31-مارس-2016

رندا مداح/ سوريا

لا شيء يعادل الكتابةَ عن الحب
عن الموتِ في آفاق أشباحه
عن العبث يمتصُّ دمَهُ ويرسل البعوضَ الجافَّ إلى الموائد التي انتظرت ساعة الكمال 
ولم تكتملْ 
عن القمر يتحيَّنُ موعدَ هبوبك
حتى يقع في كأسي، ويختفي مثل الأحلام 
عن قبّتك الوردية تزينُ شالَ حريرك
وآهاتك فوق جرفِ الموّال يحرق صورتي كالغيم بين يديك
عن تلألؤك كالغبار
لما تقوم الأرض من سُباتٍ وتنفض أشلاءَها الرثّة ثم تعتّق كأسًا من الغيوم في موجة صارخة، من الأزهار
وسيعٌ الشقُّ بين غضبك وابتسامتكَ، لا شيء يعادل اقترابكَ احتراقكَ بين حطبِ يديّ، تموجك في غيوم يأسي 
حتى تصير غفوتي وعليها أنام 
في ظلكَ أسقي أحلامي خفيةً عن الحرب بأسنانها المطّاطية
وحبلها القاصر حتى عن ملامسة، حدائق سُرّتي
ثمة صورةٌ تختفي بها منذ الطفولة 
مِن لما انكسر الخشب على رأسي في أفياء البيتِ القاتمِ، حمل أسماله فوق التراب 
والعودةِ! 
صورة لك كرزيّة تنفرط في الماء،
لما يقترب منها عصفورٌ وينقر رأسها تخرج كحبِّ الديس تشي بي، على وشم جلدي
لما تنامُ الأنهار، تنحني كي تلتقطَ ثيابي وترسلَها عمودًا تلتفُّ حوله وتقبّلني 
بين كأسين من نبض الآلهة 
لما تهتزُّ عتمتكَ تؤرقني بكسادِ أحلامك
بعطرك الذي صار قاسيًا ويخشخش في احتمال جلوسي على الأرض كي أراقبَ السماء
من علٍ تجتاحني الهوّة 
لما تهدهد سريرتي بصمتك أصير رجالًا كثر ينصتون لقبائل خرساء 
من العاج والمرمر 
انتهت أراضيها وشُرِّدت نيرانها 
انكسرت مزهرياتها، فوق رؤوس السلاطين 
واسودَّت أجَماتُها بخريفِ الحشائش الخائفة 
بعبيرها الذي صار قديمًا، قديمًا 
مثل خشب الزنّ 
مثل عنقِ الأرض.

اقرأ/ي أيضًا:

حكاية طفل مصروفه لا يشتري بوكيه ورد!

لم أتصور أنّ برميلًا يمكن أن يطير