18-أغسطس-2016

أفيغادور ليبرمان (ايريس ميسسيني/أ.ف.ب)

قنوات حديث مباشر خارج المألوف وبعيدًا عن السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، حديث مباشر بشأن الصراع مع الفلسطينيين، هذا ما جاءت به عنونة الجيروزاليم بوست بنسختها الصادرة الأربعاء 17 آب/أغسطس بشأن خطة وزير الجيش الإسرائيلي المهاجر اليميني المتطرف أفيغادور ليبرمان التي كان قد أعلنها في مؤتمر صحفي في اليوم عينه.

ليبرمان: السياسة التفضيلية هي ما يتبع الآن وسيتطور لاحقًا في الضفة الغربية على درب تصعيب الحياة أكثر لأولئك الرافضين للاحتلال مقابل توفير حياة أكثر سهولة لمن يتعايشون معه

وكان ليبرمان قد كشف في مؤتمره المطول، من مقر وزارته في تل أبيب، حول خططه الأمنية ومجمل السياسات المتبناة لفريقه في وزارة الدفاع حيال الضفة الغربية المحتلة، ومن ضمنها مناطق تواجد السلطة الفلسطينية، موضحًا أن الركيزة الأم لمنهجيته تقوم على أساس قاعدة "العصا والجزرة"، انطلاقًا من صب أشد أصناف العقاب والتنكيل بالأسر والتجمعات السكنية التي يخرج منها مقاومون ينفذون عمليات ضد إسرائيل، مقابل رخاء وفرص اقتصادية سخية للتجمعات والأوساط غير المنخرطة في المقاومة ولو من بعيد، أو التي لا يصدر عنها أفعال إرهابية بحسب وزير جيش العدو. 

اقرأ/ي أيضًأ: هل وصل "سلاح هتلر السري" إلى مخيمات لبنان؟

مستكملًا شرحه لكنْهِ سياسته أضاف ليبرمان، أن السياسة التفضيلية هي ما يتبع الآن وسيتطور لاحقًا في الضفة الغربية على درب تصعيب الحياة أكثر لأولئك الرافضين للاحتلال مقابل توفير حياة أكثر سهولة لمن يتعايشون مع الاحتلال ويقبلونه، مستخدمًا -أي ليبرمان- صيغة "معنا" بالإشارة إلى إسرائيل. 

كما أوضح ليبرمان أن وزارته بصدد إطلاق موقع إلكتروني باللغة العربية يستهدف الجمهور العربي في الضفة الغربية، وهذا كجزء من الترويج الإعلامي للمنهجية ذات المحاور الثلاثة، العصا والجزرة، التوجه المباشر للجمهور الفلسطيني بمعزل عن السلطة، ومن ثم تحديد أشكال التعامل الخاصة لكل من المقربين من حركة حماس ومن السلطة الفلسطينية. موضحًا أن كل تفاصيل الخطة إنما تقوم على التنسيق المباشر والنشط مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. 

هذا وتقوم خطة ليبرمان على إنشاء خارطة هيكلية للتوزيع الديمغرافي الفلسطيني في الضفة الغربية وتقسيمها لجزئين، أخضر، حيث من يجب تسهيل حياتهم لقبولهم الاحتلال وعدم العمل ضده، والآخر باللونين الأصفر والأحمر حسب درجة الخطورة الأمنية، وهذا في المناطق التي يخرج منها عادة منفذون لعمليات المقاومة، وقد ضرب ليبرمان مثال قرى جنوب الخليل على مثل هذه المناطق لما شهدته وما زالت من انطلاق لعمليات نوعية ضد الاحتلال. 

بينما مناطق مثل أريحا وقلقيلية وغرب نابلس، حيث ساد الهدوء منذ فترة طويلة بالنسبة لليبرمان فإن هذه المناطق ستشهد نقلة نوعية في البنية التحتية الاقتصادية والخدمية، في نوع من المكافأة على السلوك "الحسن" وفق ليبرمان الذي اقتبس زئيف جابوتنكسي في مقولة "سخي وقاسي بعبقرية"، مؤكدًا أنه لن يكون بصدد السماح لإنشاء أي مدن أو تجمعات فلسطينية جديدة.

مشيدًا ومفاخرًا بالجهد الذي تطلبته خطته، أشار ليبرمان إلى أن الخطة حصيلة التنسيق الدؤوب بين المخابرات والأمن الداخلي وقيادة الجيش، وطبعًا قطاع من الساسة. قائلًا إن أبرز عناصرها هو إيجاد شخصيات فلسطينية من غير السلطة من أجل التفاوض مع القيادة الإسرائيلية، السياسة غير الجديدة على المنطق الإسرائيلي في الضفة الغربية، فقد سبق في مطلع ثمانينيات القرن الماضي مسعى مشابه سمي بروابط القرى آنذاك لتمثيل الفلسطينيين في المفاوضات عوضًا عن وفد منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت في الشتات آنذاك، لكن مثار السخرية في الأمر أن السلطة الفلسطينية وبعد كل ما قدمته وما زالت من تنازلات وخدمات للاحتلال إلا أنها لا تلقى قبول عتاة المتطرفين من معسكر ليبرمان وأشباهه!

اقرأ/ي أيضًا: 

خلف أبواب مغلقة.. استمرار الصراع الروسي التركي

حسن نصر الله يستشهد بأقوال دونالد ترامب!