10-مايو-2016

من المسلسل

عاد جون سنو إلى الحياة! حسنًا ليس هذا فقط ما حملته إلينا الحلقات الثلاث الأولى في الموسم السادس من مسلسل "Game of Thrones"، فعلى عكس المواسم السابقة، يسير كل شيء هذه المرة في مسار يمكن التنبؤ به. فما الذي حدث وجعل المسلسل الذي يصرّ عشاقه -وأنا منهم- على أنه أفضل إنتاج درامي في التاريخ؛ يسير رتيبًا في موسمه الجديد، وكأن إيقاعه الراكض في ما سبق بدأ يخور الآن؟

ظل "Game of Thrones"، في مواسمه السابقة، يتمتع بسحر مردّه إلى انعطافاته المفاجئة

في نهاية الموسم الخامس، صُدم المشاهدون بموت شخصية جون سنو التي يؤديها كيت هارينغتون، بعد أن تعلّق بها الكثيرون، بوصفها "شخصية بطل" في مسلسل يموت فيه الأبطال على رأس كل حلقة. أيامها بدت خيبة الأمل واضحة في التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، بل كادت تصبح تيارًا جماهيريًا يجمعه الاعتراض على موت البطل. فهل تشكل عودة سنو في هذا الموسم "ترضية" ما للغاضبين، خشية -ربما- من فقدان نسب المشاهدة العالية؟ أم هي فقط محاولة لإنقاذ المسلسل من التدمير الذي لحقه -في رأيي- بقتل أغلب الشخصيات الرئيسة، ومن ثم دفن خطوطها الدرامية؟

اقرأ/ي أيضًا: أسوأ أفلام تحدثت عن العرب

ظل المسلسل الخيالي المقتبس من سلسلة روايات "أغنية الثلج والنار" للكاتب جورج آر. آر مارتن، في مواسمه السابقة، يتمتع بسحر مردّه إلى انعطافاته المفاجئة التي لا تخطر على بال، ما يجعل الأحداث تذهب دائمًا بخلاف المتوقع، وكان التحدي الخفي بين المشاهد الذي يحاول توقع ما سيأتي تاليًا، والكاتب الذي يتلاعب بالتفاصيل فتقفز الأحداث فوق الاحتمالات؛ وقودًا لا ينفد لنوع وحشي من التشويق. لكن الحلقات الثلاث الأولى من الموسم السادس الذي بدأ عرضه أسبوعيًا منذ الرابع والعشرين من الشهر المنصرم اتسمت ببطء ليس معتادًا في مسلسل عوَّدنا على كثافة الأحداث في الحلقة الواحدة.

أعادت الساحرة الحمراء جون سنو من الموت، كما يرغب السادة المشاهدون، وانتقم سنو من المتآمرين عليه بقتلهم، كما ينبغي أن يحدث، وفرت سانسا ستارك من جحيم رامزي بولتون ثم في ذروة مأزقها ظهرت حاميتها "برين التارثية" تمامًا في اللحظة التي احتاجتها فيها لتقتل الأعداء وتنقذ الفتاة، واستعادت آريا ستارك بصرها بعد خضوعها لكثير من الاختبارات، بينما لا يزال تايرون لانيستر وعصبته يسيطرون على الأمور في مرين بانتظار عودة الملكة وتنانينها... إلى آخر الأحداث التي سارت كما ينبغي، ليصبح الجميع سعداء وليتنفسوا بارتياح كونهم يتابعون مسارات واضحة ومطمئنة -حتى الآن- بعد قلق المواسم السابقة!

الموسم في بدايته بالطبع، ولا تزال هناك سبع حلقات لم تعرض بعد، وربما رُممت فيها خيوط التشويق التي أراها مرتخية هذه المرة، حتى أنني أخشى ألا تصبح مقولة في مسلسل Game of Thrones هناك قاعدتان؛ الأولى ألا تتعلق أبدًا بأي شخصية، والقاعدة الثانية ألا تنسى القاعدة الأولى؛ هي الوصف الأمثل لنوع الدراما التي ميَّزت المسلسل من قبل.

اقرأ/ي أيضًا:

بشار إبراهيم.. الأمل معلّق بالسينما المستقلة

دراما الثورة السورية (2).. الولادة من الخاصرة