في سابقة من نوعها تهجّر بريطانيا اليوم الثلاثاء 14 حزيران/يونيو 8 لاجئين على متن رحلة طيران خاصة من بريطانيا إلى رواند، وذلك بعدما قضت محكمة الاستئناف في بريطانيا أمس الإثنين أن الحكومة يمكنها المضي قدمًا في خطة تهجير "لاجئين غير قانونيين" إلى رواندا. وكانت المحكمة العليا البريطانية قد قضت الجمعة الماضية بالسماح للحكومة بتنفيذ خطة ترحيل طالبي اللجوء من المملكة المتحدة إلى رواندا، معتبرة أنه من "المصلحة العامة" للحكومة تنفيذ سياساتها. حيث وقعت الحكومة البريطانية اتفاقًا مع الدولة الأفريقية، تقوم بموجبها بما تصفه مؤسسات حقوقية بأنه تصدير لمسؤوليتها تجاه اللاجئين لدولة أخرى.
في سابقة من نوعها تهجّر بريطانيا اليوم الثلاثاء 14 حزيران/يونيو 8 لاجئين على متن رحلة طيران خاصة من بريطانيا إلى رواند
ولا يزال نشطاء حقوقيون يسعون لوقف قرار تهجير المهاجرين إلى البلد الواقع شرق أفريقيا قبل انعقاد جلسة استماع كاملة الشهر المقبل حول ما إذا كانت سياسة ترحيلهم قانونية. حيث كان من المقرر حسب بي بي سي أن تقل رحلة مساء الثلاثاء عشرات آخرين، لكن معظمهم نجح في استئناف قرارات إبعادهم في المحاكم.
وحتى الآن لم يتضح بعد عدد الذين سيستقلون الرحلة. وإن كانت وزارة الداخلية البريطانية قد صرّحت مساء الاثنين بأن العدد كان ثمانية، بينما قالت منظمة كير فور كالاي الخيرية إن العدد انخفض إلى سبعة. هذا ومن المقرر أن تستمع المحاكم إلى المزيد من التحديات القانونية لقرارات الترحيل.
وكانت جهات رسمية قدرت عدد اللاجئين الذين وصلوا بريطانيا منذ بداية العام بنحو أكثر من 10 آلاف مهاجر لاجئ، وقبل أمس الإثنين فقط وصل 138 مهاجرًا إلى بريطانيا ا في ثلاثة قوارب. في الأثناء نقلت شبكة "بي بي سي" عن وزيرة الخارجية البريطانية، ليزا تروس، قولها "إن أول رحلة تقل طالبي لجوء إلى رواندا ستقلع اليوم، وأن من لم ينقلوا الثلاثاء فسيرحّلون في رحلات لاحقة". معتبرة أن المضي قدما بهذه الرحلة "سيؤسس مبدأ"، ويعرقل أعمال مهربي البشر على حدّ وصفها.
انتقادات يواجهها إصرار حكومي
بادرت عدة منظمات حقوقية إلى انتقاد سياسة ترحيل اللاجئين، واصفة تلك السياسة بأنها غير أخلاقية، لكن الحكومة في المقابل تصر على الخطة. في هذا الصدد نقلت بي بي سي عن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قوله إن الحكومة لن "تُردع أو تُحرج" بأي انتقاد للخطة.
فيما شجب مفوض المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الخطوة البريطانية خلال مؤتمر صحفي عقد في جنيف السويسرية الاثنين، قائلًا إن "كل هذا خطأ في خطأ. إن تصدير هذه المسؤولية (تجاه طالبي اللجوء) إلى دولة أخرى يتعارض مع أي فكرة لتقاسم المسؤولية". وتابع: "إنقاذ الناس من الرحلات الخطرة أمر رائع، إنه أمر رائع للغاية. ولكن هل هذه هي الطريقة الصحيحة للقيام بذلك؟ هل هذا هو الدافع الحقيقي لحدوث هذا الاتفاق؟ أنا لا أعتقد ذلك".
أما وزيرة الخارجية البريطانية فأكّدت في حديث مع الـ"بي بي سي" أن الرحلة ستقلع كما هو مقرر لها، حتى لو كان على متنها عدد قليل من الأشخاص، ووصفتها بأنها "جزء أساسي من استراتيجيتنا لمواجهة مهربي البشر المرعبين، الذين يتاجرون في آمال الناس وأحلامهم". وقالت: "إذا كان هناك أشخاص ليسوا على متن الرحلة اليوم، فسيكونون في رحلات لاحقة إلى رواندا"، مؤكدة أن أعداد الأشخاص الذين سيرسلون إلى رواندا بحلول نهاية العام "ستكون كبيرة".
شجب مفوض المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الخطوة البريطانية خلال مؤتمر صحفي
وعلى الرغم من رفض الوزيرة البريطانية تحديد تكلفة الرحلة، متذرعة بكون تكلفة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية "ضخمة" بالنسبة لدافعي الضرائب، فقد نقلت مصادر أن تكلفتها تصل حوالي نصف مليون باوند. ويخشى ناشطون وحقوقيون أن نجاح الحكومة البريطانية في مسار تهجير طالبي اللجوء، سيكون نموذجًا لكل الدول الغربية.