29-مارس-2016

تمام عزام/ سوريا

أعداء لك يضحكون 

أقول إنّ من يصرخون هم في شقة مجاورة 
حتى لو كان الصراخ طالعًا من صدري
حتى لو كانت قدمي هي الخسارة 
فمن الجنون أن أقول إنه العالم الذي خسر قدمًا كهذه
إنه العالم يحصي خسائر أنا من بينها
كأنك غصن ينكسر في غابة مجهولة كثيرة الأصوات. 

أرسِلوا المواساة إلى شقة مجاورة 
لا يصدر عنها صوت 
مهلًا
يمكن أن تتلقّوا كلمات الشكر في المقابل 
أرسِلوا 
واستقبِلوا في المقابل ما تحبون.

عن نفسي أنا أختنق
وأود لو أحجز حصتي من الهواء قبل تسميمها
من الضحك قبل أن تقطّب الحياة وجهًا لا جروحًا بليغة 
من النهوض مرة أخرى دون أن أفلس من المحاولات أو أعدُّها

أعداؤك يضحكون في شقة مجاورة 
بهذه العبارة يمكن أن تطرد الألم 
أن تقذف به إلى يوم آخر 
أن تركض بينما أنت لا تستطيع ذلك 
لكنّ أعداءك يضحكون.

لم يعد البيت كبيرًا للاختباء

استراحة قصيرة من عالم الكبار
هذا ما أحتاجه
لا أريد أن أحبس نفسًا لأنجو
لا أريد أن أقطع الطريق على رجل يبتسم لخسارة آخرين
وخسارتهم لا تعني أن يجربوا للمرة الثانية
كما لو كانوا يلعبون ليبتسم كل في دوره.

لم يعد البيت كبيرًا للاختباء
لست مسؤولًا عن سلامة من أحبهم
أتمنى أن أصرخ بهذا
لا أريد أن أتفقد الأبواب جيدًا 
أن أتفقد أحوال الشيطان.

تمنيت أكثر من هذا
أن يخطفني الأطفال 
فلا أقول أنّ أحدًا ما سرق اليوم مني
ولا أتحدث عن العالم خارج الملعب الصغير
سأخسر جولة فقط
ثم إنّ أحدًا لن يقول عن خسارة عمر كامل
كما يتحدث الكبار.
 

البراميل تطير في الهواء

بحياتي لم أتصور أنّ برميلًا يمكن أن يطير في الهواء
أنّ حيوانات يمكن لها أن تحرك الحروب
وأنني أتقدم في العمر بلا فائدة 
إنهم يحصون عدد الموتى 
دون أن يضيفوا عدد من توقفوا عن الحياة 
أنا أيضًا كدت أن أتوقف 
لو أنّ كائنات الشر توقفت عن الضحك 
لا أتصور جريمة أكبر من العزلة 
جريمة العالم أن تبدو الغرفة أكثر اتساعًا
جريمة الحياة أنها لم تتحرك إليّ بأخبارها الحلوة 
وجريمتي أنا إذ لم أحدّث الناس عن عالم آخر 
جريمة الناس أنهم لن يصدّقوا 
بينما البراميل تطير في الهواء

اقرأ/ي أيضًا:

لم يفت الأوان بعد!

ما بعد الخامس عشر من تموز