16-فبراير-2016

هنري كسينجر في نيويورك 2015 (Getty)

قبل عقود، تحدث هنري كسينجر عن "حرب المائة عام المقبلة" في المنطقة، وقال ما معناه: سنغرق العالم الإسلامي في صراع بين السنة والشيعة على غرار حرب المائة عام بين الكاثوليك والبروتستانت. فهذه الحرب هي التي أعادت صياغة أوروبا على هوى واضعي السياسة العالمية.

كسينجر: على أمريكا العمل من أجل قيام حكومة انتقالية دون أن يكون ذلك مرتبطًا برحيل الأسد 

عندما قالها كسينجر لم تكن ثمة إيران الخميني "الشيعية"، تلك الدولة التي تم تصنيعها بحجم طموح كسينجر ذاته لخدمة هذا الحلم، بعد سنوات بدأت بوادر تأسيس القاعدة الجهادية السنية، وبدأ مال مملكة النفط يتدفق لدعم منفذي المشروع دولًا وتنظيمات.

هنري كيسنجر ذاته قال أواخر العام 2013: "القضية في سوريا هي صراع تاريخي بين السنة والشيعة، وقد ثار السنة ضد الأقلية الشيعية (الطائفة العلوية) التي تحكم سوريا، غير أن معظم الأقليات الباقية في البلاد تدعم العلويين، لذلك فإن على أمريكا العمل من أجل قيام حكومة انتقالية دون أن يكون ذلك مرتبطًا في بداية الأمر برحيل الأسد عن السلطة". 

كسنجر كشف مطلع 2012 لموقع "ديلي سكيب" الأمريكي عن مخطط شرحه بعبارات بسيطة، قال: "أبلغنا الجيش الأمريكي أننا مضطرون لاحتلال سبع دول في الشرق الأوسط، حيث البترول والاقتصاد ثم ستكون إيران المسمار الأخير في النعش الذي تجهزه أمريكا وإسرائيل لكل من إيران وروسيا، بعد أن تم منحهما الفرصة للتعافي والإحساس الزائف بالقوة. سيسقطان وإلى الأبد، لنبني مجتمعًا عالميًا جديدًا لن يكون إلا لقوة واحدة وحكومة واحدة هي الحكومة العالمية "السوبر باور"، وقد حلمت كثيرًا بهذه اللحظة التاريخية".

ينتظر كسينجر بفارغ الصبر أن ينجح الحلم الذي خطط له وأشرف على تنفيذه لعقود، بصفته "المهندس الأعظم" للسياسية الخارجية العالمية، ويأمل أن يتحقق وهو على قيد الحياة كي يمسك كأس الدم ويتأمل الجماجم والدمار ويقول لأبطال مشروعه: "بصحتكم".

اقرأ/ي أيضًا:

العبوة الجديدة للمعارضة السورية "المؤقتة"

نظرية الألعاب كتفسير لداعش