12-مايو-2016

حريق العتبة (Getty)

أثار تكرار اشتعال الحرائق خلال الأيام القليلة الماضية بالقاهرة وعدد من المحافظات، علامات استفهام كبرى، خاصة بعد تعدد الحوادث فى منطقة وسط القاهرة التى تضم عددًا من أكبر وأهم الأسواق التجارية فى مصر.

هناك نظرية تقول إن حرائق القاهرة تمت بتواطؤ حكومي لإخلاء وسط البلد، وبيعها لصالح رجال أعمال لتحويلها إلى مناطق تجارية للطبقات العليا

بدأت الحرائق بأحداث "حي الرويعي" بالعتبة الخضراء، التي تحوَّلت إلى سوداء بأثر الرماد والنار التي التهمت فرشات التجار، ومحالهم، المملوكة -من الأصل- لوزارة الأوقاف، ما دفع البعض لاتهام الوزارة بالتورط في إشعال الحرائق لتهجيرهم.

وشهدت منطقة الغورية حريقًا أدى إلى احتراق 12 محلًا تجاريًا وإصابة عدد من المواطنين، بعد ساعات من السيطرة على حريق منطقة الرويعى بالعتبة، و50 حريقًا آخر بعدد من محافظات الجمهورية خلال الـ 48 ساعة الماضية.

فيما لم تمتد ألسنة نيران "حريق الغورية" إلى المناطق الأثرية، بحسب تقرير اللجنة الأثرية التى زارت المنطقة الأربعاء الماضي، ولم ترصد أية أضرار بالمبانى الأثرية جراء الحريق.

اقرأ/ي أيضًا: الولايات المتحدة صامتة بينما حلب تحترق

تم إعلان حالة الاستنفار ورفع حالة الاستعداد القصوى والتأهب بالقطاع للتعامل مع بلاغات الحرائق المتكررة فى عدة مناطق متفرقة بالبلاد، ووردت معلومات عن نشوب 50 حريقًا على مستوى الجمهورية فى مناطق متفرقة، وأن مسؤولي الحماية المدنية لا يزالون يكافحون النيران -التي تتجدَّد يوميًا- ويمنعون امتدادها للمبانى المجاورة.

وأشار مصدر أمني إلى أنه تمت السيطرة على 38144 حريقًا والتعامل مع 649 حادث انهيار لعقارات خلال عام، وأن قوات الإنقاذ نجحت فى انتشال 23 شخصًا قبل غرقهم، كما تلقت الحماية المدنية نحو 1500 بلاغ عن أجسام غريبة على مدار 365 يوما.

وأعلنت هيئة الإسعاف عن إصابة شخصين فى الحريق الذى نشب فى الساعات الأولى من صباح أمس بـ20 محلًا للأقمشة فى منطقة الغورية. وأشارت إلى أنه تم الدفع بـ3 سيارات إسعاف لإغاثة المصابين، الذين تم نقلهم إلى مستشفى الحسين الجامعي.

على بعد قليل من العاصمة، استسلمت مخازن موبيليا بدمياط، المشهورة بالأثاث، لألسنة النيرات، حيث نشبت في مستودع أخشاب ومعرض منسوجات، وأكدت التحريات الأولية أن سببها -المعلَن إلى حين- ماس كهربي أدى إلى تلف كميات كبيرة من البضائع تصل إلى خمسين ألف جنيه مصري.

وأعلنت صحف القاهرة في وقت متأخر من مساء أمس، اندلاع حريق في دار القضاء العالي، وتابعت بأنباء السيطرة عليه، والتحقق منه، حيث ثبت أنه ناتج عن احتراق سيارة ملاكي داخل جراج المبنى القضائي، ونسب -في النشرات الرسمية- أيضًا إلى "ماس كهربي".

من وراء حرائق القاهرة؟

السؤال على كل لسان بالقاهرة هذه الأيام، وبعيدًا عن اتهام وزارة الأوقاف بالتورط في صناعة ألسنة النيران لأسباب تخص "أراضي الديوان"، دلّ حريق مديرية أمن الجيزة قبل أيام من واقعة العتبة، ليلة وصول الفريق القضائي الإيطالي المختصّ بمتابعة قضية "جوليو ريجيني"، إلى أن الأمر بـ"فعل فاعل"، وليس حريقًا عابرًا.. وما الدليل؟.. تضم مديرية الأمن جميع وثائق القضية بالكامل.

اقرأ/ي أيضًا: مصر..السلطات تطارد "أطفال شوارع" بسبب فيديو

تمّت السيطرة على الحريق بـ"12 سيارة مطافي"، ما يعني أنه كان مقصودًا، ومفتعلًا، والسيارات جاهزة لاحتوائه بعد تآكل بعض "الملفات الخاصة".

بمدّ الخط على استقامته، مع التأكيد على أنه لا شواهد ولا أدلة على أن الحرائق التي استهدفت منطقة وسط القاهرة بـ"فعل فاعل"، وكل ما هو متاح "إشارات وعلامات وتوقعات وتحليلات"، أشارت مصادر -اشترطت عدم ذكر اسمها- إلى أن حالة عدم الوفاق بين رجال الأعمال والنظام المصريّ القائم، دفعت بعضهم إلى دعم الحرائق بغرض التهديد، أو بغرض تسوية أمور بالأمر الواقع.

تسهل الحرائق عملية استحواذ رجال أعمال على منطقة وسط القاهرة بما حولها من مواقع تراثية وتاريخية، وتحويلها إلى منطقة بيزنس، وسياحة.

هناك نظرية أخرى تقول إن الحريق تمّ بتواطؤ حكومي ما لإخلاء منطقة وسط البلد بأكملها، وبيعها لصالح رجال أعمال ليحولوها من مناطق وأسواق شعبية إلى مناطق تجارية للطبقات العليا.

اقرأ/ي أيضًا: 

أزمة الجمهوريين التي لا تتعلق بترامب