03-أغسطس-2016

أطلقت شاباتٌ سعوديات ثورةً افتراضية على تويتر بعنوان سعوديات نطالب بإسقاط الولاية(Getty)

بعنوان "سعوديات نطالب بإسقاط الولاية"، أطلقت شاباتٌ سعوديات ثورةً افتراضية على موقع تويتر. الشّابات عكسن صورةً تحاول السّلطات إخفاءها، وهي نار التمييز الجندري التي تأكل المجتمع السعودي منذ فترة، وتحوله إلى مجتمعٍ ذكوري بامتياز، يتفوّق فيه الذكر بالحقوق على الأنثى، وعامل التمييز ليس المرتبة العلمية أو الثّقافية، بل صدفةٌ بيولوجية جعلت منه مولدًا ذكرًا لا أنثى.

"سعوديات نطالب بإسقاط الولاية"، هاشتاغ أطلقته شابات سعوديات تذمرًا من التمييز الجندري في المجتمع السعودي

اقرأ/ي أيضًا: هل المرأة إنسان؟

"الملكة" بحسب المدافعين عن ذكورية المجتمع السعودي هي المرأة، والمرأة هي الملكة في منزلها وعرشها كرسي مطبخها، أمّا مهامها فخدمة رعيتها، أي زوجها وعيالها. الملكة ممنوعة من العمل في العديد من المجالات، خوفًا عليها من عيون أو جسد ذكرٍ تفلت منه إنسانيته وينساق خلف غريزته، فتجلس الملكة حبيسة منزلها تفاديًا لخطأ قد يقوم به رجل وتحاسب هي عليه. الملكة أيضًا ليست أهلًا لقيادة السيارة، لأن القيادة قد تؤثر على مبيضها وقدرتها على الإنجاب بحسب أحد المشايخ المدافعين عن منعها من القيادة، والمرأة ذاتها الممنوعة من قيادة السيارة في السّعودية، يمكنها أن تقودها خارجًا.

تفاعل السعوديات مع حملة سعوديات نطالب بإسقاط الولاية

القانون يضمن للذكر حقّ الولاية على الأنثى في السعودية، وهذا ما أشعل الثورة الافتراضية، في القرن الحادي والعشرين، وتحت شعار المرأة "ملكة"، يُشرع الاستبداد وتُغطّى العبودية بلباس الولاية، فالأنثى التي ترضى بولاية الذكر عليها دون الأخذ بالحسبان حقوقها ومستواها العلمي تساهم بتهميش المرأة أكثر من ذي قبل. المجتمعات تنمو وتطور، إذا ما أردنا العودة للتاريخ البعيد، يمكننا أخذ أمثلة من واقعنا القريب، عيد العمال في الأول من آيار/مايو، هو نتاج ثورة عاملات في مصنعٍ للنسيج، انتفضن لحقوقهن ونلنها.

اقرأ/ي أيضًا: #اعرفي_حقك.. ضد اغتصاب المرأة السودانية وتجريمها

التّلطي بذريعة الأحكام الشرعية والحكم بغير كلام الله باطلٌ وساقط، كما ورد خاصة على وسم آخر هو #سعوديات_نفخر_بولاية_أهلنا_لنا، فالأحكام الشّرعية مستنبطة من الإسلام الذي انتشر أصلاً بفضل مال خديجة وتجارتها، وتضحية سمية وشهادتها، الدول الإسلامية نجحت في اختيار 5 رئيساتٍ للجمهورية وعديد الوزراء من النّساء، فكيف تكون المرأة في السعودية بحاجة لمحرمٍ أو ولي إلى الآن؟

تفاعل السعوديات مع حملة سعوديات نطالب بإسقاط الولاية

لا تختلف الأنظمة المتشدّدة مع المرأة عن وأد البنات إبان الجاهلية، البنات لا تُدفن اليوم وتُقتل، بل تُدفن أحلامهن وطموحاتهنّ، ويرضى المجتمع الذكوري لهن أن يكنّ ملكاتٍ بلا صلاحيات، يحسب عليهن حتى الهواء الذي يتنفسنه، وتُغفر أي جريمةٍ مرتكبة بحقّهن بذريعة جرائم الشّرف، لنتخيل سويًا الصّورة معكوسة، ماذا لو قُدّر للنساء القتل باسم جريمة الشّرف؟

تفاعل السعوديات مع حملة سعوديات نطالب بإسقاط الولاية

حملة مضادة لحملة سعوديات نطالب بإسقاط الولاية

اقرأ/ي أيضًا:

زينب حفني.. شخصيات حسب الكاتالوج

مقدم "المنار": حدود المرأة مطبخها!