20-مارس-2016

طائرة حربية سعودية تستعد للإقلاع (Getty)

أعلن المتحدث باسم قوات التحالف العربي العقيد أحمد العسيري عن وجود شخصيات قبلية يمنية سعت لإيجاد تهدئة في المناطق الواقعة على الحدود اليمنية السعودية لإدخال المساعدات الإنسانية من أدوية وإغاثة للمنكوبين في تلك القرى شمال اليمن خصوصًا أولئك المتضررين في محافظة صعدة معقل الحوثيين.

الهدنة التي أدرجتها السعودية ضمن خطتها في إعادة الأمل كونها قد تسهم في الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة وفقًا للقرار الأممي 2216

الهدنة التي أدرجتها السعودية ضمن خطتها في إعادة الأمل كونها قد تسهم في تغير مسار العمليات العسكرية في اليمن إلى محادثات تفضي إلى حل سياسي تحت مظلة الأمم المتحدة وفقًا للقرار الأممي 2216، وهو الأمر ذاته الذي كانت تسعى إليه قيادات التحالف العربي منذ بداية العمليات العسكرية في اليمن بحسب العسيري.

وقف شبه كامل للضربات الجوية من قبل التحالف العربي وتبادل أسرى بين الحوثيين وقوات أمنية سعودية، عبر منفذ علب الحدودي، حيث استعادت قوات التحالف الأسير السعودي العريف جابر الكعبي وأعادت سبعة أسرى من الطرف الحوثي، وتسليم الحوثيين لخرائط الألغام التي مكنت من نزع آلاف الألغام من الأراضي اليمنية على حدود السعودية، عقب انسحاب مفاجئ للحوثيين من محافظة تعز وسط اليمن بعد حصار دام مايقارب العام.

اقرأ/ي أيضًا: سيناريوهات لقراءة الانسحاب الروسي من سوريا

هذا التسلسل للأحداث أمات عنصر المفاجأة، ودلل على اتفاقات وتفاهمات غير معلنة بين الطرف الحوثي والطرف السعودي، وبحسب مراقبين فإن الشكوك حول هذه الاتفاقات أدت إلى خلافات في صفوف الحوثيين وأعوانهم الموالين للرئيس السابق علي عبد الله الذي أبعد عن المشهد السياسي الأخير تمامًا بعد محاولاته في جرّ الطرف السعودي وقوات التحالف إلى مفاوضات برعاية أممية لاستعادة الثقة وفسخ التعاون مع الحوثيين وحصرهم في مربع الإرهاب، ولا يرى المحلل السياسي "صلاح صالح" وجود أي خلافات في أوساط الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبد الله، معللًا بالقول لـ"الترا صوت": "وصلت بالأمس تعزيزات كبيرة من الحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح مساندة لقوات الحوثيين في محافظة تعز ما أشعل الاشتباكات بينهم وبين قوات الجيش والمقاومة الشعبية في حي المطار القديم والجبهة الشرقية والجبهة الشمالية والشمالية الغربية ومعسكرات الدفاع الجوي وفي جبل "هان"، الأمر الذي أتاح للحوثيين استعادة السيطرة على بعض القرى القريبة من موقع معسكر اللواء خمسة وثلاثين وهو المعسكر الاستراتيجي الأهم في مدينة تعز وتقدم بسيط في جبهات منطقة الضباب غرب المدينة. وهذا يؤكد على أن التحالف بين الحوثيين والرئيس السابق صالح لايزال قائمًا.

وأضاف صالح: أما عن إعلان العسيري عن إيقاف الضربات الجوية، فبوصول التعزيزات الحوثية كان هناك تحليق وقصف مكثف على شارع الخمسين ومواقع قوات الحوثي في الحوبان شرق محافظة تعز وشمالها دمر ثمانية دبابات تابعة للحوثيين وأسقط جرحى وقتلى في صفوفهم.

اقرأ/ي أيضًا: المغرب نحو التصعيد مع الأمم المتحدة..إنها الصحراء

وأعرب الكثيرون لـ"الترا صوت" عن ارتياحهم إزاء وقف إطلاق النار نظرًا للبعد الإنساني لهذه التهدئة، الذي سيفك الخناق عن آلاف الأسر المتضررة بفعل الحرب وسيتيح لهم الدواء والغذاء.

وفي البعد السياسي وتغيراته، قال الخبير العسكري الدكتور "علي الخلاقي" لـ"الترا صوت" عن ردة فعل الحكومة اليمنية حول إعلان العسيري للتهدئة ووقف الغارات الجوية: "تصريح عسيري لا يزال في طور الاحتمال وليس التيقن، إذ إنه من المحتمل إيقاف العمليات العسكرية إذا التزم الطرف الحوثي بالبنود المتفق عليها، أما إذا لم يلتزم فلن تتوقف العمليات العسكرية وسوف تواصل قوات الحكومة الشرعية قتالها للحوثيين وقوات صالح الذين صاروا قاب قوسين أو أدنى من نهايتهم". وأكد أيضًا اللواء عبد القادر العمودي مساعد وزير الدفاع اليمني أن توقف العمليات العسكرية لطيران التحالف العربي أو مايسمى بالعمليات الكبرى في اليمن لا يعني توقف القتال على الأرض خصوصًا وأن المقاومة الشعبية والجيش الوطني قد سيطرا على ما نسبته 70% من الأراضي اليمنية التي في قبضة مسلحي الحوثي وصالح، ومن جهة أخرى فإن القتال لن يتوقف إذا لم ينسحب الحوثيون وقوات علي عبد الله من باقي المحافظات اليمنية التي سيطروا عليها ويقوموا بتسليم السلاح للحكومة كما نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي.

اقرأ/ي أيضًا: 

ما للإرهاب في "الخريشبة" الجزائرية وما عليه!

حماس في القاهرة..ملابسات وكواليس