19-مايو-2016

(Getty)

أخيرًا، أعلن التلفزيون اليوناني عن عثوره على بعض حطام طائرة مصر للطيران التي اختفت صباح اليوم الخميس 19 آيار/مايو، وذلك في جنوب اليونان، بالقرب من جزيرة كريت.

الترجيح المصري السريع لافتراضية العمل الإرهابي، يأتي على خلفية الضيق المصري من تحمل تبعات سقوط الطائرة الروسية في سيناء العام الماضي

وكانت شركة مصر للطيران قد أعلنت مبكرًا أنها قد فقدت الاتصال بطائرتها رقم "MS804"، وعلى متنها 56 راكب و10 أفراد الطاقم، في تمام الساعة الثانية والنصف صباحًا، لتبدأ رحلة التصريحات المقتضبة والمعلومات المنقوصة في الظهور تدريجيًا.

اقرأ/ي أيضًا: أبرز حوادث الطيران في مصر

مصر للطيران، أوضحت أن الركاب هم 30 مصريًا، و15 فرنسيًا، وعراقيين، وسعودي وكويتي وسوداني وجزائري وتشادي وبريطاني وبلجيكي وكندي وبرتغالي.

وزير الدفاع اليوناني، أعلن أن الطائرة ترنحت في الهواء وانحرفت فجأة عن مسارها، قبل أن تسقط من ارتفاع 22 ألف قدم، وتختفي عن شاشات الرادار.

لكن إلى الآن، لا يبدو السبب الحقيقي لتحطم الطائرة واضحًا، الرئيس الفرنسي صرح أنه لا يمكن استبعاد أي فرضية، ومن جهته قال وزير الطيران المصري أن احتمال العمل الإرهابي أكثر ترجيحًا من العطل الفني، وهو نفس ما قاله خبير أمني روسي.

اقرأ/ي أيضًا: طائرة مصر المفقودة..النظام يناقض نفسه

الترجيح المصري السريع لافتراضية العمل الإرهابي، يأتي على خلفية الضيق المصري من تحمل تبعات سقوط الطائرة الروسية في سيناء في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، بعد انطلاقها من مطار شرم الشيخ، وهي الحادثة التي قامت على إثرها أغلب الدول الغربية بترحيل مواطنيها من مصر، كما شككت في كفاءة أمن المطارات المصرية، وهو ما أصاب قطاع السياحة المصرية، بشلل تام، وأثر على مصدر رئيسي من مصادر العملة الأجنبية في مصر ومصدر رزق ملايين العائلات.

لذلك تبدو السرعة المصرية في ترجيح فرضية العمل الإرهابي، هي مطالبة لا بأن تعامل فرنسا -التي انطلقت الطائرة منها من مطار شارل ديغول- نفس المعاملة التي تلقتها مصر، لكن أن تعامل مصر، مثلما ستعامل فرنسا، اي اعتبار حادث الطائرة الروسية مثل حادث الطائرة المصرية، عملًا إرهابيًا، لا يعكس بالضرورة عدم كفاءة الإجراءات الأمنية، هذا الترجيح السريع، يأتي على العكس تمامًا، من الموقف الرسمي المصري من حادثة الطائرة الروسية، حيث ظلت السلطات المصرية، متمسكة باحتمال الخلل الفني، ومصرة على استبعاد أي شبهات إرهابية حتى بعد إعلان فرق التحقيقات الأجنبية أن احتمالية العمل الإرهابي هي الأقوى، مما يفتح العين على محاولات النظام في القاهرة اللعب على وتر الإرهاب وفرضياته بما يتلاءم وظرفه وحاجاته لا بما تفرضه الوقائع، والتي من المفترض أن الصالح المصري العام هو الفيصل بشأن المنهجية التي يتم اتباعها في التعاطي مع هكذا كوارث.

اقرأ/ي أيضًا: 

هل كان يمكن لحدود مختلفة أن تنقذ الشرق الأوسط؟

عندما كانت أوروبا تحب الإسلام