09-نوفمبر-2015

نقطة تفتيش تابعة للمقاومة في عدن(ألترا صوت)

في جنوب اليمن، لا تزال الحرب متواصلة ولم يكن الاستهداف الأخير لنقطة عسكرية تابعة للـ"مقاومة الشعبية" في حي المنصورة وسقوط ستة أفراد بين قتيل وجريح، من بينهم أفراد من طاقم الإغاثة الإماراتي، سوى حلقة جديدة من مسلسل الاغتيالات والتفجيرات الانتحارية في مدينة عدن.

يتمنى سكان عدن أن تولي الحكومة اليمنية اهتمامًا أكبر بالوضع الأمني للمدينة

أبدى ناجي جبران، أحد سكان مدينة عدن، تشاؤمه من الوضع الأمني في المدينة، والذي وصفه لـ"ألترا صوت" بـ"الوضع الهش". وأضاف ناجي: "هناك خلايا حوثية وأخرى تابعة للرئيس السابق صالح لا تزال موجودة في عدن وتواصل سلسلة الاغتيالات في المدينة، فصالح يصب الآن جُلّ انتقامه على عدن التي طردته وطردت جماعة الحوثي"، وتمنى ناجي جبران أن "تولي الحكومة اليمنية اهتمامًا أكبر بالملف الأمني ودمج المقاومة الشعبية بالجيش الوطني وفتح أقسام الشرطة والنيابات والمحاكم التي لا تزال مغلقة منذ سبعة أشهر".

توافق "أم مها" ناجي رأيه، ولم تستبعد أن "ينسق كل من تنظيم الدولة والقاعدة المتواجدين في عدن مع الرئيس السابق صالح نظرًا لاستهدافهما مؤخرًا مقر الحكومة اليمنية والقوات الإماراتية في المدينة". وتضيف: "تحدث هذه العمليات الآن لأن صالح يحاول أن يثبت للعالم أنه وبمساعدة الحوثيين كانوا على صواب أثناء دخولهم عدن بحجة محاربة "الدواعش" ولكنها حجة مزعومة واهية".

"سنتصدى للحوثيين وقوات صالح ولن تكون مدينة عدن كما يريدونها"، يقول محمد عوض، أحد أفراد "المقاومة الشعبية"، لـ"ألترا صوت". ويتابع: "قدمنا مئات الشهداء والجرحى ونحتاج الآن القليل من الوقت لتقوم المقاومة بترتيب صفوفها وما يحصل من خلل واضطراب أمني هو في الحقيقة أمر طبيعي إذ لم يمر وقت طويل منذ توقف حربنا مع الحوثيين".

مؤخرًا، قامت الحكومة اليمنية بدمج خمسة آلاف فرد من أفراد "المقاومة الشعبية" في صفوف الجيش الوطني. في هذا الإطار، يقول العميد محمد عبد الله الشيوحي، لـ"ألترا صوت": "كل المقاومة الجنوبية والتي يصل تعدادها إلى أكثر من ستة وثلاثين ألف شاب تجمعت في المعسكرات والألوية لاعتمادهم ضمن الجيش الوطني ونكون بذلك قد منعنا الكثير منهم من الالتحاق بقوى أخرى وتنظيمات متطرفة، فهناك سباق بين قوى مختلفة لاستيعاب الشباب في صفوفهم عبر إغراءات كثيرة، كما نأمل من الحكومة وقيادة التحالف أن يعملوا على تأسيس قوة عسكرية منظمة من رجال المقاومة ليقوموا بضبط الأمن من جديد في مدينة عدن".

ويوضح مدير أمن عدن، لـ"ألترا صوت": "انطلقنا في تنفيذ خطة أمنية من خلال النزول الميداني والانتشار الأمني المكثف على مستوى كل مديريات محافظة عدن، أملًا في تحقيق الأمن والاستقرار". أما محمد شمسان، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، فيرى أن "عدم استقرار الوضع طبيعي لأن المدينة انتقلت بعد الصراع الذي شهدته مؤخرًا من سلطة الميليشيات إلى سلطة لم تستطع بعد أن تحدث التوازن وستحتاج إلى وقت طويل للقضاء على كل الخلايا النائمة".

لمدينة عدن أهمية استراتيجية كبرى لذلك تحاول كل الأطراف في المنطقة السيطرة عليها

ولمدينة عدن أهمية استراتيجية كبرى، على مستوى اليمن وكامل الجزيرة العربية، لأنها تطل على خليج عدن ومضيق باب المندب ما جعل الجماعات الإسلامية تستغل الصراع القائم فيها لتعلنها ولاية إسلامية كما تحاول كل الأطراف إلى حد الآن السيطرة عليها. وتقوم، من جانبها، التنظيمات الإرهابية باستقطاب شباب جامعات عدن إلى صفوفها كما قاموا بمنع اختلاط الجنسين من الطلبة وفرضوا على الطلاب الصلوات في وقتها حتى على حساب محاضراتهم وزرعوا متشددين بين الطلاب يتبعونهم مما قد يعرقل سير الدراسة في عدن.

ويرى نبيل قايد، أستاذ اللغة العربية والمختص الاجتماعي، أن "الحكومة تركز حاليًا على تحرير المحافظات الشمالية بمساعدة قوات التحالف ولن تستطيع التدخل بشكل قوي لاستعادة بعض أجزاء عدن من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية لذلك فإنها تغض الطرف عما يحدث كما أنه ينقصها تشكيل وزارات رسمية تدير الأوضاع على الأرض وفتح المؤسسات الحكومية وهيكلة الجيش الوطني وأيضًا التخطيط لاستيعاب المقاومة الشعبية الجنوبية في مرافق الدولة". ويعاتب جزء من سكان عدن الحكومة ويعتبرون أنها تأخرت كثيرًا في إرساء الأمن والاستقرار في المدينة ويرون أن من أهم واجباتها إحلال الأمن في المناطق التي حررتها من محافظات الجنوب كي لا تضطر لحرب جديدة مستقبلًا في نفس المناطق.

اقرأ/ي أيضًا:

اليمن.. قصص قتل وتعذيب الأفارقة

تنظيم الدولة يمنع الاختلاط في جامعة عدن