هناك ثلاث أشياء يتحدث عنها الجميع في المملكة المتحدة: كارثة تشيلسي الإدارية، إيريلنج هالاند، ونادي ريكسهام الذي لم يعرفه أحد في الفترة الماضية إلا وربطه بالممثل الشهير ريان رينولدز وترقيه للدوري الثاني أو الدرجة الرابعة في نظام الكرة الإنجليزية.
هناك ثلاث أشياء يتحدث عنها الجميع في المملكة المتحدة: كارثة تشيلسي الإدارية، إيريلنج هالاند، ونادي ريكسهام الذي لم يعرفه أحد في الفترة الماضية إلا وربطه بالممثل الشهير ريان رينولدز
ما لا يعرفه الكثيرون أيضاً أن حكاية النادي لم تبدأ مع ريان رينولدز، فهو ليس نادي تم تأسيسه على يد الممثل كما أسس بيكهام نادي إنتر ميامي. هذا النادي أعرق من النادي الذي تشجعه بكل تأكيد، وهذا لأنك لا تشجع شيفيلد أو نوتس كاونتي اللذان يأتيان قبله فقط.
تاريخ نادي ريكسهام
أسس النادي في عام 1864 لكي يصبح ثالث أقدم نادي نشط لكرة قدم المحترفين. فريق ويلزي استطاع أن يفوز ببطولة الكأس 23 مرة، وهذا رقمٌ قياسي لم يكسر حتى الآن. دولته لم تكن تمتلك أي دوري لكرة القدم، فذهب مع سوانزي وكارديف سيتي لنظام الكرة الإنجليزية لكي يصبح له الحق في المشاركة في نظام الكرة الإنجليزي بكل درجاته.
الدوري الويلزي، والذي لا نقول إنه من أقوى الدوريات بأي شكلٍ من الأشكال، كان سيكون أكثر رحمة بنادي ريكسهام الذي لم يصل إلى أعلى مستويات النظام الإنجليزي طوال تاريخه. الفترة الألمع للنادي كانت في الدرجة الثانية في سبعينيات القرن الماضي، ومن هنا بدأت رحلته في السقوط إلى الدرجة الخامسة في النظام الإنجليزي.
سقوطٌ مدوّ لـ 15 عاماً
سقوط نادي ريكسهام كان متوقعاً وبشدة منذ أن بدأ مالك النادي، أليكس هاميلتون، بوضع الديون على أكتاف النادي. ديونٌ بعيدة كل البعد عن كلمة "استثمار" مثل الأندية الكبيرة، وهذا لأنه وضع الأموال كلها في تطوير استاد "ريس كورس جراوند" الذي يستطيع ضم 10771 متفرج حالياً، لكن هذا العدد لم يستطع خدمة النادي بأي شكل من الأشكال.
الاستاد لم يستطع أن يدخل الأموال التي احتاجتها خزائن النادي، وبما أن شعبية النادي وقتها لم تكن الأكبر، فالحصول على عقود الرعاية لم يكن أمراً سهلاً. بعيداً عن التفاصيل الطويلة، سقط النادي تحت إدارة الديون بعد أن أعلن إفلاسه الكامل. لم يكن هناك أي شخص مهتم بشراء النادي حتى عام 2011، والذي شهد شراء صندوق مشجعي ريكسهام للنادي الذي استطاع أن يدعم النادي مادياً لفترة قريبة من عقدٍ من الزمان.
ديد بول وصديقه يدخلان على الخط
إن كان هناك جانبٌ آخر لحياة ريان رينولدز بعيداً عن التمثيل في أفلامٍ ذات شعبيةٍ كبيرة وزواجه من سكارليت جوهانسون، فهذا الجانب هو عشقه لكرة القدم. لطالما أراد ريان أن يمتلك نادٍ لكرة القدم، وقد بدأ في البحث عن نادٍ ذو قاعدة جماهيرية جيدة ولن يكلفه الكثير من المال. نادي ريكسهام كان هو الهدف من هذا، ومع روب ماكيلهيني كمالكٍ ثانٍ معه.
