17-سبتمبر-2016

الجيش التركي فى الأراضي السورية

قبل ثلاثة أسابيع بدأ الجيش التركي انخراطه المباشر في الصراع السوري من خلال عملية "درع الفرات" ليضرب عصفورين بحجر واحد، إبعاد داعش عن حدود تركيا، ومنع القوات الكردية من أن يحلوا محلهم في السيطرة على الأرض كم حدث في معركة منبج.

وبالتزامن مع مباحثات رئيس الأركان الروسي فاليري جيراسيموف مع نظيره التركي خلوصي عكار في أنقرة يوم الخميس؛ في لقاء هو الأول من نوعه منذ 11 عامًا؛ أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية يوم الجمعة عن انخراط جنود من عناصر القوات الخاصة الأمريكية في سوريا لمساندة هجوم عسكري تركيّ ضد قوات داعش في شمال البلاد وذلك بناء على طلب من أنقرة. وهم جزء من 300 مقاتل أمريكي يعملون في سوريا حسب زعمه.

روسيا لا تريد فصيلًا سوريا قويًا ينافس شريكها الأسد لأنه سيثقل الحمل عليها بشكل لا يطاق؛ والأمريكيون يديرون بدهاء عملية توازن القوى على الأرض

وألغى مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا كان مقررًا عقده مساء الجمعة بتوقيت نيويورك، لبحث الاتفاق الروسي الأميركي في سوريا، أعضاء في مجلس رفضوا التوقيع دون الاطلاع عليه، وأمريكا رفضت إطلاع المجلس المؤلف من 15 عضوًا على الوثائق التي توضح تفاصيل الاتفاق كي "لا تعرض للخطر أمن تنفيذ الترتيب"، كما تزعم البعثة الأمريكية. الرئيس الأمريكي هدد روسيا بأن بلاده لن تتعاون بشأن سوريا إذا لم تلب الشروط الأساسية للحد من العنف في البلاد وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

اقرأ/ي أيضًا: الاتفاق الروسي الأمريكي.. هدنة الطرف الواحد

أمام هذه التطورات السياسية يواصل الجيش التركي عمليته العسكرية في سوريا مدعوم بشمل علني من قبل روسيا وأمريكا، ويبدو أن الرياح تسير اليوم كما تشتهي سفن الرئيس أردوغان؛ وهو الذي طالما حاول عبثًا إقناع أمريكا بإقامة منطقة آمنة في سوريا، وكانت آخر المحاولات في اجتماع في قمة دول مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية مشرِكًا في طرحه هذه المرة روسيا.

بالتأكيد الخلاف الروسي الأمريكي ليس على ايصال المساعدات كما يزعم أوباما ولا على خرق وقف إطلاق نار أو قصف بالكيماوي للمدنيين؛ الخلاف على الأرجح يتعلق بتصنيف فصائل قوات المعارضة التي تسعى أمريكا لتقويتها على الأرض، وهو أحد أهداف العملية العسكرية التركية، فروسيا لا تريد فصيلًا سوريًّا قويًا ينافس شريكها الأسد لأنه سيثقل الحمل عليها بشكل لا يطاق، والأمريكيون يديرون بدهاء عملية توازن القوى على الأرض لمواصلة تفكيك البلاد واستنزاف روسيا في سوريا.

وأكثر ما يغيظ موسكو هذه الأيام هو أن واشنطن التي قدمت لها قائمة المجموعات المعارضة السورية الموالية، لم تذكر المناطق التي تنشط فيها وعدد مقاتليها وأسماء قادتها، وهو ما تسعى إليه جاهدة لإعاقة أي مشروع لإقامة منطقة آمنة أو "نواة" جيش معارض لحليفها التي تسعى إلى تكريسه كزعيم أوحد في فيدراليات متناحرة لا مستقبل لها، وهو هدف تريده أمريكا أيضًا لكن بدون الأسد وبروسيا مستنزفة.

اقرأ/ي أيضًا:

قادة "جيش الفتح" قربانًا للاتفاق الروسي – الأمريكي

#بداية_تصفية_الثورة_السورية