15-سبتمبر-2016

محمد العارف عبية/ ليبيا

حقيبةُ سفر

خبِئي مِنّي..
حقائِبَ السَفرْ 
أَودِعيني مركزًا يُعنى بعلاجِ إدمانِ السَفر!

مَطْارُ مدينتي أُخِذَ غدرًا
طريقُ جَمَلي عُقِرَ غدرًا
بقيَّةُ أهلي طُعِنوا ظهرًا
 
تذاكِريْ الجديدة 
تكادُ تبلى!
دونما مطر

أصابع العازِفِ
بُترتْ!
وقيثارتهُ سُرِقتْ 
والوترُ المشدودُ انفطر.

الكلّْ

الكلُّ يستسيغُ أكل الخُبزِ طريًّا 
الكلُّ يُريدُ انسيابِ الماء لا انفجار الصُخور
الكُلُّ يلعنُ الظلامَ ويُهمِلُ إيقاد شمعة 
ذاكَ الجُمهور المُكدَّسِ بالشوارعِ 
المُنتفِخِ ببطولاتِ عنترةَ وخالــد
المُهووس بالمقبرةِ المُقدَّسة.

الشُموع

شُموعنا تظلُّ زينةً تُكتسى بها الأرفف الشاغِرة
عِوضًا عن تسرّب ثورة الغُبار.

لأجلي

أحزنُ فلا يُحزنُ..
لأجليْ!
مَنْ خِلتها محبوبةً ضنَّتْ بأساوِرها الألماسيًّة

الغُربان

صُنِّفت "مجنُونةً" 
فلم تلقى سوى هذا "النبض" 
الذي سمَّتهُ قبلًا 
يبابٌ تسقيهِ الغُربانْ.

البيانو

جسدٌ "قاسٍ" حلَّ مكانهُ 
أُمنيةً 
استيقظت مِنْ غفوتها.

حُبّ

أسيرُ رأسًا 
لا هامِشَ في مدينتي 
لزمنِ الالتفاتاتْ.

ثدي

بعدما طرحت الأرضُ ثِمَارها 
تجاهَلَ ذلِكَ الرجُلُ المفتولْ
أُفقَ نجاتهِ 
مِنَ النفق.

خِناقٌ شرعيِّ

يعيشُ الآباءُ..
برُبعِ قِيراطٍ 
يُقلِّدونَ الإله 
وتردد بأنَّ الإله اتكأَ على جنبهِ ضاحِكًا لهذه النادِرة.

طوق!

أغمضتْ أُمي جفنيها 
وانكفأتْ عليَّ 
مُتذكِّرةً قصيدتها البِكرْ التي حُظِرَ عليها تكمِلةُ قرضِها
هذا اختصارٌ لِمَا وقع في يوم 
الــ العاشِر مِنْ تموز/يوليو الفارِطْ.

الليلة الماضية 

امتطى الحُلم 
مُؤخرًا 
حِصانًا أبيض 
لهُ وجهُها 
لهُ هفيفُ نسيمها 
أحسستُها تغرِسُ ضحكتها 
تنال مِنِّي حُبًّا 
وِفق الطريقةِ الجديدة.

اغتيال.. "خبر" 

قلتم ..
لقد انتهى الأمرْ..
سقط مَنْ سقطَ 
خسِر مَنْ خسِر
سقطتْ المملكةُ في القاعْ
وما قُلتمُ لماذا أخفيتم أسباب تشابكِ الفجرِ 
بَيْنَ قدميِّ عاشِقة؟ 
 
قُبلة؟

اكتشفا عَقِبَ ليلةٍ واحدةٍ 
فُقدانهما القُبلة 
فناما دون دموع 
وراحَ السقفُ الواطئ يُخمِّنُ عِوضهما 
القُبلةُ الضائعة؟
الدموعُ الفارَّة؟

الجنَّة

ليستُ هي الجنَّةُ 
التي قتلتُ أخي مِنْ أجلِ بُلوغها
ليستْ هي الجنَّةُ التي دُبِّجتْ في الأسفارِ المُقدَّسةْ 
على أقلام الأنبياءِ 
والمُخلِّصينْ؟؟
أتُراهم قدّ كذِبوا على الجمُوعِ المُنتظرةِ أسفل السفح؟
أمّ صدقتْ نُبوءة الله..
بالجحيم فقط؟!
الله 
ألمْحُهُ..
يتسكَّعُ 
تارةً في شارِعنا برفقةِ العاطلين عن الحُبِّ 
يدفعهم للاتجاه المُضاد
وتارةً في الميدانْ يُذكي هُتافاتِ الغاضِبينْ 
وحينما توقف لالتقاطِ أنفاسهِ اللاهِثة 
عزم على بدء عجني!

اقرأ/ي أيضًا:

أنا وربي في فيسبوك

واحدٌ من أولاد الغيتو