أحب رينولدز الثقافة الويلزية وأحب النادي الذي راقبه لفترةٍ طويلة من بعد أن أخذ قرار شراء نادٍ لكرة القدم، بل وأقنع روب الذي لا يكترث بشأن الرياضة أن يصبح شريكه. الثنائي دفع مبلغاً وقدره 2.5 مليون دولار لشراء النادي الذي كان غارقاً في الديون يوماً ما. الذي جعل الجميع متعاطفاً مع الثنائي هو حبهم لكرة القدم الواضح، بل وعشقهم أيضاً للجماهير.
يظهر هذا في نية الثنائي دائماً لأخذ أراء الجماهير في الاعتبار. كل قرار مهم سيتم مشاركة الجماهير فيه، وقد كان. النية الأكبر عندهم كانت في أخذ النادي من الدرجة الخامسة للرابعة حتى يدخل في الدوريات التي تستضيف أندية لها صيتها محلياً، وهذه النية تحولت الآن إلى تركيزٍ أكبر على تطوير النادي ومنشآته لكي تتماشى مع معايير الأندية الأكبر.
رحلة مثيرة تم التسويق لها بذكاء
استغل ممثل فيلم باربي القادم منصاته كلها لكي يروج للنادي. بدأ أولاً من منصته على تويتر لكي يتفاعل مع المشجعين بشكلٍ مباشر وبدون أي قيود. 21 مليون متابع كافيين لجعل هذا النادي الصغير محل أنظار الكثير من عشاق كرة القدم والذين يتابعون ريان. تغريدات بشأن النادي، صور من خلف الكواليس وما شابهها من موادٍ دعائية يروج لها بنفسه ومن تلقاء نفسه، مما جعل هذا المحتوى "أصلي" ونابعٌ من قلب الحدث بعيداً عن الصفحات الرسمية.
ليس هذا فقط، بل قام أيضاً بالعمل على تطوير السلع التي يقدمها النادي لمشجعيه. أي شيء يتم بيعه من قمصان، أوشحة وقبعات صارت لها لمسة جديدة تتماشى مع العصر الحالي لكرة القدم، ومعها لمسة فكاهية من رينولدز نفسه، مما يجعلها سلع أسهل للبيع لكي تدخل الأموال إلى خزانة النادي الذي يستهدف الوصول إلى مستوياتٍ أفضل، سواءٌ على صعيدٍ كروي أو اقتصادي.
يمكن الزعم بأن منصة ريان رينولدز الشخصية هي السبب الأكبر في كل هذا. رئيس النادي هذا استطاع أن يحصل على عقود رعاية من تيك توك كراع أول ومن ماكرون كمصنعٍ لقميص النادي، وهذا يوضح سرعة الصاروخ الذي يطير به النادي الذي قام لتوه بالإعلان عن مشاركته في مبارياتٍ مع أندية أكبر، وعلى رأس هذه القائمة مانشستر يونايتد في مباراةٍ تم الإعلان عنها من خلال المالكين والسير أليكس فيرجسون بنفسه.
ينتظر ريان رينولدز وتنانينه الحمراء مبارياتٍ من عيارٍ أثقل في الموسم القادم، والعيون صارت تراقب النادي الذي تم تغطية رحلة صعوده من خلال منصاتٍ رياضية كبيرة مثل سكاي سبورت وبي تي، فهل سيفي ديد بول بوعوده للفريق الأكثر تتويجاً بكأس ويلز؟ القدر سيحدد ويجيب على هذا السؤال قريباً!
ليس الأول، لكنه بالتأكيد الألمع
ريان ليس أول ممثل أو شخصية مشهورة يقوم بشراء نادي لكرة القدم. هناك أيضاً ليبرون جيمس الذي يمتلك حصته من أسهم نادي ليفربول، وهناك ويل فيريل أو "أنكور مان" الذي يمتلك أسهم أيضاً في نادي لوس أنجلوس لكرة القدم. ألمع هذه الأسماء وأكثرها تأثيراً أيضاً ليس ريان رينولدز، بل إيلتون جون.
مغني الروك الإنجليزي اشترى أسهم في نادي واتفورد وترأسه أيضًا. أخذ النادي من الدرجة الرابعة إلى الدرجة الممتازة، بل وكان الثاني في الترتيب عند نهاية 1983 بعد ليفربول الذي فاز بالدوري وقتها وسلم النادي في 1987 بعد أن أتم المراد، وتكريماً لجهوده تم تسمية الجزء الشرقي من الملعب باسمه.
