27-يونيو-2016

الوزير اللبناني جبران باسيل (Getty)

"مسموح للنازح أن يعمل، ولكن من دون أن يأخذ من أمام اللبناني فرص العمل، ومن غير المسموح لأي بلدية يكون القرار فيها للتيار الوطني الحر أن يفتح نازح سوري أي محل تجاري ويأخذ لقمة عيش اللبناني"، ببساطة، أعلن وزير الخارجية اللبناني ورئيس التّيار الوطني الحرّ انضمامه لمعسكر ترامب، الوزير اللبناني أطلق العنان لعنصريته، غير آبهٍ بما يحمل اللاجئون السّوريون من معاناةٍ وأوجاع.

موقف باسيل الشعبوي ضد السوريين، قد يوسع من رقعة شعبيته مسيحيًا لكن سيزيد من الانقسام اللبناني، والنفور بين باسيل والعديد من مكونات المجتمع

حملة باسيل ليست الأولى على اللاجئين السّوريين، فالرّجل يجهد منذ سنوات في التّحريض على "الوجود الأجنبي"، والتّحذير من خطر اللاجئين على الأمن والاقتصاد الوطني، في السّابق حذّر من أنّه وجودهم سيقوّض البنى التّحتية لا سيما الكهرباء، مع العلم، يعاني لبنان من أزمة كهرباءٍ منذ سبعينيات القرن الماضي، واللاجئون ليسوا أساس المشكلة.

اقرأ/ي أيضًا: ماهي تأثيرات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟

كما أن السّوريين يصرفون ما يحصّلون من أموالٍ في السّوق اللبناني ولا يحوّلونها إلى أي بلدٍ آخر، كما أن السّوريين يستثمرون في العديد من المصانع والمحال، ومنهم من حمل خبرته معه إلى لبنان، يرحب باسيل بالمتموّلين من السّوريين في "بلداته" وبمشاريعهم، من يرفضهم باسيل، هم سكّان المخيّمات والعائلات الفقيرة.

في تركيزه على تعبير "بلداتنا"، كان الوزير باسيل واضحًا، فهو من روّاد الخطاب الطّائفي، تحت شعار الدّفاع عن حقوق المسيحيين، فبلداتنا بحسب باسيل، هي البلدات المسيحية، ووجود اللاجئين فيها هو خطرٌ على الوجود المسيحي، كما مزاحمة السّوري للبناني في سوق العمل هي إهانةٌ وطنية، بحسب باسيل، يمكن للاجئين أن يعملوا في بعض المهن، لكن ليس المهن جميعها، يفرض باسيل المعايير ذاتها المفروضة على اللاجئ الفلسطيني، ويعني ببعض المهن، أي المهن التي يترفّع اللبناني عن العمل بها، كالبناء والزّراعة وغيرها، مع أن لبنان الحديث، بمبانيه ومسارحه، ملاعبه ومقرّات الرّسمية قام على أكتاف عمّال البناء السّوريين، فهم من بنى وأشرف، لم يتخيل باسيل لبرهة أن البلد ما كان ليتعمّر لولا جهود عمال البناء السّوريين.

اقرأ/ي أيضًا: بحكم المحكمة..تيران وصنافير مصريتان

انفصلت المملكة المتحدة عن أوروبا خوفًا من اللاجئين، وتصاعد الحسّ القومي عن الأوروبيين في دول أوروبية عديدة، فماري لوبين الفرنسية تسعى لطرد اللاجئين ومثلها حزب البيغيدا الألماني وحزب البديل، يبقون على المتعلمين من اللاجئين ويستنزفون قدراتهم، بينما يدعون لترحيل الآخرين، حتّى وصل الأمر بالقوميين، لقتل نائبة في البرلمان البريطاني في وضح النّهار، يبدو أن وزير الخارجية اللبناني تأثّر بالجو العام، وقرّر هو أن ينضم للبيغيدا، أو ترامب، ومعه وزير العمل سجعان قزّي، كما وزير البيئة محمّد المشنوق، المهلّل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هربًا من أزمة اللاجئين وتبعاتها.

موقف باسيل الشّعبوي غير المحسوب، قد يوسّع من رقعة شعبيته مسيحيًا لكن سيزيد من الانقسام اللبناني، والنّفور بين باسيل والعديد من مكونات المجتمع.

اقرأ/ي أيضًا:

 مصر..أحاديث المصالحة مرة أخرى