21-أغسطس-2015

تعتمد الفرقة على نشر أغنياتها على الإنترنت (عن فيسبوك)

الموسيقى المستقلة هي الموسيقى التي لا يُحكم مضمونها أو الرسالة منها بأي شيء مادي من نوع المال، الشهرة أو "ما يطلبه المستمعون". الموسيقيُّ المستقل يقول ما يريده ويسقط ما يؤمن ويشعر به على موسيقاه، بحريةٍ تامة، من دون أن يلغي أي تفصيل في محتوى العمل، لمجرد غياب المنفعة المادية من ورائه.

اكتشفوا بعد الثورة أن الخبز هو الكرامة والحياة الكريمة

يعتبر أنس مغربي، المغني وعازف الغيتار في فرقة الروك السورية، "خبز دولة"، أن تلك اللحظة التي يحمل الفنان الميكروفون أو الغيتار ليعبّر عما يؤمن به، هي لحظة حساسة ومقدّسة، ليس عليه الكذب فيها". يبدو نوستالجيًا لكنه صادق. ويتحدث هنا عن عملهِ، الذي يندرج تحت خانة الموسيقى المستقلة، داعيًا إلى تحميل الأغنيات طابعًا ثوريًا فيه الكثير من التمرّد على الواقع السياسي، الاجتماعي والاقتصادي.

بدأ أعضاء فرقة "خبز دولة"، العمل سويًا في سوريا في 2009، في فرقة "أنا" تحديدًا. وهي فرقة أسسها كل من بشار، مغنٍّ وعازف غيتار مساعد، وباز، يعزف على آلة غيتار تجهير. ولكن الظروف، التي يعرفها الجميع، اضطرتهم لإنهاء الفرقة القديمة عام 2011، لينتقل حكمت، غيتار وكيبورد، وباز من سوريا إلى بيروت. في بيروت انضم إليهم أنس في 2013. وبعدها بعدة أشهر، التحق بشار وداني، درامز، لتكون الانطلاقة الفعلية لهم في بيروت، أوائل 2013.

يتحدث أنس مغربي عن بداية مشروع "خبز دولة" بشغف. بدأ الأمر عبر صفحة أنشأها في فيسبوك، لأحمّل بعض الأغنيات التي أنجزوها. وبعد ردود الفعل الإيجابية عليها، اقترح باز أوائل 2013 "أن ننشئ فرقة تدعى خبز دولة، ثم نجمع كل الأغاني في ألبوم واحد".

في توصيف مبسّط، حول حفل إطلاق ألبومها الأول، كتبت فرقة "خبز دولة"، "بإحدى عشرة أغنية، وبالترتيب، سوف نحكي قصة، لا بداية لها ولا نهاية، قصة إنسان سوري اكتشف وبالثمن الغالي، أنه هو نفسه خبز الدولة، وليس الرغيف الذي بين يديه".

الوصول إلى حلم الدولة الحرة يحتاج إلى خبز!

إذًا، بدعم جزئي من "آفاق" الصندوق العربي لدعم الفنون و"المورد الثقافي"، استطاع فريق "خبز دولة" تأمين الكلفة اللازمة لتسجيل وإنتاج ألبومهم الأول "خبز دولة 2015"، الذي يتضمن 11 أغنية، هي "خبز دولة"، "سين سؤال"، "توضيح"، "بتعمّر"، "منام"، "أهبل"، "يا صاح"، "بالشارع"، "عايش"، "ما عاد بدو"، و"حكي بني آدم".  وكانت قد بدأت الفرقة تسجيل الألبوم، الذي شارك في تسجيله وفي أداء بعض من أغانيه، أعضاء من فرقة "طنجرة ضغط"، هم خالد عمران، غيتار باص، وعلي خلقي، كيبورد، بدأت تسجيله منذ أوائل 2014، لتطلقه في 12 آب/أغسطس 2015 في مقهى مزيان - الحمرا.

وفي هذا الخصوص، يؤكد أنس أن الألبوم أخذ الكثير من الوقت، وكان بمثابة المغامرة لما احتوته هذه التجربة من معاناة ومصاعب كثيرة، تقنية وغير تقنية، جعلت إصداره يتأخر سنة كاملة، خصوصًا أنه من إنتاج الفرقة.

وإلى جانب الجماليات الصوتية، والتقنيات العالية، تعبّر "خبز دولة" في أغاني ألبومها عن مجتمعها والأحداث التي تدور في بلدها سوريا وعما تؤمن به من قضايا ومبادئ، لأن "الموضوع الأساسي الذي تتمحور حوله أعمالها، موسيقى وكلمات، هو الإنسان، فننطلق من أنفسنا ومن ثم نتناول المحيط الذي نعيش به"، بحسب تعبير أنس.

"خبز الدولة"، وهو اسم الفرقة، الألبوم، وهو بالنسبة لأنس، "أغنية في النهاية تلخّص رسالة المشروع عمومًا، وهو الخبز الذي كانت تزوده الحكومة السورية للشعب، بأسعار رخيصة، بجودة عالية، ومتوافر لجميع طبقات المجتمع". كان للخبز رمزية عند الشعب السوري، أكثر من أنه غذاء، كان يعني الاستقرار، الكرامة، العيش الكريم، السيادة، والاستقلال.

وتغيرت هذه الرمزية بعد اندلاع ثورات الربيع العربي عمومًا، والثورة السورية خصوصًا، "لنكتشف وبأغلى وأصعب الطرق، أن خبز الدولة هو نحن". كان لا بد أن ننهض، ونصل إلى الدولة الكريمة الحرّة ذات السيادة، الدولة التي نطمح بها جميعًا، والوصول إلى هذه الدولة يحتاج إلى خبز، أي يحتاج إلى أساس، وهذا الأساس هو نحن"، حرّيتنا.

لولا فسحة الإنترنت

يشير أنس إلى أن "فرقة "خبز دولة" هي من الفرق التي تعتمد كثيرًا على نشر أعمالها "أونلاين"، أي عبر مواقع إلكترونية "ساوندكلاود، أنغامي، يوتيوب" هذا إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، ذلك لوجود الكثير من المستمعين في سوريا وتركيا وفي العالم، إن كانوا من الجالية السورية في الخارج، أو أجانب قد سمعوا بالفرقة وأحبوا أعمالها.

أما الحضور، فهو بشكلٍ رئيسي، في بيروت. أقامت الفرقة الكثير من الحفلات منذ بداية 2014 حتى الآن، وتعاونًّا مع فرق أخرى لبنانية وسورية، في الكثير من المهرجانات، مما ولّد تفاعل مع الناس، الذين انتظروا الألبوم وتشوّقوا لسماعه". "خبز دولة"، مشروع آخر في رحلة الكرامة السورية، وهو يمرّ من بيروت.



 

اقرأ/ي أيضًا: 

عمر سليمان.. أسعد شخص في العالم 

شوقي بوزيد يصرخ.. ماما أفريقيا