10-ديسمبر-2016

صورة للأجهزة الأمنية تعاين موقع التفجير الذي وقع في شارع الهرم (فريد قطب/الأناضول)

استيقظ شارع الهرم بمحافظة الجيزة، صباح يوم الجمعة، على انفجار عبوة ناسفة استهدفت كمينًا أمنيًا "ثابتًا" بجوار مسجد السلام، القريب من منطقة الطالبية بالجيزة، ونتج عنه مقتل ستة شرطيين، بينهم ضابطان، وأعلنت جماعة مسلحة تدعى "حسم" مسؤوليتها عن الانفجار.

اعتبرت دوائر مقرّبة من السلطة في مصر حادثتي "الهرم" وكفر الشيخ ردًا على اعتقال نجل محمد مرسي

وروى شهود عيان ما جرى، حيث زرع مجهولان عبوتين ناسفتين، الأولى في شجرة قريبة من الكمين، والثانية داخل حديقة أمام مسجد السلام، وتم تفجيرهما فور وصول قوات الأمن بواسطة الموبايل، وأدى الانفجار إلى تهشيم سيارة أمن مركزي بالكامل، وتحطم أجزاء من عشرات السيارات المتواجدة بموقع الانفجار.

اقرأ/ي أيضًا: تبنته حركة مجهولة..اغتيال عميد بالجيش المصري

وقالت مصادر أمنية بالقاهرة، إن العبوة الناسفة التي انفجرت، صباح الجمعة، ليست بدائية الصنع، إنما شديدة الانفجار وذات حجم كبير، ولا يمكن أن تكون مصنّعة يدويًّا، وكانت تحتوي على كمية كبيرة من المواد المتفجِّرة. فيما تحفظ المعمل الجنائي على "بقايا قنبلتين" لا يزال فحصهما جاريًا لتحديد المواد المستخدمة فيهما.

وقالت "حسم"، في بيان نشرته عبر تطبيق "تليجرام" للتواصل الاجتماعي: "قامت فرقة المتفجرات المركزية بحركة حسم باستهداف تمركز أمني في شارع الهرم تابع لداخلية الاحتلال العسكري في مصر باستخدام عبوة ناسفة شديدة الانفجار". وأضافت الحركة، في بيانها: "نؤكد لمليشيات الاحتلال العسكري أن دماء الشهداء أبدًا لا تضيع هباءً، وإنما هي وقود ثورتنا. فلا أمن ولا أمان لكم ما دمنا نحمل سلاحنا مجاهدين في سبيل الله فإما نصرٌ أو شهادة".

وأمر النائب العام المصري بفتح تحقيق عاجل في الحادث، الذي تبعه في نفس اليوم، استهداف دورية أمنية بمحافظة كفر الشيخ، بعبوة ناسفة انفجرت بالطريق الدولي، دائرة مركز شرطة الرياض، أثناء مرور دورية أمنية، لكن قوات الأمن نجت من التفجير.

اقرأي أيضًا: تجدد موسم الانتقام من الحقوقيين في مصر

تدّعي "الداخلية" المصرية" أن حركة "حسم" تابعة للإخوان المسلمين باعتبارها الجناح المسلح، لكن "حسم" لم تعلن عن انتمائها ذلك أبدًا

فيما اعتبرت دوائر مقرّبة من السلطة في مصر حادثتي "الهرم" وكفر الشيخ ردًا على مقتل ثلاثة مسلحين في مداهمة لمخبأ قالت قوات الأمن إنه تابع لحركة "حسم"، التي تحمل شعار "بسواعدنا نحمي ثورتنا"، ومحاولة لإجهاض أحاديث المصالحة التي تزايد الجدل حولها مؤخرًا، كما أنه رد على اعتقال أسامة مرسي، نجل الرئيس الأسبق، محمد مرسي. وكانت آخر عملية أعلنت "حسم" مسؤوليتها عنها، هي تفخيخ سيارة في طريق موكب القاضي أحمد أبو الفتوح، الذي ينظر في قضايا متهم فيها "مرسي"، في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بمدينة نصر.

وتدّعي "الداخلية" المصرية" أنها حركة تابعة لـ"الإخوان المسلمين" باعتبارها الجناح المسلح، لكن "حسم" لم تعلن عن انتمائها لأي جهة من الجهات. فقط، أعلنت عن تبنيها لثمانية عمليات إرهابية كان أولها في تموز/يوليو الماضي، حين أطلق ملثَّمون يستقلون دراجة بخارية النار على الرائد محمود عبد الحميد، رئيس مباحث طامية بالفيوم، ما أسفر عن مقتله، وتعد أكبر عملياتها محاولة اغتيال المفتي السابق، علي جمعة، خلال توجهه لأداء صلاة الجمعة بجوار مسكنه في ضاحية السادس من أكتوبر، لكنه خرج آمنًا، وأصيب حارسه الشخصي. وفي سجل "حسم" عمليات أخرى وهي استهداف نادي الشرطة في دمياط، وأمين شرطة يعمل بـ"الأمن الوطني" في "أكتوبر"، وتفخيخ موكب زكريا عبد العزيز، النائب العام المساعد.

ويخشى مراقبون أن يكون تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، مجرد مقدمة لعنف يومي دائم في مصر، في ظل انغلاق المجال السياسي، وعدم وجود بادرة نية من النظام المصري لحل مشكلات المعتقلين والتعذيب في السجون، وهو ما قد يدفع أفرادًا متزايدين لرؤية العنف كمنفذ وحيد للضغط على النظام.

اقرأ/ي أيضًا:

7 شخصيات تكتب سيناريو المصالحة مع الإخوان

مصر ..قانون جديد للقضاء على المجتمع المدن