03-سبتمبر-2016

الناشط عماد أبو شمسية في قاعة محكمة إسرائيلية

لا يجد الناشط عماد أبو شمسية من يشكو له تهديدات بالقتل يتلقاها من قبل مستوطنين، منذ توثيقه بكاميرا فيديو لحظة إطلاق الرصاص على رأس الشهيد عبد الفتاح الشريف في الخليل خلال شهر آذار/2016، عندما كان مصابًا، ما أدى لاستشهاده على الفور، وهي اللقطة التي أثارت جدلًا واسعًا ودفعت سلطات الاحتلال لتقديم الجندي القاتل للمحاكمة، وسط احتجاجات مستوطنين.

عماد أبو شمسية ناشط في جمعية "بتسيلم" الحقوقية، ومنسق تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان في فلسطين، يعيش مع زوجته وأبنائه الخمسة (3 أولاد وبنتين) في تل ارميدة بالخليل، متوقعين أن يأتيهم الموت في أي وقت ومن كل مكان، وذلك منذ الرابع والعشرين من آذار الماضي، بعد أن وثق عماد جريمة إعدام الشهيد الشريف.

يتلقى ناشط فلسطيني تهديدات بالقتل من مستوطنين لكن شرطة الاحتلال رفضت استقبال شكوى منه وهددته بالاعتقال

وهاجم مستوطنون بعد ساعات من انتشار الفيديو منزل عماد أبو شمسية؛ وتوعدوه بالقتل حرقًا كما فعلوا بعائلة دوابشة في نابلس العام الماضي، كما كرروا هذه الهجمات من حين لآخر، إذ كانوا في كل مرة يكيلون له الشتائم ويطالبونه بالخروج لمواجهتهم ويتوعدونه بالموت.

ورغم التهديدات يواصل أبو شمسية جهوده لفضح جرائم الاحتلال، كما أدلى بشهادته أمام محاكم الاحتلال قبل أسابيع، مؤكدًا أن الشهيد الشريف تعرض للإعدام بدم بارد دون أن يشكل خطرًا على أحد، في الوقت الذي كان إنقاذ حياته ممكنًا لو لم يتم إطلاق الرصاص عليه.

اقرأ/ي أيضا: علم الجينات يوجه الضربة القاضية لإسرائيل

ويقول أبو شمسية لـ "ألترا صوت" إن التهديدات تصاعدت مؤخرًا وتنوعت بين مقطع فيديو تحدث فيه مستوطنون موجهين شتائم بذيئة له، وتصميم ملصق تم فيه دمج صورته الشخصية مع شعار منظمة "كاخ" اليهودية وتهديده بالقتل، هذا إضافة لرسائل من حسابات شخصية وصلته على حسابه عبر موقع "فيسبوك"، تضمنت تهديدات بالقتل وشتائم.

وتوجه أبو شمسية أيام الأحد والإثنين والثلاثاء (28/29/30) من الشهر الماضي (آب) إلى مركز لشرطة الاحتلال في الخليل، لكن الشرطة منعته من دخول مقرها وتقديم شكوى ضد من يهددونه، قبل أن يطرده ضابط في اليوم الثالث ويهدد باعتقاله إن لم يغادر المكان، حسب ما أفاد به أبو شمسية وأكدته "بتسيلم".

ونتيجة لذلك، فقد كلف أبو شمسية محاميًا إسرائيليًّا برفع دعوى الخميس الماضي، وزوده بكافة الوثائق التي تثبت تهديدات المستوطنين؛ وبإفادته حول امتناع شرطة الاحتلال عن التحقيق في التهديدات، كما تقدم بشكوى لدى الارتباط العسكري الإسرائيلي أيضًا، معلنًا أنه لن يقف مكتوف اليدين أمام تهديدات المستوطنين رغم قناعته بعدم عدالة القضاء الإسرائيلي.

ويقول أبو شمسية، إنه لا يشعر أبدًا بالأمان على نفسه ولا أطفاله في تل ارميدة المحاصرة بالاستيطان ونقاط جيش الاحتلال، لكنه لن يغادرها مهما كان الثمن، مضيفًا، أن عددًا من المستوطنين تجمعوا ليلة أمس على سطح منزله في وقت متأخر من الليل، ما جعل العائلة تعيش وقتًا من القلق الشديد من تطور التجمع لهجوم عنيف تحت أنظار الجيش الذي لا يحرك ساكنًا.

وتصف محامية "بتسيلم" غابي لاسكي رفض شرطة الاحتلال استقبال شكوى أبو شمسية بأنه سلوك خطير يبلغ حدّ ارتكاب مخالفات تأديبية خطيرة، ومخالفة جنائيّة تتّصل باستغلال سلطة الوظيفة.

ويشير أبو شمسية إلى أنه أبلغ الارتباط الفلسطيني منذ اليوم الأول بتهديدات المستوطنين وطالبهم بحمايته، لكنه لم يتلق منذ حين أي اتصال من أي شخصية أو جهة رسمية بعد ذلك، ويضيف، "مفش حدا سائل يا عمي".

اقرأ/ي أيضا: كيف يساهم "مناهضو التطبيع" في تفتيت الإجماع ضده؟

اقرأ/ي أيضا: جاهة وكنافة في سجن نفحة!