23-ديسمبر-2015

فيصل سمرة/ السعودية

الحيوان

نوفمبر
الشهر الوحيد في السنة الذي لا يقصر أظافره
النافر على مدى ثلاثين يومًا
كقطة حصرتها في زواية غرفة مغلقة
تنمرت 
وأنت كعادتك لا تعرف كيف تفتح الباب في المساءات
وتجهل لغة هذا الحيوان 
نوفمبر كريه مثل أمريكا 
خانق
أعفن من رائحة جوارب وحذاء رياضي مهترىء لصبي في الرابعة عشرة بعد المباراة 
وأسوأ من أي أغنية لجواد العلي 
بارد ومزعج
يجعلك تحمي عزلتك بسكاكين
وتتحادث مع أسماء بنات مستعارة في الفيسبوك
هن أولاد
أو ترسل بأغنية في لحظة ثمل إلى فتاة تعرفها لتشاركك النشوة والجمال لا أكثر 
ولا تفتحها حتى
وهي التي جاءت إلى التشات أول مرة كمرجام الغيب
وأنت تتعاصد مع حوثي في منشور لك 
تحاول تهجيعه التقلاب 
وقالت ممكن نتعرف؟
جاعلًا من هذه الحماقة الصغيرة 
شيئًا وددت لو ابتلعتك الأرض على اقترافه
سأخرش وجه المرأة التي تعتبرني سخيفًا
أعرفه من سوء الفهم الكبير الذي يحدث من قبل الأصدقاء
وتساقط شعري على شاشة الآيباد التي تمتلئ به 
كأنها خرجت من الكتاب الذي أقرأه
من حك مؤلفه لشعره وهو يحاول صياغة الفكرة بشكل مناسب
أعرفه من نومي الذي لا يسمع المنبه
والشمس التي تخمد رأسي ظهرًا عندما أنزل لشراء القات
وأعود مقهورًا من جودته السيئة وثمنه المرتفع 
أعرف نوفمبر هذا الحيوان 
البغيض
بطل ملاكمة.

زينة الحياة الدنيا 

توجعني وأوجعها
شذاي وجيفتي
علتي وزينتي 
علتي وفضيحتي 
أسهر عليها 
وأخرج لملاحقتها بالرصاص في الشوارع 
تبقى في كل الأحوال فلذات كبدي
النصوص فلذات كبدي 
قرودي
أتمنى لها ما يتمنى المرء لأبنائه
وأن يحفظها بعد أن أموت.

التكوين 

عليم خبير 
كان يعرف أنه إذا بقينا هناك 
هذه السلالة المزعجة من البشر
سيصاب بالسكر
ويُعمى مع الوقت 
ولهذا قام باختراع حيلة التفاحة هذه 
وورقة التوت
كي يجد مبررًا له أمام المخلوقات 
لطرد آدم من الجنة

إلهي 
يا من سهى في تكويننا قليلًا
بسبب ثقته العمياء في الملائكة
التي غلطت في المقادير
وهي تجمع من الأرض التراب
الذي جُبلنا به 
حرام.

الجمعة

من أين تأتي الأخبار والأحداث يوم الجمعة وهو عطلة
دعك من أخبار النهار 
ومن أخبار الليل إن أردت 
قل لي فقط بالـ عاجل 
في مساء يوم الجمعة الإجازة من أين يأتي 
من أين تأتي الأخبار يوم الجمعة 
دعك من أين تأتي الأخبار يوم الجمعة
والفجر والغسق والعاجل والبائت 
قل لي بربك من أين يأتي يوم الجمعة نفسه
لماذا الذبيحة حمار؟

القات السيئ

يقول لك القات الشمات سامحني
وأنت تقول له عادي يا رجل مابش حاجة 
تشرب له ترمس الماء المعتاد 
ومخصص السجائر 
وتواصل مضغه إلى بعد المغرب 
وأنت تهمهم له وتبتسم 
حتى إذا ما أزلته
وبدأت تتلخم ما علق منه في الحلق
أخرجت من صدرك رشاش غيض
وشتائم 
يبدأ بهمدان وخولان وأرحب
وينتهي عند 
عند من ينتهي؟
لا ينتهي عند أحد
مقاوتة
وبلد 
وأصدقاء
وقضية فلسطينية
وأهل
وسياسيين
وكتّاب
والجميع 
حتى نانسي عجرم تطالها النيران 
لأنها مدري كيف لابسة اليوم.

اقرأ/ي أيضًا:

تميمةٌ لشجرةِ المانجُو‬

صارت مثلي تشرب الشاي البارد