25-مارس-2017

فلاديمير بوتين خلال استقباله للمرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان (مايكل كليمينتيف/أ.ف.ب/Getty)

في خطوة مفاجئة، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرشحة اليمينية الفرنسية مارين لوبان، ومن المتوقع أن يعزز هذا الاستقبال المخاوف الأوروبية من الدعم الروسي لليمين المتطرف في الغرب، وذلك بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.

استقبال بوتين للمرشحة الفرنسية المتطرفة مارين لوبان، يعزز المخاوف من تدخلها في الانتخابات الفرنسية مثلما فعلت في دعمها لترامب

وقال بوتين لمارين لوبان إن روسيا لا تعتزم التدخل في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، رغم أن الاجتماع نفسه يرسل رسالة عكس ذلك.

اقرأ/ي أيضًا: كيف ينظر المرشحون لرئاسة فرنسا إلى أوروبا؟

وأضاف بوتين "إننا لا نريد التأثير على الانتخابات بأي شكل، ولكننا نحتفظ بحقنا في الاجتماع مع مختلف القوى السياسية، مثلما يفعل شركاؤنا الأوروبيون والأمريكان".

وكانت لوبان قد سافرت إلى موسكو، بدعوة من عضو في البرلمان لعقد اجتماعات في البرلمان الروسي، ولم يكن متوقعًا أن تلتقي بالرئيس الروسي، لكن، وعلى الرغم من ذلك، بمجرد أن انتهت لوبان من اجتماعاتها في البرلمان، ظهرت في التلفزيون داخل الكرملين.

وقال بوتين للوبان إنه "بالطبع سيكون من المثير للاهتمام تبادل وجهات نظرنا حول العلاقات الثنائية بين البلدين، وأيضًا حول الحالة التي تتطور في أوروبا"، وأضاف بوتين " وأنا أعلم أنك تمثلين قوة أوروبية تنمو بسرعة".

وفي تصريحات عقب اجتماعها مع بوتين، صرحت لوبان أن بوتين يمثل "دولة ذات سيادة" و"رؤية جديدة". وأضافت لوبان أنه "قد برز عالم جديد في السنوات الماضية، عالم فلاديمير بوتين، وعالم دونالد ترامب في الولايات المتحدة، وعالم "مودي" في الهند، وأنا أعتقد أنني من يشارك هذه الدول الكبيرة في رؤيتها للتعاون، وليس رؤية تابعة طالما عبر عنها الاتحاد الأوروبي".

وقالت صحيفة الجارديان إن الدعم الروسي لمارين لوبان، له جذور مماثلة للدعم الذي حظي به دونالد ترامب من نفس الدولة. وفي الحالتين  كان هناك خطاب داعم لموسكو، التي تهدف بشكل كبير إلى دعم مرشح "الفوضى" الذي من المحتمل أن يفتت الوحدة الأوروبية حول قضايا مثل العقوبات ضد روسيا.

ويذكر أن لوبان قد أيدت علنًا ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وأعربت في مناسبات عدة عن إعجابها ببوتين.

وكانت رسائل بريد إلكتروني مسربة، قد أظهرت أن مارين لوبان أخذت قرضًا من بنك روسي عام 2014، وذلك لتدعم المواقف الروسية علنًا. ورغم نفي لوبان لهذه التسريبات، ولكنه ليس سرًا أن حزبها "الجبهة الوطنية" قد تلقى قروضًا من بنوك أجنبية وذلك لأن المؤسسات المالية الفرنسية رفضت دعم حملته الانتخابية للرئاسة.

وصرحت لوبان يوم الجمعة الماضي، أن موضوع الدعم المالي الروسي لحملتها لم يتم ذكره في لقائها مع بوتين، كما أكدت مجددًا على موقفها من أنها سوف تسعى إلى رفع العقوبات الأوروبية على روسيا حال فوزها بالرئاسة.

اقرأ/ي أيضًا: ماكرون يتصدر السباق الرئاسي الفرنسي لأول مرة

وفي وقت سابق من نفس اليوم، دعت لوبان كلا من روسيا وفرنسا للعمل سويًا لإنقاذ العالم من "العولمة والأصولية الإسلامية"، وهما من أهم القضايا التي تركز عليها لوبان في حملتها. وأضافت لوبان "أنا امرأة حرة، لا أريد أن أكون خاضعة لروسيا، ولا خاضعة للولايات المتحدة".

كما قالت لوبان "نحن في فترة تشهد تصاعدًا كبيرًا لنظريات المؤامرة، بمجرد حدوث شيء خاطئ، يتم اتهام روسيا بارتكابه، هذه الاتهامات تجعلني أبتسم".

جدير بالذكر، أن استطلاعات الرأي الأخيرة في فرنسا، تشير إلى أن كل من مارين لوبان والمرشح الوسطي المستقل إيمانويل ماكرون سوف يمران من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم 23 نيسان/إبريل المقبل، ليواجه أحدهما الآخر في الجولة الثانية والنهائية من الانتخابات يوم 7 آيار/مايو المقبل.

اقرأ/ي أيضًا: 

انتخابات فرنسا.. مصائب فيون لا تأت فرادى