10-يونيو-2016

مسلسل فوق مستوى الشبهات

كالعادة، تنوعت مسلسلات رمضان هذه السنة وهي تتسابق لنيل اهتمام المتابعين، أما وقد تعدى عددها العشرين مسلسلًا في مصر، فقد اخترنا منها ما يمكن أن يلفت الانتباه لنحكي الانطباعات الأولى عنه.

نجحا كتاب سيناريو "فوق مستوى الشبهات" في الخروج من الحوار المألوف إلى الحوار الشيق رغم القصة العادية التي يرويها المسلسل

1 ـ مسلسل سقوط حر

بعد أن كان الناس يعرفون من طاقم عمل المسلسل الممثلين فقط، أصبح الآن كتاب السيناريو على مستوى شهرة الممثلين، وأصبح لهم جمهور من المتابعين والمريدين ومنهم مريم نعوم، وهي التي كتبت مسلسلها الناجح "تحت السيطرة"، الذي تناولت فيه موضوع الإدمان ومسلسل "سجن النسا"، وتدخل المشهد الدرامي الرمضاني هذا العام بمسلسلها "سقوط حر"، المسلسل يدور حول مريضة نفسيًا متهمة بقتل زوجها وشقيقتها وقد دخلت مصحة نفسية لتتعافى.

المسلسل يقدّم أكثر من اسم مهم، منهم شوقي الماجري، المخرج صاحب المزاج السينمائي في العمل التلفزيوني. يتناول المسلسل المرض النفسي للبطلة نيللي كريم. التناول جاد وعميق ويدل على أن مريم نعوم درست المرض النفسي وتحديدًا "فصام الكتاتونيا"، وهو مرض يجعل المريض ينفصل عن الواقع ويعيش أكثر مراحل حياته التي كان يشعر فيها بالأمان، وهذه المرحلة قد تكون الطفولة أو حتى ما قبل الولادة.  

اقرأ/ي أيضًا: 10 مسلسلات سورية للنقد والمتابعة في رمضان

2 ـ مسلسل فوق مستوى الشبهات

المسلسل بطولة يسرا، نجلاء بدر، شيرين رضا، زكي فطين، أحمد حاتم وسيد رجب. المسلسل يحكي قصة أستاذة جامعية متخصصة في التنمية البشرية تبدو أمام الناس أنها شخصية مثالية ناجحة في حياتها في حين أنها تخفي ماض سيء وعلاقات مشبوهة.

المسلسل يدور في "كومباود" سكني، يرصد التناقضات الأخلاقية التي تحيط بسكانه، الغيرة، الحقد، والخيانات الزوجية. البارز في العمل هم كتاب السيناريو اللذين نجحا في الخروج من الحوار المألوف إلى الحوار الشيق رغم القصة العادية التي يرويها المسلسل ورغم الأداء العادي ليسرا ومعظم فريق الممثلين. في الأثناء، ترتكب الأستاذة الجامعية جريمة قتل وتتوالى الأحداث، تيمة الأحداث قديمة ولكنها تتمسك بالتشويق كمحرك للأحداث وكحافز على المتابعة.

3 ـ أفراح القبة

من أكثر روايات محفوظ إرهاقًا لقارئها لأنها تتحدث عن وجهين للحياة: الحلم والحقيقة، وهي على ما بها من تعدد الأوجه والألسنة والشخصيات رواية حية نابضة بكل ما فيها من مشاعر إنسانية متناقضة وصراع دائم بين الحلم والخيال والخير والشر وهي التيمة المفضلة عند نجيب محفوظ. الرواية كتبها محفوظ عن السبعينيات و نشرت مرتين في أوائل الثمانينيات وفي أواخرها.

تحويل عمل فني إلى مسلسل مسؤولية في غاية الصعوبة ولكن إلى حدود الحلقات الأولى يؤدي الجميع دوره ببراعة من إياد نصار إلى منى زكي وصبا مبارك وجمال سليمان وصابرين. المسلسل تدور أحداثه داخل أحد الفرق المسرحية في فترة السبعينيات أما المفارقة فهي أن الفريق المسرحي يكتشف أثناء قراءة النص أن المسرحية تدور حول الحياة الشخصية لكل منهم وتعرض أسرارهم القذرة فيحاولون إيقاف هذه المسرحية ولكن مالك المسرح يصر على عرضها. المخرج هو محمد ياسين وهو بارع في رسم المشاهد، مختلف في الإضاءة، وباختصار، الاستمتاع هو ما ستشعر به وأنت تتابع العمل.

اقرأ/ي أيضًا: أهم أعمال الدراما والهزل التونسية في رمضان 2016

4 ـ الكيف

فكرة تحويل الفيلم إلى مسلسل قد تكون فكرة خارجة من عباءة الإفلاس، هذا ما سوف تشعر به حين تسمع أن فيلمًا مثل الكيف يُعاد إنتاجه كمسلسل

فكرة تحويل الفيلم إلى مسلسل قد تكون فكرة خارجة من عباءة الإفلاس، هذا ما سوف تشعر به حين تسمع أن فيلمًا مثل الكيف، الذي هو تحفة محمود أبو زيد والمخرج علي عبد الخالق وإنتاج سنة 1985،  يُعاد إنتاجه عام 2016 في محاولة لإلباسه عصر الألفية الجديدة. المسلسل بطولة  أحمد رزق وباسم سمرة ولوسي وعفاف شعيب اللذين يقومان بأدوار كل من يحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز.

الفيلم كان من كلاسيكيات السينما المصرية وأغلب جمله يستخدمها المصريون في حياتهم المصرية بتداول تلقائي، ما الذي سيطرحه الممثلون الجدد في الرؤية الجديدة؟ على أي حال كل طاقم المسلسل يضعون أنفسهم في مقارنة ظالمة مع الأصل الذي كان بتفوق حالة مصرية يصعب تتكررها. وهو يحكي قصة تجارة المخدرات أو الكيف والقيم التي كانت تغلف المجتمع في وقتها والنتيجة التي يصل لها البطلين من خلال تجربتهما معها.

5 ـ ليالي الحلمية – الجزء السادس

هو أيضًا إعادة لدراما أسامة أنور عكاشة، الدراما التي رصدت الحياة المصرية منذ عهد الملكية وحتى مطلع التسعينيات على مدى 5 أجزاء وكان حديث الناس. الجزء السادس لأيمن بهجت قمر كاتبًا ومجدي أبو عميرة مخرجًا، والمسلسل تعرض حتى الآن إلى انتقادات عنيفة في إيقاعه وفي السيناريو وفي أداء الممثلين. وهو أداء مترهل للغاية والكتابة عشوائية سطحية لا تنتمي إلى عمق الكتابة المنتظرة من مسلسل كان من كلاسيكيات التلفيزيون المصري. الممثلون لا يقدمون جديدًا حقيقيًا على الشاشة، الأحداث تتناول المجتمع المصري ما بعد الثورة ومفردات العصر الجديد. ويرى بعض النقاد أن التناول الجديد ظلم الفكرة الرئيسية للمسلسل ولم يكن في المستوى المطلوب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

4 من أهم المسلسلات السورية في الموسم الماضي

وليد سيف.. 5 مسلسلات لا تفوّت