07-أغسطس-2016

من احتفالات المدنيين في حلب الشرقية بفك الحصار عن المدينة (Getty)

شهد شمال سوريا، خلال اليومين الماضيين، وأكثرها حدةً، أمس السبت، تطورات مهمة على الصعيد العسكري، بالتزامن مع سير الدبلوماسية الدولية، وقربها من تحديد نهاية آب/ أغسطس الحالي، موعدًا لانعقاد جولة جديدة من مباحثات السلام السورية في العاصمة السويسرية جنيف.

أكملت عملية "ملحمة حلب الكبرى" سيطرتها على حي "الراموسة"، لتشق طريقها نحو حلب الشرقية وتنهي الحصار المفروض على عن المدينة منذ شهر

فك حصار حلب

أولى، وأكثر التطورات تسارعًا، كان في المرحلة الثالثة من "ملحمة حلب الكبرى"، والتي وضعت هدفًا لها، ليس بفك الحصار عن الأحياء فقط، بل السيطرة على كامل المدينة، بحسب ما صرحت قيادات عسكرية في المعارضة، لوسائل إعلام محلية وعربية.

المرحلة الثالثة من الملحمة، والمطلق عليها اسم "الشهيد إبراهيم اليوسف"، بدأتها فصائل المعارضة، والمقدر عددها بنحو 25 فصيلًا، ينتمون لـ"جيش الفتح"، و"الجيش السوري الحر"، بدأت أول أمس الجمعة بالسيطرة على كتلة "المدفعية"، أكبر حصون النظام في مدينة حلب، ومن ضمنها كليتي "التسليح، والبيانات".

في اليوم التالي، أمس السبت، أكملت عملية "ملحمة حلب الكبرى" طريقها نحو الكلية "الفنية الجوية"، لتبسط سيطرتها عليها، ومن ثم تطبق سيطرتها على حي "الراموسة" وكراجه، ومناطق استراتيجية، بعد قتلها وأسرها العشرات من مقاتلي النظام و"حزب الله" اللبناني، لتربط غرب حلب بشرقها، وتسيطر على كامل سلسلة كليات "مدفعية الراموسة"، وبذلك يكون قد انتهى الحصار الذي فرضه النظام على حلب الشرقية منذ حوالي شهر كامل.

الجيش الحر، ألحق عملية فك الحصار، بإصداره بيانًا، دعا فيه العناصر وسكان الأحياء التي يسيطر عليها النظام السوري إلى التزام المنازل والمساجد والكنائس، ومن يفعل ذلك فهو آمن، ومن ضمنهم حاملي السلاح. فيما قال أغلب قادة الفصائل في تصريحات مختلفة، إن مشروع "3000 شقة"، وحييّ "صلاح الدين، والحمدانية" وجهتها القادمة، والحي الأخير تم إعلانه منطقة عسكرية، وعلى الأغلب عندما ينشر التقرير، تكون الفصائل أعلنت عن مرحلة جديدة.

اقرأ/ي أيضًا: حلب..الصراع على الورقة الرابحة في المعركة

 منبج في قبضة "سوريا الديموقراطية"

وجاء التطور الثاني، ممثلًا بسيطرة "قوات سوريا الديموقراطية"، المعروفة بـ"قسد"، على أجزاء واسعة من مدينة "منبج" في ريف حلب الشرقي، بعد نفيها ما أُشيعَ عن سيطرتها على كامل المدينة، حيث ما يزال تنظيم "الدولة الإسلامية" يسيطر على أجزاء قليلة منها، بحسب ما تناقلته معظم وسائل الإعلام المقربة من "قسد"، كونها المتحكم بالأخبار الصادرة عن المعركة.

وفي حال تمكنت "قسد" من السيطرة على المدينة، تكون وسعت مناطق نفوذ، حزب "الاتحاد الديموقراطي" الكردي، والذي يتزعم ذراعه العسكري "وحدات حماية الشعب" لـ"قسد"، قيادة المعركة، المدعومة من مقالات "التحالف الدولي"، وبالطبع رغم السيطرة على المدينة، إلا أن تنظيم الدولة، لن يكون محاصرًا، بل ما زالت لديه عدة طرق تربطه بمدينة "الرقة".

اقرأ/ي أيضًا: المعارضة السورية تواصل تقدمها في حلب

روسيا تعاقب سراقب

أما التطور الأخير، والذي لا يرتبط بسير المعارك في حلب وريفها، إنما بمدينة "سراقب"، والقرى الملاصقة لها، في ريف إدلب الشرقي، والتي شهدت استهداف المقاتلات الروسية بعشرات الغارات المنفذة بالصواريخ الفراغية، أو أكثر من مائة غارة، بهدف الضغط على الفصائل المتواجدة في المدينة، لتسلميها جثامين الطيارين الروس، الذين أسقطت مروحيتهم في ريف حلب الجنوبي، قبل أسبوع تقريبًا.

فصائل المعارضة طالبت الحكومة الروسية بإطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام، مقابل تسليم الجثامين الخمسة، وهو ما ترفضه روسيا، بعد إرسالها رسائل نصية عبر أجهزة المحمول، تطالب فيها بتسلميها الجثامين، مقابل إيقاف الغارات الجوية، ورفضها إطلاق سراح المعتقلين.

وإذا استثنينا مدينة "سراقب" ومحيطها، نقرأ في تطور المشهد العسكري في مدينة حلب، نوعًا من أن قرارًا دوليًا صدر بالسيطرة على حلب، للضغط على النظام السوري وحلفائه عبر طاولة المفاوضات، على اعتبار أن المعارضة باتت تسيطر على العاصمة الثانية لسوريا.

وبالأخص ما نقل من تسريبات عبر وسائل إعلام محلية، عن اجتماع وزير الدفاع السوري السابق علي حبيب، مع مسؤولين أتراك في أنقرة مطلع الشهر الحالي، وأنه من ضمن الخيارات المطروحة، وبشدة، ليكون له دور في المرحلة الانتقالية؛ والمعروف عن حبيب تقديمه استقالته رفضًا لإشراك المؤسسة العسكرية في قمع المظاهرات.

وبالتالي، في حال سيطرت فصائل المعارضة على المدينة، تكون قطعت مسافًة كبيرة، في كسبها للمعركة على الأرض، في الوقت الذي تتوسع "قسد" في ريفها الشرقي، والتي تحاول السيطرة على مناطق تقع تحت نفوذ المعارضة، ليبقى القول الفصل نهاية الشهر، حيث تتجه الأنظار إلى جلسة جديدة في جنيف، مفصلية، ومختلفة عما سبقتها من جلسات.

اقرأ/ي أيضًا: 

النازحون في العراق..مخيمات الموت المهملة

2016..النظرية التي تفسر عامًا سيئًا للغاية