29-نوفمبر-2016

يجب على فيون أن يثبت مستقبلًا قدرته على أن يكون رئيسًا لكل الفرنسيين (شسنو/Getty)

لم تتحقق المفاجأة يوم الأحد الفارط وذلك حينما فاز المرشح فرانسوا فيون بترشيح التيار اليميني الفرنسي بعد حصوله على قرابة 70% من الأصوات في الدورة الثانية على حساب منافسه آلان جوبي. وقد تناولت الصحف العربية والدولية فوز فيون باهتمام كبير حيث يُنظر إليه على أنه الأوفر حظًا للفوز بالانتخابات الرئاسية في مايو/أيار القادم في ظلّ تراجع شعبية الرئيس الحالي فرانسوا هولاند.

فاز فرانسوا فيون بترشيح التيار اليميني الفرنسي بعد حصوله على قرابة 70% من الأصوات في الدورة الثانية

وقد وصفت صحيفة "الشروق" الجزائرية فيون بأنه "أحد ممجّدي الاستعمار"، وأضافت بأنه من أكبر رافضي أي خطوة نحو الاعتذار عن جرائم الاستعمار "وأكثر من ذلك فهو ممن يمجدونه". حيث ذكّرت الصحيفة بإحدى خطاباته في الصيف الفارط حينما توجه لأنصاره "عليكم أن تفخروا بتاريخ فرنسا، لأنها أرادت أن تتقاسم ثقافتها وحضارتها مع شعوب أفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية".

اقرأ/ي أيضًا: فرنسوا فيون في الإليزيه.. من يدري!

كما وصفت صحيفة "الخبر" الجزائرية فيون بعد فوزه بالدورة الأولى بأنه "مرشح غامض بالنسبة إلى الجزائر" بما أنه لم يزرها سوى مرة واحدة في سنة 2008 كرئيس للحكومة الفرنسية التي استمر فيها 5 سنوات كاملة وذلك على عكس منافسه جوبيه، الذي زار الجزائر في الربيع الفارط واستقبله رئيس البلاد بوتفليقة. وقد وصفت صحيفة "الخبر"، واسعة الانتشار، فيون بأنه "راديكالي" بخصوص نظرته للإسلام، كما ذكّرت بتصريح سابق له حينما قال "الاجتياح الدموي للشمولية الإسلامية في حياتنا اليومية يمكن أن يتسبب في حرب عالمية ثالثة".

من جانبها، نشرت صحيفة "النهار" اللبنانية مقالًا حول فيون بعنوان "من السيد -لا أحد- إلى سيد الإليزيه". وقالت الصحيفة إنه "خلافًا لساركوزي وجوبيه، ليس في ملف فيون قضايا فساد أو ملاحقات قانونية، وهو ما يصعّب على خصمه، أيًا كان، تحدي نزاهته". كما قالت إنه استطاع تغيير مسار النقاش الانتخابي في فرنسا حينما اعتبر أن "جوهر مشكلة فرنسا تتعلق بالبطالة قبل أي شيء آخر". من جهتها، وصفت صحيفة "العرب" اللندنية فيون الفائز بأنه "ليبرالي مؤيد للحلول الصادمة من أجل تقليص دور الدولة في الاقتصاد ويتبنى برنامجًا اجتماعيًا محافظًا".

وفي الصحافة الدولية، كتبت صحيفة "كوري ديلا سيري" الإيطالية أن فيون هو الأوفر حظًا كي يصبح الرئيس القادم لفرنسا. وهو نفس ما ذهبت إليه صحيفة "الغارديان" البريطانية، التي قالت إنه وإن كانت التوقعات ترجح مرور مارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف، إلى الدورة الثانية فإن "فيون هو الأوفر حظًا للانتصار عليها في السنة القادمة".

اقرأ/ي أيضًا: مرشحا اليمين الفرنسي.. نقاط الاختلاف والاتفاق

من جهتها، وصفت صحيفة "دي فيلت" الألمانية فيون بأنه "ليبرالي محافظ كاثوليكي"، وأضافت بأن "مواقف الجمهوريين من الإسلام والتيار الإسلامي هي قريبة من الجبهة الوطنية". وقالت صحيفة "دي زيلت" الألمانية كذلك أن اليسار يتهم فيون بأنه "تقليدي تم تجاوزه"، فيما يتهمه اليمين المتطرف بأنه يريد "تهديم الدولة"، وتناولت الجريدة استراتيجية لوبان من أجل جذب أصوات من اليسار استعدادًا لمعركتها أمام فيون في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية.

حذرت "تيلغراف" البريطانية مما أسمته "الغضب ضد المؤسسة"، معتبرة هذا الغضب أخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وجعل ترامب رئيسًا

وحذرت صحيفة "تلغراف" البريطانية مما أسمته "الغضب ضد المؤسسة"، وأضافت بأن هذا الغضب أخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وجعل ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، وربما قد يجعل لوبان رئيسة لفرنسا "وإن كانت الاستطلاعات لا ترجح ذلك الآن".

وفي هذا الجانب، قالت صحيفة "لوتون" السويسرية إن فرانسوا فيون لا يجب أن يحلم بالإليزيه بالاكتفاء بديناميكية الانتخابات التمهيدية، واصفة إياه بأنه يريد "الفصل والجمع في نفس الوقت". ودعته الصحيفة إلى أن يثبت مستقبلًا قدرته على أن يكون رئيسًا لكل الفرنسيين وليس لأنصار اليمين فقط.

من زاوية أخرى، عنونت صحيفة "لوسوار" البلجيكية "وأين اليسار من كل هذا؟". وذكرت "لوتون" السويسرية، في نفس الاتجاه، بأن اليسار الفرنسي يعاني من "تشظٍّ كبير وانقسامات واسعة في ظل الانخفاض القياسي في شعبية الرئيس فرانسوا هولاند".

اقرأ/ي أيضًا: 

اليمين الفرنسي ينادي فيون من بعيد: فخامة الرئيس!

السباق نحو الإليزيه.. انشقاقات وفضائح فساد وشعبوية