16-أبريل-2016

السيسي (Getty)

استطاع السيسي ومعاونوه أن يتحكموا بشكل كبير في الخطاب الذي تتناوله المؤسسات الصحافية والقنوات الفضائية عبر استخدام الترهيب والتجنيد، خصوصًا أن بعض الإعلاميين والصحفيين يبحث عن مثل هذه العلاقات ويتباهى بها، لدرجة أن بعضهم كان يرسل له المقالات لكي ينشرها باسمه، وفي بعض الأحيان من خلال إعطاء التعليمات لمالك المؤسسة الإعلامية بنشر ما يرغبون في بثه ونشره لعموم الشعب.

رغم التحكم والسيطرة على المنابر الإعلامية إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل مصدر إزعاج مستمر للسيسي وسلطته

رغم التحكم والسيطرة على المنابر الإعلامية إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي تشكل مصدر إزعاج مستمر للسيسي وسلطته، بسبب غياب سقف أو محاذير لمستوى ما يتم تداوله عليها، وتتمتع بمساحة حرية لا تعرف الوصاية الفكرية والرؤى والتفضيلات الأحادية، وتقع خارج صندوق المحظور والممنوع، وفي مثل هكذا حال كان بالنسبة للسيسي ومعاونيه التدخل من أجل إنشاء لجان إلكترونية تدافع عنه وتهاجم معارضيه، وتم إنشاء تلك اللجان بواسطة مكتب السيسي و"جهات سيادية" تخلت عن حيادها ووظائفها الأساسية، وجعلت من نفسها أذرع تنفذ تعليمات مؤسسة الرئاسة!

اقرأ/ي أيضًا: إخوان الأردن.. شمع أحمر على المقر العام

وقاموا بتوظيف بعض الشخصيات التي سبق لها وعملت في مجال الصحافة والإعلام إلى جانب بعض العناصر الشبابية التي تم تجنيدها واختيارها، ليكونوا بعد ذلك مجرد لجان مؤدلجة ومبرمجة تهدف إلى نشر واستخدام كل ما هو مشروع وغير مشروع دفاعًا عن سلطة السيسي.

هي لجان تهدف إلى مخاطبة عقول تسهل السيطرة عليها وإقناعها، ليجعلوها لا تصدق إلا ما ينشرونه، وهم يتلاعبون بالشعارات الوطنية ويجعلون منها أسماء لصفحاتهم وجروباتهم، ليستغلوا الناس ويجمعوهم حولهم لكي يمدوهم بالمعلومات المغلوطة.

اقرأ/ي أيضًا: الجزائر- فرنسا.. عواطف مفخخة

مثال على ذلك، في قضية الجزر تيران وصنافير التي كانوا يرددون أنها سعودية لمحاربة من يؤكدون أن الجزر مصرية، نشروا أكذوبة أن السيسي قال الجزر سعودية لكي يخرجها من معاهدة كامب ديفيد ويخنق إسرائيل، فأكاذيبهم وأخبارهم المزيفة ليس لها حصر، والإشاعات والإساءة سلاح يستخدمونه كثيرًا. 

من الضروري أن يقف الجميع حصنًا منيعًا ضد مؤامرة لجان السيسي الإلكترونية التي تحاول عزل عقول البعض عن الواقع

وللأسف من يتبعهم من عديمي التفكير المستقل والقدرة المعرفية، وفاقدي الوعي أصبحوا أدوات معبأة بالغلو والتطرف والتضليل والتزييف ويجيدون النبذ والإقصاء واحتكار الوطنية، ويعتبرون ما يفعلونه من إساءات وانفعال لفظي وكراهية وتلفيق وادعاء الحقيقة عمل وطني في غاية البطولة والشجاعة!

وفي خطاب السيسي بتاريخ 13 نيسان/أبريل قال: "إن في حروب وكتائب إلكترونية وقصة كبيرة بتتعمل"، ووصف الإعلام أنه يروج لكل ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدث" أنا ممكن بكتيبتين أدخل على النت وأعملها دائرة مقفولة، والإعلاميين ياخدوا أخبار وشغل منهم"، وهنا السيسي وهو يستخدم لفظ الكتائب الإلكترونية بدلًا من اللجان يزايد ويتهم الآخرين وكأنه لا يفعل ذلك، وبعيدًا عن أي شيء فالأغلبية العظمى من الذين يعارضونه لا يمكن توصيفهم واختصارهم بلفظ كتائب كما فعل، ومن الملاحظ أن بعد كلامه اللجان الإلكترونية الداعمه له شهدت نشاطًا مكثفًا لترد على أكثر من "هاشتاج" ضده مثل ارحل، وقامت بإطلاق أكثر من هاشتاج يدعمه.

من الضروري أن يقف الجميع حصنًا منيعًا ضد لجانه، أو كتائبه، الإلكترونية، وأن يتم رفض مؤامرتهم التي تحاول عزل عقول البعض عن الواقع، خصوصًا أن من المضحك بعض الشخصيات التي لها تاريخ في العمل السياسي الآن تردد وتنشر ما تطلقه تلك اللجان، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث واكتشاف مصداقيته، فالشراذم المملوءة بالغباء والغفلة لن تنفع أحد، وسلوكيات الانغلاق لن يكون لها وجود والرهان على الوقت!

اقرأ/ي أيضًا: 

حلم أردوغان يأن يصير حافظ الأسد التركي

يسقط يسقط حسني مبارك.. تاني