07-يوليو-2016

بلير في مؤتمره الصحفي (أ.ف.ب)

انشغلت الصحف اللندنية أمس الأربعاء 6 تموز/يوليو 2016 بإعلان نتائج تقرير لجنة جون تشيلكوت بشأن قرار المشاركة البريطانية في غزو العراق 2003. التقرير الذي تشكل من 2.6 مليون كلمة بقي في إطار توضيح الأسباب وتحميل المسؤولية والإيضاحات، بعيدًا عن أي ولاية قضائية جنائية للتقرير أو اللجنة المعدة له بصفتها لجنة تحقيق وليست لجنة محاسبة أو جبر أضرار. 

بعد تقرير تشيلكوت لم توفر أغلب الصحف اللندنية فرصة الهجوم على توني بلير وتاريخ سياساته

هذا على الرغم من الانتقادات الواسعة للتقرير نفسه، المتأخر سبع سنوات، منذ رحيل آخر جندي بريطاني عن العراق 2009، إلا أن الصحف اللندنية لم توفر الفرصة، خاصة أن رئيس الوزراء الأسبق توني بلير في عين العاصفة هذه المرة، تمامًا كما هي حججه وقراره بأن تكون قوات بلاده جزءًا من القوات الغازية للعراق جنبًا إلى جنب مع جيش الولايات المتحدة الأمريكية تحت ولاية إدارة جورج بوش الإبن. 

اقرأ/ي أيضًا: ماذا قالت "صحف لندن" عن "انفصال بريطانيا"؟

التالي يقدم استعراضًا موجزًا لأبرز عناوين الصحف اللندنية بشأن التقرير والتعقيب، عليه وعلى خطاب توني بلير الذي تلا إعلان ملخص ونتائج التقرير: 

1- الغارديان

طرحت صحيفة الغادريان في تغطيتها وتوقفها مع نتائج التقرير عدة نقاط يمكن وصفها بالهجومية، سواء على قرار بلير بالحرب أو على تعاطيه مع نتائج التقرير المعني بالحديث، فطرحت عنوان "بلير غير نادم بالرغم من سحق حجج الحرب"

كما واستأنفت الصحيفة هجومها بمقارنة آداء توني بلير وقراراته الفاشلة بخوض حرب العراق بقرار أنتوني أيدن بغزو قناة السويس وحججه آنذاك، تمامًا كما فشل خطته ونتائجها الكارثية على السياسة والمصالح البريطانية. 

وتوقف الصحيفة في عدة مواضع عبر صفحاتها على انتقاد حرب العراق برمتها وتبيان المآسي التي نجمت عنها. ولم توفر التعقيب على آداء بلير في مؤتمره الصحفي الأخير، تعقيبًا على نتائج التقرير، واصفة إياه باللامبالي والمتنكر للمسؤولية. 

2- فايننشال تايمز

لم تكن صحيفة فايننشال تايمز أقل حدة أو براعة في تقريع قرار بلير بالحرب، وكذلك أداؤه فيما بعد وصولًا لردة فعله على التقرير، إذ عنونت "تشيلكوت - توبيخ بلير على حرب العراق". ما يوضح الانتقاد الذي قدمته الصحيفة في تحليلها التحريري الموسع للتقرير نفسه وأنه لا يتجاوز مستوى التوبيخ ولم يرق لمستوى الجرائم المترتبة على قرار الحرب على العراق.

3- الإندبندنت

صدرت الإندبندنت لمانشيتها الرئيس بـ "تشيلكوت- إمكانية اتهام بلير بسوء إدارة المناصب العامة"، متجاوزة النقاش حول نتائج التقرير بهذا العنوان إلى ما يجب أن يكون من متابعة للتحقيقات وصولًا إلى إثبات التهم وتحقيق الإدانة وإنزال العقوبة عن المسؤولية عن قرارات خاطئة اعتمدت على معلومات غير دقيقة، وأدت إلى سنوات من جرائم الحرب بمختلف صنوفها، إضافة للحديث عن حقوق عائلات جنود بريطانيا المقتولين في هذه الحرب وضرورة ألا يتسلم بلير أو أي ممن يرتكبون أفعالًا مشابهة أية مناصب حكومية عامة، نظرًا لما يشكلوه بقراراتهم من خطر على الصالح العام.

4- ذي تايمز

أتى العنوان لدى التايمز أكثر اتهامية من غيره من عناوين الصحف. إذ استهلت الصحيفة صفحاتها بـ"حرب بلير الخاصة: تشبلكوت سحق رئيس الوزراء السابق، وكشف أسرار تعهداته بدعم إدارة بوش". مقدمة بذلك ملخصًا من نوع آخر عما انتشر في نظيراتها من الصحف، إذ اتخذ تحليلها منحى التركيز على العلاقة بين إدارة بلير وإدارة بوش الابن وتحالفهما بشأن عدد من القضايا الدولية خاصة بشان النفط والشرق الأوسط. 

5- ذي ايسنتال ديلي بريفينغ

لم تقف كل الصحافة اللندنية موقف الناقد والمرحب بإعلان نتائج التقرير والمطالبة بالمحاسبة واستكمال مسار العدالة، إذ وقف البعض منها إلى جانب توني بلير وقراره بالحرب دون أدنى مواربة. هذا كان حال صفحات "ذي ايسنتال ديلي بريفينغ" المعروفة بتوجهاتها الشعبوية اليمينية. فقدمت الصحيفة لعنوان اقتبسته من خطاب بلير في مؤتمره الصحفي "توني بلير: لم أقد البلد بطريقة خاطئة، أنا أؤمن أننا اتخذنا القرار السليم". مكتفية بنقل اقتباسات من بلير والمدافعين عن قرار الحرب لتكمل التبرير المطروح عبر عنوانها وصولًا إلى الدفاع عن بلير بحجة أنه اتخذ القرار وفق ما توفر لديه من معلومات، معفية إياه من مسؤولية الاعتماد على معلومات مضللة وغير موثوقة بالكامل. 

6- ذي صن

أقدمت ذي صن على طرح عنوان شجاع تجاه قضية تشيلكوت -بلير، مصعدة الخطاب أكثر من غيرها باتجاه المطالبة بالعدالة والمحاكمة والتدخل القضائي. فجاء العنوان بضيغة سؤال "هل من الممكن محاكمة بلير بتهمة جرائم الحرب؟"، متبعة هذا العنوان بسرد لكثير من المصائب التي وقعت في العراق نتيجة الغزو، إضافة لتبيان آثاره على سمعة الدبلوماسية البريطانية وكذلك الاقتصاد والنفط. 

7- ديلي ميل 

على عادتها قدمت الديلي ميل ما لديها لقوله بطريقة غير مألوفة، بل ومبالغ فيها هذه المرة، إذ شهدت صفحات الديلي ميل مقالات وتقارير عدة ترصد التفاعل بشأن التقرير، لكن أكثر عناوينها إثارة كان بشأن لغة جسد وعيون بلير أثناء مؤتمره الصحفي، إذ وصفته الصحيفة بأنه يوجه إهانة جماعية بأسلوبه في التملص من المسؤولية والتنكر ومحاولة التبرؤ من الخطأ بالدفاع عن ارتكابه واعتبار أن المشكلة في المعلومات لا في القرار والاعتذار عن ذلك ما هو إلا زيادة لتركيز وصمة العار المترتبة على القرار. 

اقرأ/ي أيضًا: 

الصحافة المكتوبة مهددة في المغرب أيضًا

الإعلانات في مصر.. واقع السوق وألاعيبه