا لإطلاق النار في أوكرانيا أم يريدون إضعاف روسيا؟ أو أن بعض الناس يتحدثون عن تغيير في الحكومة"، في إشارة واضحة إلى تصريح بايدن بأنه لا يمكن السماح لبوتين بالبقاء في منصبه. وأضاف "إذا كانوا عازمين على وقف إطلاق النار، أعتقد أنه يمكن حل هذه المشكلة بسهولة بالغة".