18-يوليو-2022
رئيس أركان الاحتلال يتحدث عن استعدادات مستمرة لاستهداف إيران عسكريًا (Getty)

رئيس أركان الاحتلال يتحدث عن استعدادات مستمرة لاستهداف إيران عسكريًا (Getty)

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي ليلة الأحد إن "منع إيران من التسلح النووي من خلال الدبلوماسية هو الطريقة المفضلة"، لكنه استدرك قائلًا "التاريخ أثبت مرات عديدة أن الدبلوماسية يمكن أن تفشل أو تنجح فقط لفترة زمنية، ثم تواجه انتهاكًا أو خيانة". وأضاف أن "الاستعداد لخيار عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني واجب أخلاقي، وأمر مهم للأمن القومي".

رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران: لدينا القدرات الفنية لصناعة قنبلة نووية، لكنها لم تتخذ قرارًا بعد لتنفيذ ذلك

حديث رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي والذي ستنتهي ولايته في الأشهر المقبلة جاء خلال مراسم تبادل قيادة الجبهة الداخلية، حيث أشار كوخافي إلى أن "إعداد الجبهة الداخلية للحرب كان قضية مهمة منذ قيام إسرائيل، لكنها أصبحت مطلبًا متزايدًا على مر السنين"، وتابع "هذه مهمة يجب تسريعها في السنوات المقبلة، لا سيما في ظل احتمال أن نكون مطالبين بالعمل ضد التهديد النووي، ويجب أن تكون جزءًا من الاستعدادات المكثفة التي نتقدم بها لساعة الصفر".

كما أعلن المسؤول في دولة الاحتلال أن "الجيش الإسرائيلي يواصل الاستعداد بقوة للهجوم على إيران لسببين، أولًا في حالة عدم وجود اتفاق واستمرار البرنامج النووي الإيراني في التوسع، ثانيًا في حال وجود اتفاق مماثل أو مشابه للاتفاق السابق، وهو ما يعني اتفاقًا سيئًا، ما يهيئ الظروف لإيران لتصبح دولة نووية بعد فترة وجيزة من انتهاء صلاحيته". وحسب كوخافي، "تعد الاستعدادات للعمل العسكري ضد البرنامج النووي في قلب الاستعدادات في الجيش الإسرائيلي، وتشمل مجموعة متنوعة من الخطط العملياتية، وتخصيص موارد عديدة، والحصول على الأسلحة المناسبة، والاستخبارات والتدريب"، مشيرًا إلى أن "الجيش الإسرائيلي يوفر القدرة العسكرية لليوم الذي ستسعى فيه القيادة السياسية إلى اتخاذ القرار".

تصريحات الجنرال الإسرائيلي جاءت مباشرة بعد حديث رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران كمال خرازي، الذي أكد فيه أن بلاده "لديها القدرات الفنية لصناعة قنبلة نووية، لكنها لم تتخذ قرارًا بعد لتنفيذ ذلك". مضيفًا أنه "خلال أيام قليلة تمكنا من تخصيب اليورانيوم لما يصل إلى 60%، ويمكننا بسهولة إنتاج يورانيوم مخصب لنسبة 90%، إيران لديها السبل الفنية لصنع قنبلة نووية، لكنها لم تتخذ بعد قرار صنعها".

وعن التهديدات الإسرائيلية باستهداف البرنامج النووي الإيراني، كشف خرازي أن بلاده "أجرت مناورات موسعة بهدف ضرب العمق الإسرائيلي في حال "استهداف منشآتنا الحساسة"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل في مرحلة ضعف، ودعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لها لن يعيدها للصدارة، وأن "استهداف أمننا انطلاقًا من دول الجوار سيقابل برد على هذه الدول ورد مباشر على إسرائيل". وشدد رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية على أن ايران" لن تتفاوض أبدًا على برنامجها الصاروخي وسياستها الإقليمية، كما يطالب الغرب ودول في منطقة الشرق الأوسط"، وأضاف قائلًا إنه من "الصعب إجراء حوار مباشر مع واشنطن في ظل جدار سميك من عدم الثقة والسياسات الأمريكية".

يذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن  قال في رسالة لإيران من الأراضي الفلسطينية المحتلة الأربعاء خلال زيارته للشرق الأوسط، إنه "يحذر طهران من تحركاتها في تطوير الأسلحة النووية"، وأضاف أن "الاتفاق النووي يمثل أفضل فرصة لتعطيل محاولات إيران لتطوير قنبلة نووية". وتابع الرئيس الأمريكي أن "الشيء الوحيد الأسوأ من إيران الموجودة الآن هو وجود إيران تملك أسلحة نووية، وإذا تمكنا من العودة إلى الاتفاق، فيمكننا تقييدها".

منذ عدة أشهر، تجرى جولات مفاوضات غير مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بمشاركة أوروبية لإعادة إحياء الاتفاق النووي

ومنذ عدة أشهر، تجرى جولات مفاوضات غير مباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بمشاركة أوروبية لإعادة إحياء الاتفاق النووي، وقد شهدت العاصمة النمساوية فيينا عددًا من جولات التفاوض قبل أن تتوقف في آذار/مارس الماضي، ويتم استئنافها في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي لكن من دون إحراز تقدم. كما يشار إلى أن "إسرائيل" ترفض العودة للاتفاق النووي وتقول إنه "لا يحول دون امتلاك إيران سلاحًا نوويًا"، بل يؤخر ذلك فقط، وأن العودة للاتفاق لا يقيد برنامج الصواريخ الباليستية الخاص بإيران. بالمقابل تنفي طهران منذ فترة طويلة وفي أكثر من مناسبة السعي لامتلاك سلاح نووي، وتقول إن "تخصيب اليورانيوم لديها يتم لتوليد الطاقة لأغراض الاستخدام المدني".