22-أغسطس-2018

عبد الكريم سعدون/ العراق

 

  • إلى كاميليا

 

منحدرًا نحو أغنية

يتسكّع فيها الحزن

منتشيًا

 

خطوتي ضيقة  

والطريق طويلة

 

قدمي متعبة

ورأسي تسبح في ظلام

 

هلّا ظهرتِ الآن؟

*

 

السيارات تحفّ هوائي

تتبعثر نظراتي على الطريق

والأشجار صامتة كقَدَرٍ متطاول

*

 

صوتٌ تدثّر بالحزن

صوتٌ ينام متعبًا

صوتٌ يبتسم دامعًا

هذا الصوت تسلّلني

وتأبّدْ داخل الجسد الرطب

بعفونة أيامه ورتابة أحداثه

*

 

تتزاحم المرايا في زواياي

الريح تعصف بالأوراق

الخضراء

الجنود يغنّون أغنية البحر

العصافير تشاركني أغنيتي

الحزينة

بإيقاعات مرتجلة

*

 

كانت طفولتي طويلة

*

 

يمشي وعلى كتفه رغيف

في شارعٍ مرصوفٍ بالأوهام

*

 

العابرون مع الرياح

والغازلون فجرًا

ملونًا بأحلامهم

والنائمون بأوجاع لغتهم

والمحتفون بظلالهم الطويلة

والرامون الشمس بشباكهم

والناثرون ظلهم الحزين

فوق مساحة داكنة

 

مرّوا من هنا

صورهم حفرت مكانها

على جدار الروح الهاربة

*

 

حياة مورقة

يمنحها نداكِ

فاهبطُ منتشيًا

أشربُ ماءكِ.

*

 

يسقط ظلّ شجرة الحديقة

على الورقة البيضاء

وتتجمّع العصافير الملونة

 

لماذا أرى عُريك الآن

في ضوءٍ خافت؟

*

 

بقميصٍ كتّاني أبيض

أمشي تحت المطر

بصوتٍ منخفضٍ

تبللني الذكرى

فأيمّمُ وجهي شطر

بيتك الغرام

*

 

منطفئًا كان وجهي.

يزهرُ الليلة،

وأشعّتكٍ الحَييّة

تتسكّع من حولي.

دعيني أتوضأ بكِ

وأنام في أشعّتكِ

الناعمة.

*

 

قدماي

تتأرجح بين إيثاكتين

والمساحة طليقة

فقط ضوءٌ يخبو

في نهاية الطريق

ضوء لا يقول أي شيء.

*

 

حزينٌ كبطٍّ مُدجَّن

أقفُ تحت السماء

على شاطئ ما

أرقب حركة الهواء والماء والطيور

تنغرس قدماي في رملٍ موحل

وتسافر رأسي إلى حكايات بعيدة.

*

 

ضوءُ الأعمدة الطويلة

ينسكبُ على الإسفلت

البارد

الأشعة الضعيفة

تتقاذفها السيارات

اللاهثة

 

ماذا تقول البيوت

في القرى؟

*

 

حيثُ الوحشّة بفنارتها

المهجورة

تلقي بظلالها فوق

أحلامٍنا المؤجّلة؛

قابعٌ ظلٌ عتيق

يتمدّد وينكمش

كلما مرّت قافلة

نحو المستقبل.

*

 

في غرفتي الضيقة

انتصّفتْ اللمبّةُ على وجهي

ورأيتني في المرآة

واضحًا.

 

ما كان يجب أن أكون.

*

 

ناثرةً أشعّتها النافذة

كاشفةً عُرينا المقدّس؛

تصحو الشمس كل صباح.

*

 

يا صحبتي

تعنكبت الطريق

وتداخلت الدوائر

نحتاج صمتًا عتيقًا

يوارينا.

*

 

عندي حديثٌ للزمن

.

.

 

حسنًا، سأوجّله ليوم موتي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حلوى الرجل الخمسيني

بيت لا يتسع للأمنيات

دلالات: