17-سبتمبر-2016

إذا اضطرت كلينتون إلى مغادرة السباق الانتخابي فإنه سوف يكون على اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي أن تجتمع مجددا لتقوم بتلك العملية من البداية (Getty)

منذ أن غادرت مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون مراسم إحياء ذكرى ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر مبكرًا لإصابتها بإغماءة، وما أعقب ذلك من إعلان إصابتها بالتهابٍ رئوي وتوقفها عن المشاركة في حملتها الانتخابية حسب نصيحة فريقها الطبي، لم تتوقف التكهنات عن وضعها الصحي واحتمالية تأثير ذلك على حظوظها في الفوز بمنصب الرئاسة.

إذا اضطرت كلينتون إلى مغادرة السباق الانتخابي فإنه سوف يكون على اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي أن تجتمع مجددًا لتقوم بتلك العملية من البداية

ورغم استئناف كلينتون لحملتها بعد ثلاثة أيام من الراحة إلا أن الشكوك التي ألقت بظلالها على حالتها الصحية ظلت قائمة، خاصةً مع استغلال حملة منافسها الجمهوري دونالد ترامب لما حدث في دعايته الانتخابية. في التقرير التالي أهم الأسئلة التي تداولها الإعلام فيما يتعلق بقدرة كلينتون على استكمال السباق الرئاسي.

اقرأ/ي أيضًا: السودان وإسرائيل.. المصالح المشتركة للأعداء

ماذا إن أعاق الوضع الصحي كلينتون عن استكمال حملتها الانتخابية؟

حسب صحيفة الإندبندنت البريطانية، يوجد لدى الحزب الديمقراطي قواعد تحدد كيفية التصرف في حال ما إذا أصبح مرشحه للرئاسة غير قادر على استكمال حملته وأداء مهامه على نحوٍ غير متوقع.

لكن تلك الإجراءات لا يمكن اتخاذها إلا إذا قرر المرشح، وهو كلينتون في هذه الحالة، الانسحاب من السباق الانتخابي. لا يمكن للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، وهي الهيئة الحاكمة للحزب، أن تعلن من تلقاء نفسها أن المرشح لم يعد صالحًا.

كيف سيتصرف الحزب الديمقراطي؟

ظلت عملية اختيار المرشح الرئاسي ثابتة إلى حد كبير منذ هزيمة جورج ماكجفرن الساحقة على يد ريتشارد نيكسون عام 1972، حسب موقع ناشونال إنترست الأمريكي. تقوم الولايات بعقد منافساتها (سواء كانت انتخاباتٍ تمهيدية أو مؤتمراتٍ حزبية) ويتم تنصيب أول مرشح يحصل على عددٍ معين من أصوات المندوبين (ومن بينهم كبار المندوبين) مرشحًا للحزب للانتخابات الرئاسية. يشبه الأمر 50 انتخاباتٍ تمهيدية في واحدة، حيث يكون المصوتون الديمقراطيون مشاركين فاعلين في العملية إلى جانب كبار مسؤولي الحزب. يتم لاحقًا إضفاء الصفة الرسمية على القرار خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي.

إذا اضطرت كلينتون أو أي مرشح ديمقراطي آخر إلى مغادرة السباق الانتخابي، فإنه سوف يكون على اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي أن تجتمع مجددًا لتقوم بتلك العملية من البداية. تتكون اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي من 200 عضو، يختارهم أعضاء الحزب الجمهوري في جميع الولايات الخمسين بالإضافة إلى رئيس الحزب ونائبه في كل ولاية. إلا أنه هذه المرة سوف يتم استبعاد أعضاء الحزب الديمقراطي العاديين، حيث تقع مسؤولية إيجاد بديل على عاتق اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، والتي تلقت الكثير من الانتقادات خلال حملة هذا العام. الفقرة الأولى من المادة الثالثة، وهي التي تمنح اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي تلك السلطة، واضحة إلى أكبر حدٍ ممكن: "ينبغي أن تتحمل اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي مسؤولية الحزب بين المؤتمرات الوطنية... تتضمن تلك المسئولية...شغل المناصب الشاغرة في الترشيحات لمنصب الرئيس ونائب الرئيس".

