01-يوليو-2016

مدخل مقر الرئاسة (القاهرة/1تموز/يوليو2013/الأناضول)

لا يزال الخلاف حول توصيف ما جدّ يوم 30 حزيران/يونيو 2013 على أشدّه بين أبناء الصفّ الواحد الذين يعارضون نظام العسكر. وهو خلاف انبتّ منطلقًا لضبط الموقف من هذا وذاك ومضمونا لوصلة "ردح" حتى بات يمثّل عقبة أساسية اليوم أمام رهان توحيد صفوف القوى السياسية والمدنية المعارضة. إذ يخشى العديد النظر في المرآة خشية مكاشفة تأخر ميعادها. فبين رفض المراجعة والفزع من التقييم، يزداد الجرح ألمًا وتتضاعف معه الأحقاد تحت رماد بات من اللازم على الجميع رفعها.

لا يمكن لأبناء يناير أن يرصّوا صفوفهم دون مراجعة وتقييم للسنوات الخمس الفارطة

هل 30 يونيو انتفاضة شعبية أم ثورة أم انقلاب؟ هل هي الموجة الثانية لـ25 يناير المجيدة أم العنوان التمهيدي لبيان انقلاب 3 يوليو؟ هل يمكن لأبناء "الميدان" أن يقدّموا اليوم توصيفًا جامعًا لـ30 يونيو؟ فلا يمكن لأبناء يناير أن يرصّوا صفوفهم دون مراجعة وتقييم للسنوات الخمس الفارطة، لا تمثّل مناسبة لتبادل الاتهام والمسائلة بقدر ما تمثّل دفعا لكشف الحقيقة والمصارحة. فلا يجب أن تبتلع 30 يونيو أبناء 25 يناير، ولا يجب أن يتواصل الهروب للأمام من الجميع دون وقفة تأمّل هي في الأصل لحظة ثورية. لحظة لا تتعلق بكشف حساب فقط، بل كذلك بالتشديد عبرها على وحدة الوعاء الحامل. وهو ما يسمح تباعًا بتعبيد الطريق وإعادة بناء الثقة لرصّ الصفوف لمواجهة سلطة أكلت الجميع يوم أُكل الثور الأبيض.

اقرأ/ي أيضًا: مصر.. عبودية الاستقرار

في الذكرى الثالثة لمظاهرات يونيو، كتبت حركة 6 أبريل على صفحتها "ألم يئن أوان المراجعة والنقد الذاتي والاعتراف بالخطأ؟ ألم يئن أوان المكاشفة والمحاسبة؟ السؤال موجّه للجميع ولا نستثنى أنفسنا؟". تمثّل هذه الدعوة من حركة "الجدعان" فرصة ليفتح الجميع الباب الموصد الذي لا يمكن تجاوز "انهيار" معسكر أبناء الثورة دون فتحه.

لقد كانت احتجاجات 30 يونيو أساسًا وليدة مسار طويل متعثر منذ 2011 ازداد تأزما في النصف الثاني من 2013. فهي تتويج لسياسة "شدّ الحبل" بين القوى السياسية، وتحديدًا الرئاسة والمعارضة، وساهم الاحتقان الاجتماعي في التجييش لها.

قد يكون من باب التفصيل النقاش حول ما إذا كان العسكر قد أعد للاحتجاجات أو استغلها، حيث وإن كان هذا التفصيل قد يهمّ لفهم الخطة الانقلابية، فهو يظلّ غير فاعل في البحث عن إجابة: لماذا خرج المصريون بكثرة للشارع؟ والكثرة توصيف للهروب من أرقام أجاد العسكر التلاعب بها ومنها حدوتة نزول ثلاثين مليون مصري يومها.

لا يجب أن يتواصل الهروب للأمام من الجميع دون وقفة تأمّل هي في الأصل لحظة ثورية

هناك من نزل يوم 30 يونيو ونهجه يناير، وهناك من نزل وعينه على استعادة سلطة ما قبل يناير. فريق يبتغي انتخابات مبكرة في سياق عملية التحول الديمقراطي وفريق آخر يستعدّ للإجهاز على المسار الديمقراطي الفتيّ. معارض للسلطة الحالية ندم على نزوله في ذلك اليوم، ومعارض آخر لم يندم. استخلاصا، أبعد من النّدم ودون محاكمة النوايا، يجب أن تتشابك الخيوط بالنهاية ويتجادل "بالتي هي أحسن" أبناء يناير من أجل استعادة الثقة واعادة انتاج خطاب جامع على قاعدة 25 يناير العظيمة. فما يجمع جزء هامّ من متظاهري 30 يونيو وجزء أهمّ من متظاهري الأيام اللاحقة، هو الأشد بنيانًا لمواجهة هذا النظام وإسقاطه.

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا لم يتخل الإخوان عن مرسي؟
مأزق الاصطفاف في مصر