18-أكتوبر-2016

(أ.ف.ب) مغاربة يتظاهرون ضد انفصال الصحراء

بشكل مفاجئ وغير معتاد، استقبلت مصر وفدًا من البوليساريو أو ما يعرف بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، للمشاركة في المؤتمر البرلماني العربي الأفريقي في مدينة شرم الشيخ المصرية، وذلك منذ أيام قليلة ماضية. والتقى الوفد من البوليساريو عددًا من رؤساء البرلمانات العربية والأفريقية، بينهم رئيس البرلمان المصري علي عبد العال، عددًا من البرلمانيين المصريين. وشارك الوفد في الجلسة المشتركة بين البرلمانين العربي والأفريقي، حيث وضعت أمامه لافتة كتب عليها "الجمهورية الصحراوية"، مما أثار ضجة لا تزال متواصلة بالمغرب.

يرى البعض أن صعود حزب العدالة والتنمية المغربي، ذو التوجه الإسلامي، من جديد يمكن أن يكون قد دفع بمصر لاستقبال الوفد البوليساريو

اقرأ/ي أيضًا: الأزمة تنفجر..ضبط مواطن متلبسًا ب10 كيلو سكر

يطالب "البوليساريو" بانفصال الصحراء عن المغرب وإجراء استفتاء حول ذلك، وتدعمه في ذلك الجزائر، إضافة إلى رعاية من الأمم المتحدة، بينما يعتبر المغرب أن الصحراء جزء لا يتجزأ من أراضيه، وتعرض، بالمقابل، حكمًا ذاتيًا موسعًا.

في السياق ذاته، أكد روجيه أنكودو، رئيس البرلمان الإفريقي، أن علم البوليساريو رفع في جلسات البرلمان الإفريقي، لكن في المقابل رفضت مصر رفعه في الجلسة المشتركة التي جمعت البرلمان الإفريقي بالبرلمان العربي، لعدم اعترافها بـ"دولة" البوليساريو، التي تعد عضوًا في الاتحاد الإفريقي.

برزت تأويلات كثيرة عن استقبال مصر لوفد البوليساريو، حيث اعتبر عبد الفتاح الفاتحي، الخبير في شؤون الصحراء والقضايا الأفريقية، في تصريحه لـ"الترا صوت أن "إقدام مصر على السماح لما يسمى بـ"البرلمان الصحراوي" التابع لجبهة البوليساريو بالمشاركة في المؤتمر البرلماني العربي الإفريقي بشرم الشيخ، هو سلوك معاد لوحدة المغرب". وهو ما وصفه ذات المتحدث بـ"بمثابة الصيد في المياه العكرة والرجوع عن تعهدات عدم دعم الجماعة الإنفصالية".

وحسب الفاتحي فإن "العودة إلى التنسيق السابق مع الجزائر لدعم البوليساريو مرة أخرى سيؤثر بقوة على مستقبل الثقة في أي اتفاق دبلوماسي بين المغرب ومصر، والأكيد أن الجانب المصري يستشعر خطورة موقفه على مجمل العلاقات بين البلدين. وأن ذلك سيلقى ردود فعل جد غاضبة من الجانب الشعبي والرسمي المغربي على حد سواء، وهو ما يضع علاقات البلدين على كفي عفريت".

ويرى المتحدث ذاته أن "قبول مصر باستقبال البوليساريو، بالضرورة ستكون له تداعيات سلبية لدى الجانب المغربي، خاصة وأن البلدين قد عاشا توترًا دبلوماسيًا في بداية السنة الماضية، بعدما تنبه المغرب إلى وجود تنسيق بين مصر والجزائر لدعم جبهة البوليساريو الإنفصالية. وقد تم احتواء هذه الأزمة حينها".

اقرأ/ي أيضًا: لأول مرة.. مصر وروسيا تقيمان مناورات عسكرية مشتركة

من جانب آخر، يرى البعض أن صعود حزب العدالة والتنمية المغربي، ذو التوجه الإسلامي، يمكن أن يكون قد دفع بمصر لاستقبال وفد البوليساريو، أو أن حاجة مصر للنفط الجزائري، قد سرعت باستقبالها له. في هذا الصدد، أكد عبد الفتاح الفاتحي الخبير في شؤون الصحراء، أن هذه المعطيات غير دقيقة، مؤكدًا أن "مصر من الممكن أن تستعين بالنفط الليبي، وهو الأقرب إلى مصر، إذًا لماذا ستجعل من النفط الجزائري أولوية، أما عن فوز العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية الماضية، فقد سبق لمصر أن استقبلت رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وهو الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كما أن الحكومة المغربية القادمة هي حكومة ائتلافية والسياسة الخارجية بين الدول محكومة بما يسمى المجال المحفوظ للملك المغربي".

 رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب المصري: تواجد وفد من البوليساريو تم بشكل بروتوكولي لكونه عضوًا في الاتحاد الأفريقي

وأكد ذات المتحدث لـ"الترا صوت": "المسؤولون المصريون لا يجهلون تداعيات تدخل مصر في هكذا قضايا مهددة للأمن القومي والوطني لأشقائها خاصة في المغرب، والتي لها علاقات تاريخية معها"، مشيرًا إلى أن "مصر لم توقع على وثيقة 28 دولة إفريقية دعت لعودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي مؤخرًا والقاضية بمساءلة المنظمة عن شرعية عضوية جبهة البوليساريو، وعلى الرغم من ذلك أبدى المغرب رسميًا وشعبيًا تفهمًا لموقف مصر".

وأوضح الفاتحي أن "الموقف المصري الجديد بالسماح بحضور من "البوليساريو" إلى مدينة شرم الشيخ للمشاركة في اجتماع البرلمانيْن العربي والأفريقي لا يختلف كثيرًا عن استدعائها لوفد الحوثيين إلى شرم الشيخ، وهو موقف مستغرب لدى كل الأوساط السياسية العربية، وتبعًا لذلك يحاول الجميع رصد معالم عقيدة السياسة الخارجية المصرية الجديدة، خاصة بعد تصويتها في مجلس الأمن الدولي دعمًا لمشروع القرار الروسي".

من جهته، يرى خالد الشيات، وهو خبير في العلاقات الدولية، أن "موقف مصر يتعلق بإشارة سلبية إلى المغرب، ولا يتعامل معها بالندية الكافية، وقد سبق للجانب المصري أن أظهر موقفًا معاديًا تجاه المملكة حينما رفض التوقيع على طلب طرد البوليساريو من منظمة الاتحاد الأفريقي". وأضاف الشيات: "ربما هذه رسالة من مصر إلى دول الخليج التي قررت السنة الماضية خلال القمة الخليجية المغربية ربط مصيرها بقضية الصحراء وأمن المغرب ككل". 

اقرأ/ي أيضًا:

مصر..هجمة سلفية على إلغاء خانة الديانة

بقطع البترول..هل بدأت السعودية بالتخلي عن مصر؟