عندما يحدث فراغ، يدعو رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي إلى جلسةٍ طارئة أو خاصة للجنة الوطنية للحزب. من أجل أن يكون قرار اختيار المرشح الجديد ملزمًا، يجب على أغلبية أعضاء اللجنة على الأقل حضور الجلسة. من تلك الأغلبية التي ستحضر، يتم اختيار مرشح من قِبل أغلبية الأصوات التي يتم الإدلاء بها. يعني هذا، نظريًا، أنه يمكن لمرشحٍ بديل الفوز بالترشيح بحصوله على 25% من أصوات أعضاء اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي.

اقرأ/ي أيضًا: تركيا ومعركة الرقة.. التحالفات الهشة

هل يعني ذلك تصعيد المرشح لمنصب نائب الرئيس ليصبح هو المرشح الرئاسي؟

لا، لن يحصل السيناتور تيم كاين على أي اعتبارٍ خاص، وإنما يمكن للجنة اختيار مرشحٍ رئاسي آخر والإبقاء على كاين مرشحًا لمنصب نائب الرئيس.

إذن، من يمكن أن يتم اختياره كبديل؟

قد تعتقد أن اختيار شخص أصغر سنًا من كلينتون أو ترامب، الذي يبلغ من العمر 70 عامًا، ربما يكون اختيارًا ذكيًا. لكن حتى الآن لا يوجد سوى اسمين في الأفق، وهما بيرني ساندرز، السناتور عن ولاية فيرمونت الذي نافس كلينتون بشراسة خلال الانتخابات التمهيدية، ونائب الرئيس جو بايدن، والذي درس الترشح للرئاسة لكنه تراجع في النهاية. يبلغ الاثنان من العمر 75 و73 عامًا على الترتيب.

هل حدث ذلك من قبل؟

الإجابة: لا. لكن حدث مرتين من قبل أن اضطر الحزبان الجمهوري والديمقراطي إلى استبدال مرشحيهم لمنصب نائب الرئيس. كانت الأولى عام 1912، عندما توفي جيمس شيرمان واجتمعت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري لمناقشة اختيار بديل (لم يحدث ذلك فرقًا، لأنه تم عقد الاجتماع بعد أن مر يوم الاقتراع وفاز الديمقراطي وودرو ويلسون). حدث ذلك مجددًا عام 1972، عندما صوتت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي لصالح استبدال توماس إيجلتون بعد استقالته كنائب للمرشح الرئاسي جورج ماكجفرن.

لماذا يفضل عدم اللجوء إلى مثل ذلك الإجراء؟

هناك إجابة بسيطة لذلك: لأنه غير ديمقراطي بدرجةٍ كبيرة. بدلًا من أن يذهب الأمريكيون إلى أماكن الاقتراع ويدلو بأصواتهم لاختيار مرشحٍ للمنصب، يُمنح مسؤولو الحزب حقًا حصريًا بتصعيد شخصٍ ليصبح مرشحًا رئاسيًا. يشبه الأمر تصويت المندوبين الكبار واستبعاد المندوبين العاديين (والذين يجب عليهم التصويت حسب نتائج الانتخابات التمهيدية في ولاياتهم). سوف يكون بيرني ساندرز غاضبًا، وسيجد الأمريكيون العاديون الأمر برمته يفوح بالنخبوية. وسوف يكونون محقين: إذا توفي مرشحٌ رئاسي أو اضطر إلى الانسحاب لسببٍ أو آخر فإن المرشح البديل سيكون نتاج صنع المؤسسة.

ماذا إذا أصيب المرشح الرئاسي أو توفي بعد انتخابات الثامن من نوفمبر؟

يعتمد الأمر على توقيت حدوث ذلك. إذا أصبح رئيسٌ منتخب غير قادر على أداء عمله بعد يوم الاقتراع لكن قبل أن يصدق المجمع الانتخابي على نتيجة التصويت -وهو ما لا يحدث فوريًا بعد الانتهاء من فرز الأصوات- فإنه يمكن للمجمع الانتخابي إعلان أيًا من يريده رئيسًا. لكن إذا حدث ذلك بعد أن صدّق المجمع الانتخابي على فوز المرشح بالانتخابات لكن قبل توليه منصبه فإن نائب الرئيس يصبح هو المنتخب لمنصب الرئيس.

اقرأ/ي أيضًا: 

حزب التحرير... امتحان للجمهورية الثانية في تونس

الهجمة السعودية المرتدة على الأزهر