ارتفع عدد الوفيات بين الأطفال جراء المشاركة في تحدي "الإغماء" الرائج على تيك توك مؤخرًا إلى ستّة أطفال، وذلك بعد تأكيد الأطباء وفاة طفل بريطاني كان في حالة "موت سريري" منذ عدّة أشهر.
الفتى البالغ من العمر 12 عامًا مكث في إحدى المستشفيات في حالة غيبوبة كاملة، معتمدًا على أجهزة التنفس الصناعي، وذلك بعد تعرضه لإصابة دماغية "كارثية" قبل ثلاثة أشهر جراء محاولته المشاركة في لعبة "الإغماء" على تيك توك. وقد خسر والداه مؤخرًا قضية طعن في حكم صادر عن المحكمة يخوّل الأطباء بإنهاء حياته عبر رفع أجهزة دعم الحياة عنه، بعد التأكّد من عدم وجود أية فرصة لنجاته.
تعتقد والدة الطفل البريطاني أن ابنها قد أصيب بالاختناق بعد أن حاول المشاركة في تحدٍ رائج على تطبيق تيك توك
وكان الوالدان قد عثرا على طفلهما، آرشي باترسبي، وقد فقد وعيه في المنزل في السابع من أبريل/نيسان الماضي، وقد وضع ربطة عنق حول رقبته، وفقًا لوثائق المحكمة. وبحسب إفادة والدته، فإنها تعتقد أن ابنها أصيب بالاختناق أثناء محاولته المشاركة في تحدّ رائج على وسائل التواصل الاجتماعي، من بينها تيك توك، أطلق عليه اسم "تحدي الإغماء" (Blackout Challenge)، والذي أثار عاصفة من الجدل خلال الأشهر الماضية، ولاسيما بعد وقوع عدد من الحوادث المرتبطة بهذه البدعة الرقمية.
وعند وصول الطفل إلى مستشفى لندن الملكي، أوضح الأطباء للوالدين والسلطات أن الطفل "ميت دماغيًا"، وأن جسده سيفشل عضويًا وعلى نحو كامل، حتى لو استمر نبضه بفضل أجهزة إنعاش الحياة الخاصة. إلا أن والدة الصبي، وبحسب ما أوضح محامي العائلة، قد أكّدت في شهادتها أنها قد رأت ابنها يتنفس بشكل مستقل، دون الاعتماد على جهاز التنفس الصناعي، خلال يومين من الفترة الماضية،وذلك بحسب ما نقلته صحيفة الغارديان. كما أوضحت الأم أنها شعرت بحركة يده ابنها في إحدى المرات، وهو ما ينفيه الطاقم الطبي تمامًا، والذي أكدوا أنهم لم يلحظوا أية علامة على وجود حياة ذاتية لدى الطفل، حتى أثناء إجراء التدخلات الجراحية.
وعلى الرغم من قرار سابق للمحكمة بأن استمرار وضع الطفل على أجهزة التنفس الصناعي ليست في صالحه، وأن على الوالدين أن يسمحا للأطباء بإجراء اللازم من أجل إعلان وفاته وإتاحة الفرصة لدفنه على النحو اللائق، إلا أن الوالدين أصرّا على الطعن في الحكم في محكمة الاستئناف، إلا أن مسعاهما باء بالفشل مجددًا، بعد أن أكدت محكمة النقض القرار الأولي بشأن ضرورة رفع الأجهزة عن الطفل.
بلغ عدد الضحايا بين الأطفال ستة, كان آخرهم الطفل البريطاني الذي ظل عدة أشهر في حالة موت سريري
يذكر أن عددًا من الأطفال قد لقوا حتفهم أثناء تجربتهم لهذا التحدي المرعب، بعد انتشاره أول مرة على تطبيق تيك توك، وهو ما دفع عددًا من ذوي الضحايا إلى رفع دعاوى قضائية ضد التطبيق. وبحسب صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، فإن عدد الأطفال الذين قضوا بسبب هذا التحدّي بلغ خمسة على الأقل، من بينهم طفلة بعمر 10 سنوات من ولاية بنسلفانيا، وطفل أسترالي عمره 14 عامًا، وطفلة إيطالية بعمر 10 سنوات، وطفل أمريكي آخر بعمر 12 عامًا، وآخر من ولاية أوكلاهوما بنفس العمر، إضافة إلى الطفل البريطاني الذي من المقرر إعلان وفاته بمجرد رفع أجهزة دعم الحياة عنه. وهو ما يرفع عدد ضحايا تحدي "الإغماء" إلى ستة.
ما هو تحدي الإغماء على تيك توك؟
يشار إليه أيضًا باسم "تحدي الاختناق" أو "تحدي الإغماء" وهو تحدّ انتشر أول مرة على تطبيق تيك توك، حيث يتحدى المستخدمون بعضهم البعض بحبس أنفاسهم حتى لحظة فقد الوعي نقص الأكسجين. وقد أثار التحدي فزعًا كبيرًا بين الأهالي والمسؤولين في عدد من الدول حول العالم، بسبب المخاطر الكبيرة التي قد يترتب عليها، إذ يمكن أن يؤدي نقص إمداد الأكسجين في الدم إلى تلف في الدماغ، كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى الوفاة.
